استطاعت قناة الجزيره الإخباريه منذ أول ظهور لها ، كسر حالة الرتابه والرسميه في اسلوب عرض النشرات الإخباريه ، الذي كان سائداً في كل القنوات التليفزيونيه العربيه ، الخاصه منها والعامه . واستطاعت بواسطة الدعم المادي و ( غير المادي ) اللامحدود ، وعبر شبكة مراسليها في معظم أرجاء العالم ، أن تجعل الحدث الأبرز ، هو من يفرض نفسه على الأجنده الاخباريه للقناة . وتعتبر تغطيتها المتميزه للغزو الامريكي لأفغانستان عام 2001 م ، النقطه الأبرز في انطلاقة القناه نحو الشهره والانتشار على المستويين العربي والدولي ، كما هو الحال بالنسبه لقناة CNN الاخباريه الامريكيه في تغطيتها لحرب الخليج الثانيه عام 1991 م . وكذلك هو الحال في تغطيتها للغزو الأمريكي للعراق عام 2003 م ، والحرب الصهيونيه على غزه اوائل العام الحالي ، ( مع أن الصوره وأولوية الخبر والصياغه في مايتعلق بالقضيه الفلسطينيه في الجزيره العربيه ، يختلف عنه في الجزيره الانجليزيه ) . وبالتوازي مع عرضها لما تقوم به المقاومه في العراق و فلسطين ( وحرصها على ذكر أنها لم تتأكد من صحة تسجيل تلك الاعمال ( فقط ) من مصدر مستقل ) ، حرصت القناه منذ تاريخ ظهورها لأول مره على عرض وجهة نظر ( الآخرين ) حيال تلك الأعمال ، تجسيداً لشعار الرأي والرأي ( الآخر ) ، فاستطاعت القناة أن يكون لها السبق في كسر الحظر الاعلامي المفروض سابقاً على ظهور الشخصيات ( الاسرائيليه ) الرسميه وغير الرسميه ، في القنوات العربيه ، ومهدت بذلك الطريق لبعض القنوات العربيه الاخرى اللاحقه لها في الظهور والسابقه ، للتطبيع الاعلامي معهم ، وأصبح من الطبيعي مناداة ( بيريز ) برئيس ( دولة ) اسرائيل ، وباراك بوزير ( الدفاع ) عن اسرائيل ، مع أن الدول الداعمه لتلك القنوات لاتعترف رسمياً باسرائيل ( كدولة ) . بل وأصبحنا نترقب لحظه بلحظه على قناة الجزيره وبعض القنوات العربيه الاخرى وعلى الهواء مباشرة من ( القدس ) نتائج الانتخابات ( الاسرائيليه ) ، حتى وصلنا الى مستوى ، نتمنى فيه فوز ( ليفنى ) على ( نتنياهو ) برئاسة وزراء ( دولة ) اسرائيل ، وأخشى أن نصل الى الوقت الذي نسلم فيه بأن ( القدس عاصمه رسميه لدولة اسرائيل ) ، وان نطالب وقتها ( أبو مازن واسماعيل هنيه ) الالتزام بقرارات مجلس ( الغم ) الدولي ، باخلاء ( المستوطنات الفلسطينيه ) من غزه والضفه الغربيه ، خاصة اذا ما استمرت قناة الجزيره وبعض القنوات ( العربيه ) الاخرى ، التقيد بميثاق الشرف الصحفي الداعي الى ( الحياد ) حتى وان كان بين ( الاسرائيليين ) و ( الفلسطينيين ) ، مع أن وسائل الاعلام الاوربيه والامريكيه ، السباقه عنا في وضع مثل هكذا مواثيق ، لاتحرص ( كحرصنا الغريب ) على الالتزام بذلك المبدأ ، وتمتنع عن عرض المذابح اليوميه التي يتعرض لها الفلسطينيين ، بالشكل الذي تحرص فيه على عرض ضحايا الاسرائيليين جراء الأعمال ( الارهابيه ) التي يتعرضون لها من قبل الفلسطينيين ( على حد تعبير القنوات الاخباريه الغربيه ) ، لأن الدول الغربيه الراعيه لتلك القنوات لا ولن تعترف بفلسطين ( كدوله ) !!!! اشاره : بعد فتره من اكتساب الثقه الناتجه عن التقيد ( بالحياد ) والابتعاد عن سياسة ( التلميع ) ، أصبح بامكان مشاهد قناة الجزيره ، متابعة النشاطات القطريه للصلح بين الفرقاء في لبنان وتشاد والسودان ، وكذلك ( نوع الادويه والخيام ) التي تقدمها الجمعيات الخيريه القطريه للفلسطينيين في غزه ، ضمن ( الاحداث البارزه والرئيسيه ) في نشراتها الاخباريه ، بمافي ذلك رحلة فوز بن همام بمقعد الاتحاد الاسيوي في اللجنه التنفيذيه للفيفا . بل وأصبح بامكان المتابع للقناة ، ومن خلال الشخصيات المستضافه في لقاءاتها الحواريه وتوقيت عرضها ، وصياغة الأخبار ذات الصله بالشأن الداخلي لبعض الدول العربيه ، التعرف على اتجاهات السياسه القطريه تجاه تلك الدول ، وخاصة الدول العربيه التي لاتوجد على أراضيها ( قواعد أمريكيه ) !!! [email protected]