نظمت مؤسسة العفيف الثقافية اليوم- بالتنسيق مع الجمعية اليمنية للسكري- ندوة عن (مرض السكر.. أسبابه، وطرق الوقاية منه). حيث قدم الدكتور أحمد شجاع الدين ورقة عمل استعرض فيها ماهية مرض السكر، وأنواعه، وأسباب انتشاره، موضحاً في بداية ورقته أن داء السكري عبارة عن متلازمة مرضية ظاهرها ارتفاع مستوى السكر في الدم، وظهوره بالبول. وأشار الدكتور شجاع الدين إلى أن مرض السكر ثلاثة أنواع استقرت عليها مراكز الدراسات والأبحاث العلمية هي: النوع الأول يسمى بالسكر الشبابي، أو السكر المعتمد على الأنسولين، وهذا النوع في الغالب ما يصيب الأطفال، واليافعين في السن، وسببه الأساس نقص إفراز الأنسولين من غدة البنكرياس بسبب تخرب خلاياها. والنوع الثاني يسمى بالسكر الكهلي، أو السكر غير المعتمد على الأنسولين، وهذا النوع يصيب أصحاب الأعمار المتقدمة، وهو الأكثر شيوعاً، وسببه نقص جزئي في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وأحياناً مقاومة الجسم لفعل الأنسولين على مستوى مستقبلاته في أنسجة الجسم، ويترافق هذا النوع بالبدانة غالباً، إذْ أن البدنيين أكثر عرضة للإصابة، ويلعب فيه العامل الوراثي دوراً كبيراً. والنوع الثالث وهو قليل الانتشار وله أسباب ثانوية عدة تؤدي في مجملها إلى معاكسة فعل الأنسولين. وأوضح الدكتور شجاع الدين أن النوعين الأولين هما الأكثر شيوعاً، أما النوع الثالث فقليل الانتشار، ويكون نتيجة لأمراض البنكرياس المزمنة. وأمراض غدية عديدة، مثل زيادة نشاط الغدتين الكظرية والدرقية، أو نتيجة استخدام بعض الأدوية التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري. وأكد الدكتور شجاع الدين أنه لا علاقة بين تناول (القات) والتخفيف من مرض السكر، وقال (أن هذه شائعة شعبية لا أساس لها من الصحة). وأعزى الدكتور شجاع الدين الإصابة بداء السكر إلى جملة من الأسباب أهمها: أولاً: التغيرات في نمط حياة البشر مع التقدم والرفاه مما يؤدي إلى الإقلال من المجهود العضلي، وقلة الحركة مما يسبب في اختزان الطاقة أكثر من حرقها ، وبالتالي زيادة نسبة البدانة التي هي أهم عامل مُؤهِّب للسكري. ثانياً: التغيرت في أنماط الأغذية، والتحول من الأغذية الطبيعية الغنية بالألياف، والفيتامينات إلى أغذية محفوظة، ومعلبة بما تحويه من مواد حافظة، وكيماويات. ثالثاً: قد يكون للعوامل البيئية، وتلوث البيئة دور كبير في ذلك إذ أن هناك العديد من الأمراض الفيروسية، والمناعية، لوحظ ازدياد انتشارها بسبب تلوث البيئة ببعض مخلفات المواد الصناعية، والإشعاعات وغير ذلك. رابعاً: ازدياد معدلات العامل الوراثي؛ إذ يلاحظ في بعض البلدان، ومنها اليمن، وجود عائلات شبه مغلقة في التزواج بين أفرادها، وبالتالي انتشار المرض، وتزايده بينها بشكل ملفت للنظر.