أشاد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي بقوات الحرس الثوري، والتعبئة الشعبية العامة (الباسيج)، ودورهما في قمع الاحتجاجات على نتائج الانتخابات، و"الفتنة التي أثارها الإصلاحيون"، بحسب تعبير قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري. جاء ذلك فيما يشهد إقليم كردستان الإيراني توتراً، في ظل أنباء تحدثت عن احتمال أن تكون السلطات نفذت، اليوم السبت 14-11-2009، حكم الإعدام في حق المعارض الكردي الشاب شير كوه معارفي، الذي أدين بتهمة محاربة الله ورسوله، ليصبح بذلك المعارض الكردي الثاني الذي ينفذ به حكم الاعدام في غضون ثلاثة أيام. وكانت أسرة المعتقل ناشدت خامنئي التدخل لإنقاذ حياته، بينما سعت جماعات حقوقية إلى تغيير الحكم من الاعدام الى السجن. وطالبت منظمة العفو الدولية بوقف تنفيذ حكم الإعدام، مشيرة إلى أن المعتقل تم نقله الى الحبس الانفرادي في قسم الاعدام بسجن سقز، ما يعني انه يواجه تنفيذ الاعدام في أي لحظة. كذلك فقد أكدت منظمات حقوقية أن 10 على الأقل من الناشطين الأكراد يواجهون عقوبة الإعدام، بسبب انتمائهم الى منظمات كردية توصف بالمحاربة، وهي تدعو في الغالب الى إقامة نظام فيدرالي في إيران. وفي ملف الأقليات أيضا علم أن السلطات اعتقلت إمام الجمعة المؤقت في زاهدان مولوي عبد الغني وإمام جمعة مدينة "خاش" محمد عثمان قلندرزهي، في سيستان وبلوشستان. وجاء الاعتقال لأسباب لها صلة بتقديم مأوى لأفغان من حركة طالبان، بحسب ما تقول السلطات، في المدارس الدينية في المنطقة، ومحاولات السلطة السيطرة على هذه المدارس. وندد الزعيمان الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي بعد اجتماع مشترك، بالعنف الذي تمارسه السلطة مع المعترضين على نتائج الانتخابات، وبأحكام الاعدام والسجن ضد المعارضين، وطالبا بالافراج عن المعتقلين. وكرر موسوي التأكيد أن الانتخابات الرئاسية شهدت تزويرا وانتقد ما وصفه بكذب السلطة. استجواب طويل وتعذيب وكان الناشط السياسي والمدني الكردي شيرکوه معارفي قد اعتقل العام المنصرم في مدينة سقز الواقعة شمالي كردستان ايران، وتعرض حسب بيان نشطاء الحركة الديمقراطية وحقوق الانسان في إيران الى "التعذيب والاستجواب لفترة طويلة في السجن ثم حكمت المحكمة عليه بالإعدام خلال بضع دقائق. ورفض مجلس القضاء الأعلى طلب الاستئناف الذي قدمه المحامي، وهو متهم بتعرض الأمن القومي الإيراني للخطر و"محاربة الله ورسوله". الى ذلك أكد خليل بهراميان، محامي معارفي، في مقابلة له مع "حملة الدفاع عن السجناء السياسيين والمدنيين" نبأ نقل موكله إلى زنزانة انفرادية بغية تفيذ حكم الاعدام فيه لاحقاً، واصفاً الحكم الصادر ضده بأنه يتعارض وكل الأسس القانونية حسب تعبيره، مشدداً على أنه لن يتوقف عن الاحتجاج حتى إلغاء الحكم المذكور. ودعا محامي الدفاع جميع وسائل الاعلام ونشطاء حقوق الانسان الايرانية والدولية الى الاستمرار في التحرك خلال هذه الايام التي وصفها بالحساسة بالنسبة لتقرير مصير موكله، وقال: "ينبغي التحرك اعلامياً لتنوير الرأي العام وتسليط الضوء على مثل هذه الاحكام حتى لا يقف مكتوف الأيدي تجاه ذلك وليتخذ موقفاً من ذلك". يُذكر أن السلطات الايرانية حكمت على المعارض الكردي الذي أعدمته قبل أيام بالسجن 10 أعوام، لكن بعد استئناف الحكم من قبله، تحول الى الاعدام بدلاً من التخفيف أو الابقاء على الحكم السابق، حيث اتهمته محكمة الثورة ب"محاربة الله ورسوله" نتيجة لانتمائه لحزب كادحي كردستان ايران "كومله". هذا وعبّرت منظمات حقوقية إيرانية عن عميق قلقها إزاء احتمال استئناف موجة إعدامات جديدة في كردستان نظراً لاستقرار جوقة الاعدام القادمة من طهران في المنطقة الكردية الايرانية، حيث ترابط في الوقت الراهن في مدينة سنندج، وكانت مصادر كردية معارضة تحدثت في وقت سابق عن "إصدار تعليمات من قبل السلطات في طهران الى السيد غروسي مدعي عام كردستان للاسراع في تنفيذ أحكام الاعدام الصادرة ضد المتهمين".