مما لاشك فيه أن الإنسان الناجح في حياته هو الذي يسعى دائما إلى التغيير من ذاته وتطويرها إلى الأحسن ، وذلك يتطلب عزيمة صادقة ورغبة جادة مع استغلال الوقت فيما يعود عليه بالنفع والفائدة . فمن أراد التغيير فعليه أن يتحرر من قيود بعض العادات غير المقبولة مثل قولهم : ( من شب على شيء شاب عليه ) وقولهم : ( الطبع يغلب التطبع ) ، أو كما يقول أهلنا في اليمن ( ترك العادة عداوة ) . والحقيقة أن عملية التغيير تبدأ من الإنسان نفسه كما جاء في قول الله تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد 11 ولا يخفى على الجميع أن هناك عوامل قد تساعد الإنسان على التغيير منها على سبيل المثال الدعاء وطلب العون من الله تعالى في كافة الأمور ، كما هو في قول الشاعر : إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجنى عليه اجتهاده ومن العوامل المهمة في التغيير الركوب في بحر العلم والغوص في أعماقه وقطف - ولو شيء ميسور - من ثماره ، كما قال الشاعر : ومن لم يذق طعم التعلم ساعة تجرع كأس الجهل طول حياته ومن العوامل المشجعة على التغيير هي الطموح والرغبة في الوصول إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة ، وهو ما ذهب إليه الشاعر أبي الطيب المتنبي في قوله : إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم ومن أفضل العوامل وأنفسها من عوامل تغيير الذات هو تربية النفس وتهذيبها على علو الهمة كما قال القائل: والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع ولعل أكثر عناصر التغيير إيجابية وثمرة هو كثرة القراءة والاطلاع فهي الغذاء الناجع للعقول وصدق القائل : وكيف يكون في البستان غرس إذا ما عطلت عنه السواقي