تعهدت إدارة الرئيس باراك أوباما بلعب دور في المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل غير أنها هددت في الوقت ذاته بالكشف عن المسؤولين عن أي فشل ممكن للمفاوضات التي من المتوقع لها أن تبدأ في غضون أيام، بحسب ما ذكرت مصادر إسرائيلية اليوم الجمعة. وقالت الإدارة في رسالة بعثت بها إلى السلطة الفلسطينية ونشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الجمعة "إننا نتوقع من كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أن يتصرفوا بشكل جدي وبروح طيبة" مشيرة إلى نيتها "العمل للتغلب على أي عقبات والكشف صراحة عن مخاوفها في حال عدم وفاء أي طرف بالتوقعات المأمولة منه". وأكدت الصحيفة أن هذه الرسالة شكلت عاملا حاسما في قرار الفلسطينيين والجامعة العربية بالموافقة على المقترح الأميركي بعقد مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل. وذكرت إدارة أوباما في الرسالة التي جاءت ردا على استفسارات فلسطينية أن الولاياتالمتحدة سوف تتلقى الرسائل من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وتقوم بعرض الأفكار على كل طرف مع إضافة أفكار أميركية والتقريب بين المقترحات المقدمة من كل منهما. وأكدت الإدارة مجددا تمسكها بإقامة دولة فلسطينية "مستقلة وقابلة للحياة وذات سيادة على أراض متواصلة تنهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967". وجددت الإدارة بحسب الرسالة التزامها بخريطة الطريق التي تنص على ضرورة أن تقوم إسرائيل بوقف جميع الإنشاءات في المستوطنات وتفكيك كافة المواقع التي تم إنشاؤها منذ شهر مارس/آذار عام 2001. زيارة بايدن وتأتي هذه التطورات قبل ساعات من وصول المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل ثم نائب الرئيس جو بايدن الذي من المقرر أن يصل إسرائيل يوم الاثنين المقبل في زيارة من المتوقع أن تتزامن مع الإعلان عن بدء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقد عبر وزير التجارة والصناعة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر عن تفاؤله حيال الوضع في الشرق الأوسط مؤكدا أن "مفاوضات السلام مع الفلسطينيين سوف تبدأ قريبا جدا". وقال بن إليعازر في مؤتمر لأعضاء حزب العمل الإسرائيلي في حيفا اليوم الجمعة إن "إسرائيل وصلت إلى نقطة هامة للغاية في ظل محاولات لتصويرها أمام العالم على أنها دولة فصل عنصري". واعتبر في الكلمة التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها الالكتروني أن ذلك يشكل "وضعا خطيرا ويقتضي أن تقوم إسرائيل قبل أي شئ آخر بترك الفلسطينيين بعد سنوات عديدة من الاحتلال". وأكد أنه "من حسن الحظ أن ئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أدرك الحاجة لذلك" الانسحاب مشددا على أن الأخير "يأمل في تحقيق السلام بشكل حقيقي". انتقادات في الكونغرس وعلى صعيد آخر، وجه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي انتقادات لاذعة لسياسة الرئيس باراك أوباما في الشرق الأوسط. وطالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس السناتور الديمقراطي جون كيري بالعمل نحو تحسين الوضع "السيئ" في قطاع غزة. وعبر كيري خلال جلسة استماع في اللجنة أمس الخميس إن ثمة "صدمة عظيمة لأن ما تم بناؤه في القطاع يظل قليلا للغاية" عقب الحرب التي شهدتها غزة في العام الماضي مشيرا إلى ضرورة السماح باستيراد المزيد من مواد البناء التي تمنع إسرائيل دخول العديد منها إلى القطاع. وانتقد كيري سياسة الولاياتالمتحدة الرامية إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط لاسيما لناحية التعامل مع قضية الاستيطان الإسرائيلي وممارسة ضغوط على السلطة الفلسطينية عقب صدور تقرير غولدستون على نحو اضعف من موقف رئيس السلطة محمود عباس، على حد قوله. وبدوره دعا السناتور الجمهوري ريتشارد لوغار إلى الحد من الدعم الأميركي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية في حال ما لم يلتزما بالمطالب الأميركية بشأن عملية السلام. يذكر أن إدارة الرئيس باراك أوباما أخذت على عاتقها منذ بداية ولاية الرئيس في العام الماضي السعي للتوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا أنها اصطدمت بعدة عقبات أهمها رفض إسرائيل وقف الاستيطان في القدس الشرقية ورفض الفلسطينيين في المقابل استئناف المفاوضات مع استمرار الاستيطان في هذا الجزء من المدينة الذي يسعى الفلسطينيون لجعله عاصمة لدولتهم المستقلة