غطت الثلوج مطار هيثرو بلندن، ويظهر عدد من الطائرات، بينها طائرة تابعة لشركة «الاتحاد للطيران» التي تمكنت عبر خطة طوارئ من تأمين نقل نحو 1700 مسافر عالقين بين لندن وأبوظبي، وأكدت العمل على إعادة سير رحلاتها إلى الوضع الطبيعي. إلى ذلك استمرت موجة الصقيع وتساقط الثلوج الكثيف أمس، في تعطيل الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا فيما ينتظر أن يواجه المسافرون في عطلة عيد الميلاد تأخيرات والغاء لرحلاتهم الجوية لبضعة أيام مقبلة. فيما أوقفت شركة “ايست كوست" المشغلة للقطارات في بريطانيا جميع الرحلات بين لندن وشمال شرق البلاد أمس، بسبب الأضرار التي أصابت خطوط الكهرباء المعلقة، وشوهدت طوابير مسافرين طويلة في محطة “يورو ستار" للقطارات بلندن، يسعون لإيجاد طريق بديل بسبب مأساة السفر. من جانبه، اقترح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساعدة الجيش لتسهيل العمل في مطار هيثرو حيث مئات المسافرين عالقين منذ عدة أيام بسبب الثلوج، معلناً عن إعادة فتح المدرج الثاني للمطار الليلة الماضية. وبالتوازي، انتقد مفوض النقل بالاتحاد الأوروبي سيم كالاس أمس، الارتباكات التي شهدتها حركة النقل الجوي في القارة وأدت إلى حالة شلل في أجزاء من أوروبا واصفاً إياها بالأمر “غير المقبول". وتوقعت شركة الخطوط الجوية البريطانية “إلغاء عدد كبير" من الرحلات المنطلقة من مطار هيثرو في لندن والذي ظل يعمل طوال نهار أمس، بمدرج واحد فقط من مدرجيه. ولم تقلع سوى ثلث الرحلات الجوية أمس في هيثرو أحد أكثر المطارات نشاطاً في أوروبا. وقالت الشركة في بيان “سوء الأحوال الجوية الشديد تسبب بشكل مستمر في تعطيل كبير في عملياتنا وسيتسبب في ذلك حتى عطلة عيد الميلاد". ومع استمرار الحركة الجوية في مدرج واحد أمس، ظلت مناطق عدة من المطار غير مستخدمة بما في ذلك المناطق المحيطة بالطائرات الرابضة. وذكرت هيئة الموانئ الجوية البريطانية التي تدير هيثرو أن المدرج الجنوبي في المطار ظل مغلقاً طوال نهار أمس كما حدث أمس الأول مما يقلص قدرته التشغيلية بدرجة كبيرة. وظل آلاف الركاب عالقين في مطار هيثرو طوال أيام مع تواصل تأخير الرحلات الجوية والغائها. وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية تحذيرات شديدة بشأن الطقس حتى نهاية الأسبوع. وتسببت الثلوج والانخفاض الشديد في درجات الحرارة في حالة من الفوضى وعطلت الرحلات الجوية في أنحاء شمال أوروبا لأيام. وقالت هيئة “يوروكونترول" وهي مظلة تضم هيئات الموانئ الجوية في 38 دولة، إن أكثر من 22 ألف رحلة جوية الغيت أمس الأول، في شتى أنحاء أوروبا لكنها توقعت استئناف مزيد من الخدمات أمس. وأعيد فتح مطار جاتويك في لندن أمس، الساعة 0600 بتوقيت جرينتش بعد أن ظل مغلقاً طوال الليلة قبل الماضية. أوقفت شركة “ايست كوست" المشغلة للقطارات في بريطانيا جميع الرحلات بين لندن وشمال شرق البلاد أمس، بسبب الأضرار التي أصابت خطوط الكهرباء المعلقة. وصرح متحدث باسم الشركة لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية أن مئات المسافرين تقطعت بهم السبل على 6 قطارات في أماكن مختلفة بين لندن وبيتربرو شرق البلاد. وقالت الشركة في بيان “جميع خدمات القطارات من وإلى محطة كينجز كروس علقت لبقية يوم الثلاثاء. تنصح ايست كوست جميع الركاب الذين وصلوا إلى كينجز كروس بالعودة لمنازلهم والقيام برحلاتهم اليوم (الأربعاء)". كما شوهدت طوابير طويلة في محطة “يورو ستار" للقطارات بلندن لركاب يسعون لإيجاد طريق بديل بسبب مأساة السفر. وفي الوقت الذي قدمت فيه هيئة “سالفيشن أرمي" الخيرية الحساء والمشروبات الساخنة للركاب الذين استبد بهم القلق والغيظ حول محطة “يورو ستار" للقطارات في سانت بانكراس وسط لندن، ذكرت شركات تشغيل القطارات أنها سيرت 80% من خدماتها إلى باريس وبروكسل. وقال متحدث إن جميع من في القائمة “سيقومون برحلاتهم قبل الكريسماس" لكن لن يكون هناك أي حجوزات جديدة حتى بعد أعياد الميلاد. غير أن محطة يورو ستار قالت أيضاً “نطالب جميع العملاء الذين حجزوا للسفر قبل الكريسماس أن يستردوا أموالهم، مالم يكن لسفرهم ضرورة". من جهته، قال رئيس الحكومة البريطانية “بإمكاني أن أقول لكم إن آليات ازالة الثلج تعمل حالياً في المدرج الثاني لمطار هيثرو الذي سيفتح هذا المساء". وأضاف “اقترحنا أيضاً مساعدة عسكرية على إدارة المطار.. نواجه على الأكيد ظروفاً جوية استثنائية ..هذا يجعل اضطرار مطار هيثرو للإغلاق لفترة قصيرة أمراً مفهوماً". من جهة أخرى، أعلن مطار فرانكفورت أن الرحلات الجوية استؤنفت صباح أمس لكن تعين الغاء 300 رحلة من أصل 1300. ولم تتمكن الطائرات من الاقلاع ولا الهبوط بسبب رداءة الطقس بين الساعة 05,00 (04,00 تغ) و08,28 (07,28 تغ). وقد الغيت أمس الأول، 376 رحلة من أصل 1400 في هذا المطار الذي يعتبر أحد أكبر مطارات أوروبا مع لندن وباريس. كما أعلن ناطق باسم مطار ميونيخ الغاء 50 رحلة. وفي رواسي، أكبر المطارات الفرنسية، أمضى 3 آلاف شخص الليلة قبل الماضية، في قاعات المطار بعد الغاء 40% من الرحلات منذ الأحد الماضي. ولم يتمكن حوالى 3 آلاف مسافر من الوصول إلى مطار رواسي في أوقات رحلاتهم فيما الغي أو أرجئ عدد من الرحلات أمس في مطار مرسيليا بروفانس بجنوب فرنسا بسبب اضراب موظفي شركة أمنية في المطار. وفي السياق، شهدت السكك الحديدية بين لندن وباريس وبين باريس وبروكسل وامستردام تباطؤا ونشاطاً محدوداً. وعلى الطرقات، شهدت حركة سير الحافلات والشاحنات اضطراباً في باريس. وبلغ معدل تساقط الثلوج في فنلندا 71 سنتمتراً مما قارب الأرقام القياسية وادى إلى اضطراب وسائل النقل العامة والسكك الحديدية كما في السويد. وفي بروكسل، قال المفوض الأوروبي لشؤون النقل سيم كالاس إنه يعتزم دعوة ممثلي المطارات الأوروبية لعقد اجتماع “في الأيام المقبلة" لكي يطلب منهم “تفسيرات" مشيراً إلى أن المفوضية يمكن أن تقدم إجراءات تشريعية “حول مطالب الخدمة بالحد الأدنى في المطارات". وفي وارسو، عزل رئيس الوزراء نائب وزير البيئة قائلاً إن جدول مواعيد الرحلات الجديد تسبب في خلق حالة من الفوضى للمسافرين . كما تسببت موجة الصقيع بوفاة شخص في بلجيكا ومأساة في ألمانيا حيث قام رجل بقتل جاره بضربات معول بعد خلاف حول ازالة الثلوج من طريق مشترك بين منزليهما *الاتحاد
