عبر فخامة الرئيس على عبد الله صالح عن أسف اليمن لما يحدث في العراق معتبراً أنها عملية غير مقبولة حيث قال :إن ما يجري في العراق يؤسفنا ، حيث يسقط الكثير من الضحايا جراء الضرب العشوائي خاصة خلال الأيام القليلة الماضية في الفلوجة وعدد من المدن وهي عملية غير مقبولة أن يتعرض الأطفال والنساء وان يكون ذلك الحشر الذي يتعرض فيه المدنيون للموت . وأضاف رئيس الجمهورية أثناء استقباله اليوم الوفد الإعلامي الفرنسي الذي يزور اليمن حاليا في إطار فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004م : إن قتل الأطفال غير مقبول والانسحاب من العراق لقوات الاحتلال يمثل ضرورة من اجل سلامة الجميع وهو مطلب دولي ليس للعراقيين فحسب بل مطلب دولي لان الاحتلال في هذا العصر غير مقبول مشيراً إلى أن العصر عصر تبادل المصالح والمنافع بين الشعوب عصر الحوار والتفاهم ، واصفاً ما يجري في العراق بأنه يعمق الكراهية بين الشعوب والحضارات . وأردف فخامة الرئيس قائلاً : لا نريد كراهية بين العالم العربي والإسلامي والعالم الأخر سواء أمريكا أو أوروبا نريد أن تكون هناك مصالح مشتركة وعلاقات صداقة ومودة ، نريد أن يكون هناك تبادل مصالح وان لا تكون هناك كراهية . وقال الرئيس أن الأسرة الدولية جميعها ضد الإرهاب وعلينا أن نستأصل هذه الآفة ليس بالقنابل العنقودية أو الصورايخ ولكن بالعمل الاستخباري وبالحوار والإقناع فالقوة العسكرية مهما كانت ضراوتها أو قوتها لايمكن أن تستأصل الإرهاب ولكن الإقناع وإزالة التعبئة الخاطئة من عقول الشباب هو السبيل لمواجهة الإرهاب. وأشار إلى أن ما يجري في العراق يرتبط بوجود الاحتلال ..وينبغي على الحلفاء الانسحاب من العراق وترك الشعب العراقي يقرر مصيره بنفسه، فالحلفاء عندما احتلوا العراق قالوا سوف يوجدون للشعب العراقي الأمن والأمان ، ولكن للأسف ما يحصل الآن يؤكد انه لا يوجد أمن واستقرار ولا توجد حرية أو ديمقراطية. وحول ما تضمنته الأفكار اليمنية حول الانسحاب.. أوضح فخامته أن الأفكار اليمنية أكدت على ضرورة الانسحاب من العراق وأن تكون هناك خطوة أولى تنسحب فيه القوات من المدن إلى مواقع محددة وان تشكل جمعية وطنية من كافة القوى السياسية والاجتماعية تكون من مهامها إعداد الدستور وإجراء الانتخابات وبما يكفل قيام سلطة شرعية عراقية على أساس وطني بعيداً عن الطائفية والمذهبية ونحن في اليمن صوتنا مرفوع ومعلن ليس من الغرف المغلقة ولكن عبر كل المنابر. وتابع القول : نحن نريد أن تسود المودة والمحبة بين الجميع وان لا تسود الكراهية ونريد أن ترى الشعوب العربية الأمريكان كأصدقاء مثلما ترى الأوربيين وغيرهم. وحول الدور الذي يلعبه المثقفون العرب في تبصير الحكام بضرورة مشاركة الشعوب في صناعة القرار. وقال فخامة الرئيس : إن الاستماع للمثقفين أمر مهم..فالعهد عهد الانفتاح والاستماع إلى صوت الشعوب وليس عهد الانغلاق والتحجر وهو عهد الاستماع إلى آراء المثقفين في كل بقاع العالم . وأكد فخامته على ضرورة انعقاد القمة بالقول : إن انعقاد القمة هو من أجل حل الخلافات وعدم انعقادها يفاقم الخلافات فكلما انعقدت قمة تم محاصرة الخلاف وإذا لم يتحقق نسبة نجاح إلا 40% أو 60 % فيمكن أن تأتي قمة أخرى وتستكمل بقية الموضوعات الأخرى المدرجة على جدول الأعمال . وحول سؤال عن زيارته القادمة إلى فرنسا وما هي الأفكار اليمنية التي سيحملها فخامته للجانب الفرنسي حول تطورات الأوضاع الراهنة في العراق ..قال فخامة الرئيس أن زيارته التي يبدأها يوم الأربعاء القادم إلى فرنسا تصب في تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة المستجدات في العراق وفلسطين وتابع القول "إن زيارتي لباريس واللقاء مع فخامة الرئيس جاك شيراك وعدد من المسئولين الفرنسيين إن شاء الله يوم الأربعاء القادم يأتي في إطار تعزيز العلاقات اليمنية الفرنسية التي تتطور كل يوم وهي أيضا استمرار للزيارات السابقة ، حيث سيتم بحث القضايا الثنائية ثم المستجدات في المنطقة خاصة ما يجري في فلسطين والعراق. ونحن في اليمن قدمنا أفكارا وزعت على الدول الدائمة العضوية والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة والجامعة العربية وهي أفكار منشورة ووجدنا ترحيبا من العديد من الدول الدائمة العضوية ومنها فرنسا وروسيا. وهي أفكار مطروحة وتتبلور بشكل جيد قد لا تأتي ثمارها في الوقت الراهن لكنها تأخذ بعض الوقت وهي مطروحة على الجامعة العربية حيث كان والمفترض ان تطرح على القمة العربية التي كان من المقرر عقدها في تونس الشهر الماضي ، ولكنها تأجلت لأسباب لا ندري لماذا تأجلت والتواصل مستمر لضرورة انعقاد القمة العربية وان لا نظل أسرى لخلافات وجهات نظرنا . وحول سؤال عن جهود فرنسا لإدخال اليمن في منظمة الفرانكفونية قال رئيس الجمهورية .. إن فرنسا قد تبنت دخول اليمن إلى الفرانكفونية بصفة مراقب وهي تعمل مع عدد من الدول الصديقة في هذا الموضوع . وعن الجهود المبذولة من اجل التنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمار، قال .. فخامة الرئيس إننا نرحب بالاستثمارات العربية والأجنبية ولدينا قانون ينظم الاستثمارات ويوفر لها الحماية والتشجيع ونحن نشجع على تدفق الاستثمارات التي تكفل خلق فرص عمل وتحد من البطالة .. وتوجهاتنا أيضاً نحو المزيد من الاستكشاف والتنقيب عن النفط والمعادن بما يساعد البلاد على النهوض اقتصاديا فإمكانيات بلادنا محدودة ، ونتوقع تدفق الاستثمارات على اليمن فلدينا طلبات من بعض الدول ومنها الصين وروسيا وماليزيا وأند ونسيا وبعض الدول العربية وعدد من الدول الصديقة للاستثمار في المنطقة الصناعية بالمنطقة الحرة في عدن وهذا سيخدم الاقتصاد الوطني . وحول سؤال عما يقوم به شارون من فك للارتباط من جانب واحد وأقامة الجدار العازل ومصير مبادرة السلام .. قال الأخ الرئيس ليس هذا بغريب على شارون سواء بفك الارتباط أو غيره فهو قد فك كل شيء ولا يعير قرارات الأممالمتحدة أو الجامعة العربية أو خارطة الطريق أي أهتمام ، فهو خارج عن القانون ومجرم حرب ينتهك الأعراض ويدمر المساكن و يقتل النساء والأطفال. ونقلت وكالة الانباء "سبأ " أن رئيس الجمهورية رحب قبل إجابته على الأسئلة بالوفد الإعلامي الفرنسي الذي يزور اليمن حاليا للمشاركة في فعاليات صنعاء قائلاً "ان زيارتكم لليمن تمثل فرصة للإطلاع على الجوانب الثقافية والتراثية والتاريخية ، ونتمنى لزيارتكم النجاح الخروج بانطباعات ممتازة .. وما من شك فان وجودكم في اليمن سيتيح لكم الفرصة للإطلاع أيضا على ما حققه اليمن من إصلاحات سياسية وديمقراطية منذ أكثر من 14 عاما منذ قيام الجمهورية اليمنية في ال 22 من مايو 1990م، وتحققت نتائج ممتازة بدأت بالتدرج وعكست تلك الإصلاحات نفسها على الأمن والاستقرار والتنمية..ونأمل ان يكون لديكم انطباعات جيدة فاليمن بلد مضياف ويرحب بكل أصدقائه وكأن بينه وبينهم معرفة سابقة ونجدد الترحيب بكم في اليمن بلد الحضارة والتاريخ. هذا وكان رئيس الوفد الإعلامي قد تحدث في بداية اللقاء حيث عبر عن شكره بأسم الوفد الإعلامي .. وقال.. نحيي هذا البلد العظيم الممثل بفخامتكم ونقول إن اليمن اليوم هو بقعة أمان، والكل ينظر إليه بأنه رمز لتاريخ العالم العربي والإسلامي وهو رمز الحوار ، ولقد سعيتم يا فخامة الأخ الرئيس مراراً في الجامعة العربية لتقريب وجهات النظر في عالم عربي يواجه مخاطر كبيرة . وقال .. لقد جئنا اليوم إلى اليمن في الوقت الذي تمثل فيه عاصمتهم صنعاء عاصمة للثقافة العربية وهي عاصمة رمزية للعالم العربي حيث ينتظر اليمن مستقبلا مفعما بالثقة والأمل وسوف نعكس عند عودتنا سواء في الصحافة أو التلفزة كل ما نحمله من الانطباعات الجميلة عن هذا البلد الجميل اليمن وسنقدم عنه الشهادات المقتنعة و المقنعة.