البقرة الخوارة قليلة اللبن وهذا حال ربيع الثورة العربي بداية بتونس ماذا جني الشعب التونسي من ثورته ؟ إبعاد زين العابدين بن علي؟ هل تغير حال المواطن التونسي ؟هل أصبح صاحب العربية الذي كان زميل محمد بو عزيزي صاحب محل تجاري أو تربع على كرسي السلطة إرهابي خرج من السجن وعاد من أفغانستان بفكر تدميري .لم يضحي محمد بو عزيزي بنفسه لهذا الغرض الطائفي . كارثة ما وصل إليه الربيع العربي في ليبيا من تمزيق لتلك البلد التي لم يدوس ترابها أجنبي إبان حكم القذافي واليوم يتقاسم الغرب خيراتها ونفطها وعيون الشعب الليبي طافحة بالدموع والثمرة فعلا قواعد عسكرية أجنبية بديلا عن خيمة القذافي وهرطقته وكتابه الأخضر اللعين وحروب أهلية لن تنتهي يقودها الإسلاميون المتطرفين . كم أزعجنا هذا الربيع في مصر واشغل العالم حتى كنت أتوقع أن ميدان التحرير في القاهرة سوف يتفجر بترول ويجري في شوارع القاهرة بعد رحيل حسني وان النيل سيتحول عسل ويغدق على العالم من فوهات زهور الربيع العربي والنتيجة رغيف الخبز يحتاج إلى طابور كل يوم يضاهي طابور 25 يناير أمام المدرعات والدبابات ولن أجازف إن قلت لكم الثورة المصرية قد بدأت الحين على المتطرفين المنغلقين على أنفسهم وهذا من حقهم ودليل كبير على أنهم يحترقون ألما كحال غيرهم من ضحايا الربيع وربما سيتم الإطاحة بالأزهر لكونه ساوم ويساوم في حقوقهم وهل سيكون هناك أكثر فسادا في البلد من تيار يرى أن حقوقك كمواطن مرتبطة بولائك لمبادئه وغير ذلك يصنف على الدرجة الثانية في المواطنة ولا يمكن أن يقاسمك في موارد البلد ما لم تكن ذيلا من ذيوله وبوقا تردد ما يمليه عليك من أفكار شاردة لا تصنع رغيفا ولا تلد بيضا ولكنها تقودك إلى محرقة وقتل أبرياء بدعوة الجهاد والدخول إلى الجنة . وربيع اليمن التي سرق ربيعها وصيفها وبقية فصولها بالجملة وأخرجهم من نفق مظلم إلى محرقة جماعية والتمثل بالدعوة الإبراهيمية وجعلناها بردا وسلاما حيث لم يختص الله بعد إبراهيم بهذه الدعوة إلا حزب الإصلاح الاخواني المتطرف في اليمن ونجاهم من شباب الثورة ومكنهم في الاستحواذ على مكاسب الثورة بمبادرة أخوية ودية تستهدف نهضة الشباب اليمني في قيادة البلد , في حين يعيش الشارع اليمني إحباط تاريخي غير مسبوق وربما تبشر الأيام القادمة بحرب طائفية تقودها دولة طائفية تبنت سرقة الثورة اليمنية للوصول إلى السلاح من أيدي الجيش وتوجيهه إلى كل حامل رأي حر لا يروم لهم ولا يدور في فلك مقدساتهم . ليت هذا الضجيج والثورات التي أرقت العالم لم تكن وتبا لكل خطوة خطوتها في سبيل ربيع قدم زهرته لمتطرف كان خلف القضبان واليوم أصبح الربان فلا يزال الشحاذ في تونس شحاذ إلا أنه لم يعد يرى من يمد له يد العون فجارهم الذي كان مقتدر ويقدم له ما تيسير استشهد حين سقطت على داره قذيفة المجاهدين في سبيل السلطة ولا يزال الجاوع في مصر جاوع ولكن لم يعد يرى بقايا طعام أمام المطاعم السياحية التي أصبحت خاوية على عروشها حتى صديقه الشحاذ المحسوب على جماعة الأخوان المسلمين افتقده فهو اليوم في مجلس الشعب للدفاع عن قضايا الشحاذين الأخوان ويتحسر أنه لم يكن يعيره اهتمام فلربما كان اليوم في مجلس الشعب عزيز قوم . ونعود لليمن التي كانت تعيش أزمة اقتصادية استثنائية وحروب طائفية والربيع العربي لازال في بطن بوعزيزي وما أثمرته ثورة توكل كرمان أصبح الغالبية من الطبقة القادرة في وحل التسول يلعنون شباب الثورة المستقل المغلوب على ثورته المسلوخة بسكاكين التطرف وفتاوي أصحاب اللحاء الحمراء وقذائف شيوخ القبائل المتورطين في جرائم إنسانيه وتاريخ دموي وعمالة مكشوفة للخارج يتقاضون الرواتب من دول أجنبيه على حساب كرامة شعبهم وحريته واقتصاده . هذا الربيع أضحكني وأبكاني يوم دخل سوريا لم يكن يعلم أنه سيحل ضيفا على اسود تعيش معركة تاريخية رغم الصمت وتمشي على النار وتتظاهر أنها على الماء وكانت الكارثة حين صدح الربيع بين الأسود الشعب يريد إسقاط النظام واعتقد أنه في الحصبة في صنعاء أو في التحرير في القاهرة وغير ذلك من الشعارات التي كنا نرددها في ساحات الثورة العربية وألهبت حماس الجماهير وأثارت الرعب في قلوب الجيوش والقيادات ولم تلد إلا فاجرا كفارا والغريب أن أعداء هذا الربيع ومن أفشلوه بالأمس يقحمون ما تبقى من هذا الربيع المعتوه في حرب ضروس لن يكسب الرهان فيها . وهنا نقول لم تنجح هنا ولن تنجح هناك فالانتهازية الثورية والطائفية الوجه الحقيقي لما يسمي بالربيع العربي وبناء على ذلك فلن تكون ثائرا ولو قطعت يدك في الخطوط الأمامية للجبهة الثورية ما لم تكن مذكرات حسن البناء في جيبك وتفاهات القرضاوي في عنقك ولو تم قلع عينك في سبيل الربيع العربي فلن تحسب من الثوار ما لم تنظر إلى الزنداني على أنه المهدي المنتظر بطريقة إخوانيه وأنه سوف يخرج من أرحب يقضي على الفقر والمجاعة في اليمن ويعالج السرطان والعقم ويعيد الأموات أحياء . واحدث خبر عن العدالة والمساواة كثمرة من ثمرات الربيع العربي من مهبه في تونس نسمع عن طابور من جيش الثورة يعتقل أم محمد بوعزيزي مفجر الثورة لأنه لم يكن تلميذا يقبل أقدام راشد الغنوشى وكان مواطن بسيط يبحث عن لقمة العيش في عربيه يبيع عليها الخضروات أسقطت أنظمة في حين كان المفترض به أن يبيع كتب التنظيم وفقيهاتهم حتى يستحق أن يكون ثائر فقد سبق أن يواري جثمانه الثرى فتاوي تكفيرهم له وإدخاله النار وبعد موته الحكم على أمه المسنه بالسجن بتهمه أخلاقيه تتمثل في غضبها على احد الحكام الذي يعتبر من فصيلتهم وانتهت الثورة بحرق ابنها وحسب . والسقوط السقوط في سوريا تعرقلت المهام وتمزقت المفاهيم ولم يتجرأ القرضاوي أن يتحدث عن الثورة هناك وغاب الزنداني عن المشهد خوفا من غضب جماهيري يمني فلم يعد خافيا عن العالم من الذي سرق الربيع العربي بل وطفح الكيل عند روسيا والصين ودخلت مع نظام سوريا لتحويل هذا الربيع إلى خريف كما هو حاله في البلدان المنكوبة . ولعلنا نرى في هذا السيناريو الصعب في سوريا نهاية ذلك الربيع العقيم الذي لم تصل منه وردة إلى أيدي الشهداء والشعوب المسحوقة فالأجدر به أن ينتهي على مشارف تركيا وأن يبصق على وجه أوردوغان قبل أن يموت حتى لا يفكر في العودة مجددا يستعمر الشعوب العربية وما نعانيه ليس إلا من مخلفات الاستعمار التركي في الوطن العربي .