في حين أعتبرت باحثة أمريكية – معنية بشئون الإرهاب - الخطوة التي قامت بها إدارة أوباما، مؤخراً، بإطلاق سراح أحد المعتقلين اليمنيين من سجن "جونتاناموا"، قد تأخرت طويلاً، إلا أنها شددت على ضرورة أن تقوم الإدارة الأمريكية بإطلاق بقية المعتقلين اليمنيين الذين ثبت عدم إدانتهم. وكتبت "ليتا تايلور" – وهي باحثة متخصصة في قضايا الأرهاب، ومكافحة الإرهاب بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" العالمية – مقالاً قصيراً في صحيفة الواشنطن بوست، نشرته الصحيفة أمس الأربعاء على موقعها الألكتروني، وتطرقت فيه إلى القرار الأخير الذي أتخذته الإدارة الأمريكية الحالية، والذي قضى بالموافقة على إطلاق سراح اليمني "محمد العديني"، الذي أعتقل في باكستان، في العام 2002، وزج به في خليج "جوانتانامو" منذ ذلك الحين، بدون أية تهمة. ويعتبر "العديني" أصغر معتقل في جوانتانامو. وكانت صحيفتي "نيويورك تايمز"، و "واشنطن بوست"، نشرتا السبت الماضي (26 يونيو)، معلومات أكدت أن إدارة أوباما وافقت على قرار ترحيله إلى اليمن، بعد أن أمر قاض فيدرالي بإطلاق سراحه، معتبرًا أنّه احتجز من دون دافع منذ أكثر من ثماني سنوات. وتعتبر هذه الخطوة، هي الأولى، بعد أن كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما علق في يناير الماضي، عمليات ترحيل المعتقلين اليمنيين، عقب أنّ أكّد الشاب النيجيري الّذي حاول في الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي إشعال متفجرات في رحلة بين أمستردام وديترويت أنّه تدرب في معسكر للقاعدة في اليمن. غير أن صحيفة ال"واشنطن بوست" أوضحت بأنّ حالة اليمني محمد العديني، الّذي كان في ال17 من العمر عند اعتقاله في باكستان، أرغمت الإدارة على رفع هذا التعليق جزئيًا. وأعتبر قاضي فيدرالي (في يونيو) أنّه لا توجد أدلة على أنّ الشاب له أي علاقة بالقاعدة. علاوة على ذلك فإنّ ترحيل العديني وفقًا للقاضي حصل على موافقة المسئولين العسكريين أو الحكوميين في أعوام 2002 و2004 و2007 و2009. وعليه، فقد أعتبرت الباحثة "تايلور" في مقالها الأخير في ال"واشنطن بوست"، أنه قد آن الأوان الذي يتوجب فيه على الرئيس أوباما، أن يتخذ الخطوة التالية، لرفع تعليقه، ونقل (58) معتقل يمني آخرين، من معتقل "جوانتانامو" إلى بلادهم "اليمن"، وهم الذين أجازت الإدارة إطلاقهم أيضاً في وقت سابق قبل قرار التعليق في يناير الماضي. وجاءت دعوة "تايلور" تلك، على الرغم من أن مسئولون في الإدارة الأمريكية، كانوا أوضحو للواشنطن بوست ونيويورك تايمز (السبت الماضي) أن حالة المعتقل "محمد العديني" تشكل استثناء، وأن تعليق نقل المعتقلين اليمنيين لا يزال ساريا. ونقلت الواشنطن بوست عن مسئول قوله: إن "التعليق الشامل لم يعدل إلا أن الأمر يتعلق بإطلاق سراح قررته محكمة".
غير أن الباحثة، أستنكرت أن يستمر قرار التعليق الذي جاء على خلفية محاولة إختطاف الشاب النيجيري لطائرة ديترويت، معتبرة أن إحتجازهم بهذا الأسلوب، بسبب ذلك الهجوم الذي لم يكن لهم أي دور فيه، يشكل عقاباً جماعياً، وهو الأمر الذي يناقض مبادئ وأفكار العدالة الأمريكية. وكان أوباما، وعقب إنتخابه رئيساً لولايات المتحدةالأمريكية، حدد، يناير 2010 موعدا أقصى لإغلاق معتقل جوانتانامو الموجود في جزيرة كوبا إلا أن الإدارة الأمريكية لم تتمكن من الالتزام بهذا الموعد. ويشكل إطلاق سراح اليمنيون المعتقلين هناك، ومصيرهم بعد الإطلاق، أهم العقبات التي تقف في وجه تنفيذ قرار الإدارة الأمريكية. حيث يشكل اليمنيون نحو نصف ال200 معتقل، الذين مازالوا محتجزين في جوانتانامو. وبهذا الخصوص، قالت "تايلور" أن الحل للمعتقلين اليمنيين الذين لم يتورطوا في إرتكاب جرائم، لن يكون برميهم والأبقاء عليهم في سجونهم، بل بإطلاقهم وعمل برامج إعادة تأهيل، ورقابة، وذلك لتفادي النقد السياسي. في هذه الأثناء، لم يرد – حتى الآن - أي تعليق من قبل أي مسئول يمني، على خلفية قرار إطلاق سراح "العديني"، أو الحديث عن بقية المعتقلين غير المدانيين بجرائم.