قالت الحكومة الكندية إن أصغر سجين وآخر غربي محتجز في غوانتانامو عمر خضر أرسل إلى بلده الأصلي كندا السبت ليستكمل مدة العقوبة هناك. وأكد وزير السلامة العامة الكندي فيك توز أن خضر الذي كان مقاتلا عمره 15 عاما عندما ألقي القبض عليه عام 2002 أعيد جوا إلى قاعدة عسكرية في ترينتون بإقليم أونتاريو ونقل إلى سجل ميلهافن شديد الحراسة في الإقليم. وكانت قضية خضر قد أثارت الجدل في كندا وخارجها بسبب صغر سنه عند القبض عليه وطبيعة احتجازه ومحاكمته وإحجام المسؤولين الكنديين عن قبول عودته إلى كندا. وقال توز في وينيبيج بإقليم مانيتوبا "أعتقد أن مصلحة السجون الكندية يمكنها إدارة عقوبة عمر خضر بطريقة تتناسب مع خطورة الجرائم التي ارتكبها وتضمن حماية سلامة الكنديين أثناء احتجازه". وكانت محكمة جرائم حرب أمريكية قد حكمت في عام 2010 على خضر الذي يبلغ الآن 26 عاما بالسجن لمدة 40 عاما ولكن يتوقع أن يقضي بضع سنوات أخرى فقط بموجب اتفاق يشمل أيضا اعترافه بأنه كان متآمرا لحساب القاعدة وقتل جنديا أمريكيا. وأقر خضر بأنه مذنب في عام 2010 في الاتهامات التي تشمل قتل كريستوفر اسبير المسعف بالجيش الأمريكي في معركة في عام 2002 والتآمر مع القاعدة على ارتكاب أعمال إرهابية وصنع قنابل تزرع على الطرق لاستهداف القوات الأمريكية في أفغانستان والتجسس على قوافل عسكرية أمريكية وتقديم دعم مادي للإرهاب. وكان خضر أول شخص منذ الحرب العالمية الثانية يحاكم أمام محكمة جرائم حرب لأعمال ارتكبها وهو قاصر. وكان والد خضر - العضو البارز في القاعدة - قد نقله إلى أفغانستان وضمه إلى جماعة من صانعي القنابل الذين فتحوا النار عندما جاءت القوات الأمريكية إلى المجمع الذي يعملون فيه. وألقي القبض على خضر في الاشتباك الذي أصيب خلاله بعمى في إحدى عينيه وبرصاصتين في ظهره. ونقلت وكالة كنديان برس عن جون نوريس أحد محامي خضر قوله "لا يستطيع تصديق أن هذا قد حدث أخيرا... وروحه المعنوية مرتفعة. إنه يشعر بسعادة غامرة لوجوده في وطنه". وقال توز في بيان مكتوب إن كندا تلقت طلب خضر لنقله من الولاياتالمتحدة في 13 من أبريل نيسان 2012. وكانت المحكمة العليا الكندية قضت في عام 2010 بأن كندا انتهكت حقوق خضر بإرسال عدد من رجال الاستخبارات لاستجوابه في غوانتانامو عامي 2003 و2004 وإطلاع الولاياتالمتحدة على نتائج الاستجواب. وقال القضاة إن استمرار احتجاز خضر يعني أن حقوقه لا تزال منتهكة. ورغم ذلك قضت المحكمة أيضا بأن كندا ليست ملزمة بإعادة خضر إلى وطنه. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها نقلت خضر إلى كندا ليصل عدد المعتقلين في جوانتانامو إلى 166 معتقلا. وقالت سوزان نوسل المديرة التنفيذية لمنظمة العفو الدولية في الولاياتالمتحدة إن عملية النقل تمثل تقدما غير أن معتقل جوانتانامو يجب أن يغلق فورا. وأضافت أن السلطات الكندية يجب أن تحقق أيضا فيما قاله خضر من تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه في المعتقل. وتابعت "كندا لديها الفرصة الآن لتصحيح بعض من هذه الأخطاء". ومن المقرر أن تنتهي عقوبة خضر في 30 من أكتوبر تشرين الأول عام 2018.