يمثل اثنان من معتقلي غوانتانامو، احدهما يمني، امام محكمة عسكرية استثنائية في القاعدة البحرية الاميركية بينما لم تبت المحكمة الاميركية العليا بشرعية هذه المحاكم بعد. وسيحضر اليمني علي حمزة احمد البهلول، والكندي عمر خضر (من اصل مصري)، 19 عاما، الذي اوقف في سن الخامسة عشرة في افغانستان لقتله جنديا اميركيا في تموز (يوليو) 2002 اليوم جلسات تمهيدية لمحاكمتهما. وجمد قضاة فيدراليون عدة اجراءات في الاشهر الاخيرة مطالبين بتعليقها بانتظار ان تبت المحكمة العليا في شرعية هذه المحاكم التي شكلت خصيصا لمحاكمة المشتبه فيهم بقضايا الارهاب والمعتقلين في غوانتانامو. لكن محامي المعتقلين اللذين سيمثلان اليوم لا يتوقعان تأجيلا في اللحظة الاخيرة. وستستمع المحكمة اولا الى اليمني علي حمزة احمد البهلول، الذي وجهت اليه في شباط (فبراير) 2004 تهمة الاشتراك في الارهاب. ويفيد الادعاء بان اسامة بن لادن كلفه مهمة اعداد اشرطة فيديو لتجنيد عناصر جدد في «القاعدة» وتدريبهم. وخلال جلسة استماع اولى في اغسطس (آب) 2004، اثار البهلول فوضى كبيرة عبر تحديه المحكمة، ورفضه اي محام اميركي، مطالبا بان يدافع عن نفسه بنفسه. لكن السلطات العسكرية عدلت منذ ذلك الحين قواعد عمل المحكمة ويفترض ان تبدأ الاجراءات من الصفر. اما عمر الكندي، 19 عاما، فقد وجهت اليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تهمة القتل بعد اكثر من ثلاث سنوات من الاعتقال في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا التي يحتجز فيها اسرى «القاعدة» وطالبان. وسيمثل امام محكمة مختلفة. ورغم انه كان قاصرا عند حصول الوقائع فانه سيحاكم وفقا للقواعد نفسها المطبقة على المتهمين الاخرين. وتفيد السلطات الاميركية بان عمر خضر، اقر بانه قتل طبيبا عسكريا، وانه جرح اخر عندما القى قنبلة يدوية خلال اشتباك. ويؤكد محاموه في المقابل ان الشاب خضع لعمليات استجواب قاسية وتعرض لاهانات مختلفة وتهديدات بالتعرض له جنسيا. واكد محاميه المدني منير احمد لدى توجيه الاتهام الى موكله «من خلال التعذيب والتجاوزات وثلاث سنوات من الاعتقال غير الشرعي سلبت الحكومة عمر، شبابه» مضيفا «الان يريدونه ان يمثل امام محكمة مهزلة لا تتوافر فيها المبادئ الاساسية لمحاكمة عادلة». يذكر ان عمر خضر ولد في تورونتو وترعرع في باكستان. وتلقت «الشرق الاوسط» رسالة إلكترونية اول من امس من محامي خضر الاميركي كلايف ستافورد سميث قال فيها انه موجود حاليا في غوانتاناموا وقد التقى بالفعل موكله عمر خضر الكندي، وسيصل اليوم الى العاصمة لندن. يذكر ان سميث يشرف على قضايا نحو 40 معتقلا في غوانتانامو محتجزين في معسكر «دلتا» بينهم سعودي واربعة اردنيين وليبي وكندي من اصل مصري، هو عمر خضر الكندي. وكذلك يدافع المحامي الاميركي عن السوداني سامي محيي الحاج مصور قناة «الجزيرة» القطرية، ومعتقل فلسطيني اسمه جميل البنا وآخر عراقي اسمه بشر الراوي وكلاهما عاش في لندن لسنوات، قبل ان يتم اعتقالهما في غامبيا عام 2002 . ويبدو ان عائلة عمر الكندي برمتها مرتبطة بتنظيم «القاعدة». فقد قتل والده العام 2003 على يد الجيش الباكستاني وكان يعتبر من ممولي تنظيم «القاعدة» واوقف عبد الله احد اشقائه للاشتباه بارتباطه بقضايا ارهاب الشهر الماضي في كندا بطلب من السلطات الاميركية. وقد وجه الاتهام حتى الان الى تسعة معتقلين فقط من اصل اكثر من 500 معتقل في غوانتانامو، وهم يواجهون عقوبة بالسجن مدى الحياة. ولم تتجاوز اي من الاجراءات حتى الان عتبة الجلسات التمهيدية. ويدفع محامو عمر خضر الكندي ان المحكمة العسكرية، التي سيمثل امامها اليوم، لا تتماشى مع معايير القانون الدولي. ويقول المسؤولون الكنديون ان عمر خضر اصيب بجراح خطيرة وقبض عليه في 27 يوليو (تموز) ) 2002 في قرية اب خيل بالقرب من الحدود الباكستانية، بعد معركة استغرقت4 ساعات قتل فيها السرجنت كريستوفر سبير، ويعتقد المسؤولون الاميركيون انه قتل بقنبلة القاها عمر. وينتقد الكثير من خبراء القانون والمنظمات المدافعة عن حقوق الانسان المحاكم العسكرية المعروفة باسم «اللجان العسكرية» اذ يعتبرون انها لا تسمح بمحاكمة عادلة. وقالت جمانة موسى المتحدثة باسم «منظمة العفو الدولية» التي اتت مع ممثلين اخرين لمنظمات غير حكومية في غوانتانامو للمشاركة في جلسات هذا الاسبوع، ان هذه المحاكم هي «بكل بساطة نظام قضائي فرعي لا يتماشى مع المعايير الدولية». ويعتقد ان والد عمر هو احمد سعيد خضر، وهو مصري المولد كندي الجنسية، تعتبره السلطات الكندية من معاوني اسامة بن لادن، ويعتقد انه قتل في منطقة وزيرستان الحدودية في حملة مداهمات شنتها القوات الباكستانية في اكتوبر (تشرين الاول) 2003 ، واصيب في نفس العملية نجله كريم اصابة بالغة في العمود الفقري. تجدر الاشارة الى ان والد عمر الذي وصل الى كندا عام1977 ، كان يعمل في الجمعيات الخيرية الاسلامية التي كانت ترسل اموالا الى القوات الافغانية التي كانت تقاتل قوات الاحتلال السوفياتي في الثمانينات. وفي عام 1992 اصيب الاب بجروح من شظايا ادعى انه اصيب بها خلال مشاركته في عمليات اغاثة، وقد عاد الى كندا للعلاج، وكان قد قبض على الاب الذي يبلغ عمره الان 54 سنة في عام 1995 في باكستان للاشتباه في مشاركته في عملية تفجير السفارة المصرية، وهو الهجوم الذي يعتقد ان جماعة الجهاد نظمته، برئاسة ايمن الظواهري، وأدى الى مقتل17 شخصا. واحمد سعيد خضر، وكنيته «الكندي»، مدرج ضمن قائمة شملت 39 شخصا وهيئة، جمدت الولاياتالمتحدة ارصدتهم المالية للاشتباه في علاقتهم بالارهاب.