حكمت محكمة عسكرية أمريكية خاصةامس بإسقاط التهم عن الكندي من أصل مصري عمر خضر، المعتقل في معسكر "غوانتانامو" منذ خمس سنوات بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وقتل جندي أمريكي من قوات المارينز عام 2002، كما اسقطت تهمة دعم الإرهاب عن سليم احمد حمدان, السائق السابق لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ويعتبر ذلك بحسب مراقبين "نكسة جديدة" لإداراة بوش، ورغم ذلك اعلنت متحدثة أمريكية أن المحاكم العسكرية الاستثنائية بحق معتقلي غوانتاناموا مستمرة. وفي قرار اعتبره المراقبون مفاجئا، اسقط القاضي العسكري الكولونيل بيتير براونباك كافة التهم الموجهة لخضر والتي تشمل "القتل والشروع في القتل والتآمر ومساندة منظمة ارهابية والتجسس"، معتبرا ان "معطيات القضية لم تتح خيارا غير اسقاط التهم دون اي تحيز". وكان عمر خضر اعتقل في يوليو/تموز عام 2002 في منطقة خوست في افغانستان اثر معركة بين عناصر من تنظيم القاعدة والقوات الامريكية، واتهم خضر الذي كان عمره 15 عاما آنذاك بالقاء قنبلة يدوية خلالها ادت لمقتل الجندي الامريكي كريستوفر سبير. وعمر هو الابن الثالث للكندي من اصل مصري احمد سعيد خضر الذي تعتبره السلطات الامريكية احد مؤسسي تنظيم القاعدة والمسؤول الاول عن تمويل التنظيم، وكان هاجر من مصر الى كندا عام 1977 وحصل على الجنسية الكندية، قبل ان ينتقل الى افغانستان مع عائلته اوائل الثمانينيات، وقد لقي حتفه في معركة مع القوات الامريكية على الحدود الافغانية الباكستانية عام 2003، كما اصيب ابنه الاصغر عبدالكريم بجراح تسببت بشلله في المعركة ذاتها. وكانت التهم بحق خضر وتسعة معتقلين آخرين في "غوانتانامو" قد تم اسقاطها في يونيو/حزيران 2006 بعد تدخل المحكمة العليا الامريكية التي اعتبرت الرئيس الامريكي جورج بوش قد تجاوز صلاحياته عندما امر بإجراء محاكمات عسكرية خاصة، وقضت بأن هذه المحاكمات مخالفة للقوانين الدولية وقوانين الولاياتالمتحدةالامريكية، غير ان الكونغرس الامريكي وافق بعد ذلك في اكتوبر/تشرين اول على قانون آخر صادق عليه الرئيس بوش يتيح انشاء محكمة عسكرية خاصة لمعتقلي غوانتانامو. من جانبه اعتبر رئيس الاتحاد العربي الكندي (كاف) خالد معمر الحكم "بداية لنهاية معاناة فتى واجه ظروفا صعبة وظلما مستمرا منذ خمس سنين"، واضاف معمر في حديث "للعربية.نت" ان ما كان يتردد من تعرض خضر لمعاملة سيئة وغيابه عن عائلته طيلة هذه الفترة منذ ان كان عمره 15 عاما، خاصة وانه كان مصابا عندما القي القبض عليه يوضح حجم الظلم الذي تعرض له"، حسبما قال. يذكر ان قضية عمر خضر حازت على اهتمام دولي وتسببت بإثارة انتقادات الهيئات القانونية الدولية والمنظمات الحقوقية للولايات المتحدة باعتباره اول قاصر يخضع للمحاكمة بتهمة الارهاب وامام محكمة عسكرية، وكان المدعي العسكري الامريكي الكولونيل بو ديفيس دافع عن موقفه قبيل عقد الجلسة وطالب المحكمة "بايقاع اقسى العقوبات التي يمكن ان تطال اي بالغ يواجه تهما مماثلة"، مضيفا ان خضر "ليس اول قاصر يخضع للمحاكمة، حيث يوجد ما يزيد عن 2000 قاصر في الولاياتالمتحدة في السجن لارتكابهم جرائم اقترفوها قبل بلوغ سن الخامسة عشر". كما أسقط قاض في المحكمة نفسها جميع التهم الموجهة إلى يمني يعتقد أنه كان سائقا لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وآخر يحمل الجنسية الكندية يزعم أنه قتل جنديا أمريكيا. وقال القاضي العسكري إنه لا يمتلك الولاية القضائية لنظر الاتهامات الموجهة إلى اليمني سالم أحمد حمدان بحسب القانون الصادر في العام الماضي والذي يرخص محاكمة الأجانب أمام محكمة عسكرية أمريكية. ويعتبر هذا الحكم ثاني نصر قضائي لحمدان الذي كسب نزاعا قضائيا أمام المحكمة العليا العام الماضي ألغيت على أثره اللجان العسكرية التي كانت تحاكم المعتقلين بتهم إرهابية في غوانتانامو. بالمقابل، اعلنت القومندان بيث كوبالا المتحدثة باسم مكتب اللجان العسكرية في غوانتانامو وهو الاسم الرسمي لهذه المحاكم الخاصة، ان المحاكم العسكرية الاستثنائية في قاعدة غوانتانا لمحاكمة معتقلي "الحرب على الارهاب" سوف تواصل عملها رغم ماوصفه مراقبون ب"الصفعتين" اللتين تلقتهما ادارة بوش. واكدت المتحدثة ان المحاكم العسكرية الاستثنائية "ستواصل العمل بطريقة عادلة وشفافة ومفتوحة وشرعية". واوضحت ان القرارات التي اتخذت الاثنين تثبت "استقلالية" القضاة، وتبقى الإشارة إلى أنه أمام الحكومة مهلة 72 ساعة لاسئتئناف قرار القضاة.