تخيم أجواء الحرب مجددا على سماء محافظة أبين - جنوب اليمن - وتفيد مصادر أمنية بأن عناصر القاعدة بدأت تخيم في وادي وجرة الذي يبعد 30 كم إلى الشرق من مديرية مودية. كما تشهد مديريات المحفد – عزان - الوضيع تحركات غير مسبوقة لتلك العناصر. في هذه الأثناء بدأت المخاوف تسيطر على اللجان الشعبية في مديرية مودية خصوصا وأن تدفق عناصر القاعدة على مداخل مودية تزامن بعد يومين على تلقي قائد اللجان في مودية (منصور العلهي) اتصالاً هاتفياً من قائد للقاعدة أطلق على نفسه "أسد الله". وبحسب تصريح لقائد اللجان فإن "أسد الله" اتصل به من هاتف ثابت وأبلغه بأن القاعدة قادمة لتطهير مودية من ما وصفهم بالعملاء والمرتدين على رأسهم قائد اللجان في المديرية. وأشار الملهي إلى أن قائد القاعدة الجديد أخبره بأن الهجوم الذي استهدف منتصف الشهر الماضي نقطة للجان الشعبية في مودية كانت رسالة فقط وأن هناك العشرات من الجهاديين قادمون إلى مودية خلال اليومين الماضيين. ويتزامن تحرك القاعدة في وقت تشهد فيه أبين تصاعداً للخلافات بين اللجان الشعبية والسلطة المحلية. وقالت مصادر مطلعة أن مدير عام مديرية زنجبار (جميل العاقل) عقد أمس اجتماعا بأعضاء المكاتب التنفيذية في المدينة وكذا أعضاء السلطة المحلية وأبلغهم بأن يمارسوا مهامهم بشكل طبيعي ولا يبالوا بالمجلس الأهلي الذي أسسته اللجان الشعبية قبل 3 أيام للقيام بإدارة المدينة بدلا عن السلطة المحلية. وخيرت اللجان الشعبية التي باتت تشكل قوة ضاربة في أبين نتيجة غياب الأجهزة الأمنية محافظ أبين (جمال العاقل) بين أن يعتمد المجلس الأهالي المكون من 15 شخصا من أبناء المدينة أو الاتكال على المجلس المحلي المكون من 8 أعضاء، لكن عقد مدير عام مدينة زنجبار للاجتماع – وفقا لما يراه مراقبون- يعكس عدم مبالاة المحافظ بقرار اختيار اللجان لإدارتهم المحلية. ويتوقع مراقبون أن تشهد أبين خلال الأيام القادمة انفجاراً للوضع بين قوات الأمن واللجان الشعبية. كما يخشى مراقبون من أن صراع المحلية والشعبية على السلطة قد يعزز من حضوض القاعدة في استعادة قاعدتها الشعبية التي دخلت على ضوئها محافظة أبين العام الماضي. وكان شيخ قبلي قد حذر في تصريح ل"اليمن اليوم" من مغبة تجاهل الدولة للمواطنين في أبين.
