اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بالحوار الوطني في اليمن وضرورة تضافر جهود المحيطين الإقليمي والدولي ليتجاوز البلد هذه المرحلة الدقيقة في تاريخه..إضافة إلى دعم البلدان الغربية المستمر لإسرائيل. وتحت عنوان " اليمن.. انتظار منقذ الحوار" دعت صحيفة " البيان " المجتمع الدولي إلى دعم ومساندة اليمن خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها وعلى رأس هذه الجهود تأتي جهود مجلس الأمن الدولي بمعاقبة معرقلي العملية السياسية فعلا لا قولا وجهود الإقليم بتقديم كل ما يستطيع لليمن حتى يتجاوز هذه المرحلة الدقيقة. وقالت إن الحوار الوطني في اليمن أصبح ضرورة ملحّة الآن ربما أكثر من أي وقت مضى في ظل التحديات التي تجابه حكومة صنعاء في الوفاء باستحقاقات عاجلة يعصف تأجيلها بالبلاد نحو أتون الاضطراب والفوضى والعجز عن الدفع إلى الأمام بعجلة التنمية وبناء الدولة المدنية الحديثة. وأوضحت أن المبادرة الخليجية والتي عبرت باليمن إلى بر ما بعد الرئيس السباق علي عبدالله صالح رسمت خارطة طريق لوطن المستقبل عبر تأمين انتقال سياسي سلمي أوجد توافقا وطنيا بين مختلف التيارات السياسية ولم يعكر صفوها سوى التشبث والتعنت من بعض الأطراف السياسية والجهوية والإصرار على الوقوف حجر عثرة في وجه جهود إنجاز المستحقات السياسية واستكمال تنفيذ بنود المبادرة الخليجية. وبينت أن هناك الكثير من الاستحقاقات العاجلة التي ما زالت تنتظر اليمن وعلى رأسها الأزمة الأمنية التي تتطلب تضافر الجهود لتطويقها وضرورة إيجاد توافق سياسي بين مختلف المكوّنات والطوائف..يفضي إلى وضع قطار التنمية في المسار الصحيح وإخراج البلاد من أزماتها المتعددة. ونبهت إلى أن مشكلة الجنوب والمطالب بالانفصال تقف كأكبر التحديات التي تجابه اليمنيين والتي تتطلب حوارا جادا و بقلوب مفتوحة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وقادة الحراك الجنوبي للتوصل إلى نقاط التقاء تجنب البلاد شرور التقسيم وتعزز الوحدة الوطنية بين شطري اليمن اللذين تجمعهما كل عوامل الوحدة ولا تفرقهما إلا الخصومات الحزبية وإرث السياسات الخاطئة. وأكدت " البيان " في ختام إفتتاحيتها أن محاربة تنظيم " القاعدة " الذي يمثل تهديدا كبيرا للأمن والاستقرار المنشودين..تعد تحديا كبيرا للسلطات التي ينتظرها تحد مشابه يتمثل في جمع السلاح المنتشر في الشارع والذي ما انفك يقض مضاجع السلطات بما يتسبب فيه من كوارث أمنية بين الفينة والأخرى وما يسقطه من ضحايا. من جانبها قالت صحيفة " الخليج " إن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية يعارض نشر المعلومات الاستخبارية في شأن الجاسوس الأسترالي الذي مات انتحارا أو قتلا في سجون كيانه وهو في صياغته لمطلب الإفصاح عما حدث لهذا الجاسوس يحاول الهرب من متطلبات معرفة الحقيقة فالمسألة لا علاقة لها بمعلومات عن إسرائيل نفسها وإنما كيف مات الرجل وكل ما أدى إلى قبوعه في السجون الإسرائيلية بلا اسم يدل عليه. وتحت عنوان / الأذرع الإسرائيلية / أوضحت أن المعلومات القليلة التي تتناقلها وسائل الإعلام وبالذات الأسترالية تشير إلى أن الرجل كان على وشك الإفشاء بمعلومات تفضح الممارسات الإسرائيلية في تجنيد مواطني البلدان الأخرى للتجسس على بلدانهم لمصلحة الكيان الصهيوني .. مشيرة إلى أن حبس الجاسوس من دون ما يدل عليه ليس غباء فحسب وإنما يعبر عن استهتار بالرأي العام العالمي وبردود أفعال البلدان الأخرى لأن الغباء في الظن أن العالم قد لا يعرف ما جرى يفوقه الاستهتار بمواقف الآخرين من ذلك حين انكشاف الأمر . وبينت أن القضية الحالية ليس فيها جديد سوى تذكير العالم بالأذرع الإسرائيلية التي تمتد إلى قلب كل البلدان بما فيها أشدها دعما وتحالفا مع إسرائيل ولعل قضية جوناثان بولارد الجاسوس الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة الذي يقبع منذ سنوات طويلة في سجون الأخيرة أوضح دليل على ذلك إذ لم يشفع للولايات المتحدة أنها تتقاسم مع إسرائيل ليس أحدث ما لديها في التكنولوجيا العسكرية فقط وإنما جميع المعلومات التي تمس أمنها..مع ذلك فإن إسرائيل لم تأتمن القيادات العسكرية الأمريكية وأرادت أن تتجسس عليها وهو ما يفسر إصرار هذه القيادات على عدم إطلاق سراح بولارد قبل انتهاء فترة محكوميته . وأشارت إلى أن إسرائيل لا تعرض مصالح حلفائها التي تتجسس عليها للخطر وإنما تعرض أيضا مصالح اليهود أنفسهم للخطر..فقد جهدت منذ تأسيسها على تجنيد اليهود للتجسس على البلدان التي يحظون بمواطنتها وهذه محاولات تسيء إليهم من حيث إنها تضعهم في خانة من لا يؤتمنون على أسرار بلادهم وتولد ردود أفعال متحيزة ضدهم شبيهة بما كان يحصل ضدهم في بلدان أوروبية كثيرة . وأكدت أن الاستهتار الإسرائيلي يبقى هو جوهر الموضوع لأن إسرائيل تعودت أن ترتكب الكثير من الموبقات وأن تنتهك الكثير من المحرمات الدولية التي لو اقترفتها دول أخرى لقامت عليها الدنيا ولم تقعد من دون أن تحاسب عليها هذا إن لم تكافأ أحيانا على جرائمها. وقالت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها إن البلدان الغربية في مسيرتها غير الأخلاقية في دعم إسرائيل في ممارساتها غير المشروعة تصطلي باستمرار بنتائج أعمالها.