ذكرت مصادر قبلية في اليمن أمس أن حصيلة المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثيين وقبائل موالية للسلطة في اليمن خلال الأيام الخمسة الماضية ارتفعت إلى 51 قتيلا وعشرات الجرحى، ولا زالت المواجهات مستمرة ومرشحة للتصعيد مع دخول القوات الحكومية على خط المواجهة إثر اشتداد الضغوط البرلمانية على السلطة لاجبارها على ضرورة التدخل لوقف هذه المواجهات مع الحوثيين بشمال اليمن. وتبادل الطرفان، الحكومة والحوثيون، الاتهامات حيال شن هجوم مسلح على أتباع الطرف الآخر، وخرق اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بينهما في شباط (فبراير) الماضي المكون من ست نقاط وتجديده نهاية الشهر الماضي باتفاق جديد مكون من 22 نقطة. وتخللت الأيام الماضية مواجهات متقطعة بين عناصر الحوثيين ورجال قبائل موالية للسلطة، في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، أحد المعاقل القوية للحوثيية، واضطرت القوات الحكومية إثرها إلى التدخل لمساندة القبائل الموالية لها ومحاولة حسم المعركة لصالحها. وواجهت السلطات اليمنية ضغوطا شديدة من الكتلة البرلمانية لمحافظة صعده التابعة لحزب المؤتمر الحاكم، إثر محاصرة عناصر جماعة الحوثي لعضو مجلس النواب بمنطقة حرف سفيان الشيخ صغير عزيز وسقوط العشرات من القتلى من انصاره وأنصار الحوثي. وطالب برلمانيو صعده وعددهم ستة أعضاء من كتلة الحزب الحاكم، السلطات اليمنية إلى التدخل السريع لإيقاف الحوثيين عند حدهم وأعلنوا اعتصامهم داخل مجلس النواب بالعاصمة صنعاء احتجاجا على موقف الحكومة الذي اعتبروه متخاذلا حيال الوضع الأمني المتدهور في حرف سفيان وصعده وتضامن معهم 66 برلمانيا آخرون من أعضاء المناطق الأخرى وطالبوا باستجواب وزيري الداخلية والدفاع بهذا الشأن. وانسحب أعضاء كتلة محافظة صعده البرلمانية من قاعة مجلس النواب أمس، معلقين عضويتهم في المجلس حتى تستجيب الدولة لمطالبهم المتعلقة بحماية المواطنين والسكان المحليين الذين يتعرضون للتصفية من قبل الحوثيين على حد تعبيرهم.' واتهم عضو مجلس النواب عن إحدى دوائر محافظة صعده الشيخ عثمان مجلي وهو كبير مشايخ صعده البرلمانيين، مجلس النواب بالتقاعس حيال الوضع الأمني المتدهور في حرف سفيان وصعده، ووصف قرار البرلمان ب'الهزيل والضعيف'، كعادته، وأوضح أنه وبقية أعضاء صعده لن يحضروا جلسة استجواب الوزراء الذين قرر المجلس استدعاءهم، لعدم جدوى استجوابهم. وقال ' نحن نجتمع بهؤلاء كل مرة، من دون فائدة.. نحن نريد نتائج على الأرض.. نريد نتائج على أرض الواقع'. وفي الوقت الذي ذكرت فيه المصادر ان الحوثيين يحاصرون الشيخ البرلماني صغير عزيز ومقاتلي قبيلة بن عزيز في العمشية بمنطقة حرف سفيان بمحافظة عمران المحاذية لصعده، بشمال اليمن، نفت مصادر حوثية أن يكون هذا الاقتتال الدائر في حرف سفيان بين رجال قبائل موالية للدولة وبين عناصر تابعة للحوثي. وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام ان ما يحصل هو مواجهات مسلحة بين اتباع جماعة وقوات الجيش لان 'المواجهات تدور بيننا وبين القوات الحكومية في مواقع عسكرية معروفة في حرف سفيان مثل الزعلة ومرشد والكبري واللبدة التي فيها دبابات ومواقع صواريخ ... وهذه ليست مواقع قبلية'. واتهم الشيخ صغير عزيز بانه من 'تجار الحروب'وبالاضافة لكونه نائبا في البرلمان، هو أيضا عقيد في الجيش اليمني.