في اول حديث تلفزيوني بعد احتفاله هذا الاسبوع بعيد ميلاده التسعين، بدا (الاستاذ) كما يدعوه الصحافيون او الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، متوقد الذهن كعادته، وتناول مواضيع متعددة تراوحت بين اوضاع سيناء والانتخابات الرئاسية المرتقبة، وكتابة الدستور الجديد، ومستقبل الاسلام السياسي في مصر. و انتقد عميد الصحافة العربية ما وصفه بغياب الخبر عن الصحف حاليا، وهيمنة الرأي في ظل غياب الحقيقة الموضوعية، ما ادى الى حالة من الشوشرة والفوضى والشعبوية في الرأي العام. وبالنسبة لسيناء اعتبر هيكل ‘ان اوضاعها قلقة بطبيعتها بسبب الحروب التي قسمتها'، مؤكدا أنه ‘بعد اتفاقية السلام قبلت مصر بترتيبات تجعل تأمين سيناء شبه مستحيل'. وبالنسبة لانتقاد وسائل الاعلام لحركة حماس، اشار الى ‘إن إسرائيل تعمل في سيناء وليست أقل خطراً من حماس′، وأنه بالرغم من ‘وجود حماقات من بعض عناصر حماس′ حسب تعبيره، إلا أن هناك منهم من هو حريص على العلاقة الطيبة مع مصر والقوات المسلحة على وجه التحديد. وحذر من انه يوجد في تفكير حماس مسألة' ان يكون لها امتداد في الارض المصرية خاصة مع اقتراب التسوية السياسية في الضفة الغربية التي لن يكونوا جزءا منها'. ‘واشار الى ‘ان توطين الفلسطينيين في سيناء مشروع صهيوني قديم، وظهر صراحة فيما عرف بمشروع جونستون خلال خمسينيات القرن الماضي، وجرت مفاوضات وجس نبض بشأنه، وانه لدى الامريكيين تصور بهذا لشأن'. وأوضح هيكل ‘أن التحاق سيناء بالوطن الأم في حاجة لتقوية'، منتقدا اهتمام الدولة بالتنمية السياحية في جنوبسيناء فقط، ‘مما أدى إلى أن تكون مأوى للجهاديين'. وبالنسبة الى الوضع السياسي قال هيكل انه ‘لابد من اعطاء فرصة للتيار الاسلامي للتعبير عن نفسه، وعدم اقصائه لكن دون السماح بخلط الدين مع السياسة'. واعتبر إن الإخوان فشلوا في الحكم بسبب رغبتهم في السيطرة على كل شيء مشيراً إلى أن الجماعة استولت على ثورة 25 يناير، وتسببوا في كوارث خارجية، مشدداً على أن ‘مرجعية الاسلام لا يجب ان تكون حزبا سياسيا، بل يجب تخليص الاسلام الالهي من السياسي، وان يقوم الازهر بدوره في المجال الدعوي'. واضاف: الشعب المصري اصبح عنده كراهية مرضية ضد الاخوان بسبب الرغبة، والواقع هو ان تيار الاسلام السياسي لن يفوز في الانتخابات المقبلة، وسيحصل على اقل من ثلث الاصوات. وشدد على ان الولاياتالمتحدة دعمت الاسلام السياسي منذ زمن كسينجر، عندما استخدمت ما عرف بالمجاهدين لمحاربة الاتحاد السوفييتي. ووصف الانتخابات الرئاسية المرتقبة بانها ‘مأزق المآزق'، مشيرا الى ان تولي الفريق السيسي الرئاسة قد يعزز مفهوم الانقلاب خاصة عند الغرب. وقال انه نصح احد العسكريين المتقاعدين الذين زاروه بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية، وانه قال له ‘الرأي العا م لا يريد عسكريا رئيسا في هذه المرحلة، لكنه سيقبل بعسكري غيرك قام بعمل عظيم' في اشارة واضحة للفريق السيسي. واقترح مادة دستورية مؤقتة تشمل اتفاقا على وضع رئاسي يمنع ازدواج القوة والسلطة. وبالنسبة لخارطة المستقبل وكتابة الدستور، قال ‘لا يجب ان يحدث اي تغيير على الخارطة التي التزمنا بها امام العالم، بل يجب انجاز اقصى ما يمكن انجازه منها دون تأخير، ولا يمكن طلب المستحيل في الدستور الجديد، ولا داعي للتعسف اذ من الصعب الوصول الى دستور توافقي في زمن الانقسام، ومن الممكن القبول بنصوص مؤقتة'. وبالنسبة الى مستقبل مصر، قال ان ‘الامم غير قادرة على الفشل او التشاؤم، ونحن واجهنا في الماضي تحديات كبيرة، واذكر حريق القاهرة في العام 1952، وانني قلت حينئّذ ان كل شيء انتهى، ورأيت العدوان الثلاثي، وهزيمة 1967 ووفاة عبد الناصر ،لكن مصر تجاوزت كل هذا وستتجاوز المأزق الحالي دون شك'.