اعلن الاتحاد الافريقي في ختام اجتماعات قمته الثلاثاء في كمبالا عزمه على تقديم وسائل اضافية للجنود في مواجهة المتمردين الاسلاميين في الصومال، وبالتحديد منهم "حركة الشباب" على خلفية تهديد متنام لتنظيم القاعدة وحركاته المتفرعة في القارة. وقال ثلاثون رئيس دولة، من اصل 53 دولة عضوا، مجتمعين منذ الاحد، انهم صادقوا على ارسال الفي جندي لتعزيز ستة الاف اخرين مكلفين صد هجمات الاسلاميين الشباب في مقديشو. وعزز الاتحاد الافريقي قواعد الاشتباك لقوته المنتشرة في الصومال بهدف السماح لها "بشن هجمات وقائية" في حال الاشتباه بعدوان يجري التحضير له ضدها، كما اعلن المتحدث باسم الجيش الاوغندي اللفتنانت كولونيل فيليكس كولايغي. وتقدم اوغندا 3500 جندي من اصل ستة الاف جندي في القوة الافريقية (الى جانب 2500 بوروندي)، وستقدم بوروندا ايضا القسم الاكبر من التعزيزات المتوقعة في الاسابيع المقبلة، بحسب مصادر دبلوماسية متطابقة. لكن السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) التي تضم ست دول في شرق افريقيا، منها اوغندا، وتقف وراء عرض التعزيزات، ستعلن رسميا اسماء الدول التي سترسل قوات موعودة. وقال وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفين "بتنا في حال يتفهم فيها كل الافارقة ان الوضع طارىء" في الصومال. وقد نشط الاسلاميون الشباب الذين يسيطرون على اكبر قسم من جنوب ووسط الصومال، للمرة الاولى خارج اراضي هذا البلد عبر اعلان مسؤوليتهم عن الاعتداء المزدوج الذي اوقع 76 قتيلا في 11 تموز-يوليو في كمبالا. وحركة الشباب الصومالية التي كانت حركة بحت وطنية لدى انشائها في 2006، تعلن ولاءها لتنظيم القاعدة منذ بضعة اشهر. وباتت الان بمثابة ممر الى كل شرق افريقيا. وبشان السودان، اعتبر الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي رئيس مالي بنغو وا موثاريكا ان الاتهام الجديد بالابادة الذي وجهته المحكمة الحنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير بسبب النزاع في دارفور "يضر بالسلام والامن في افريقيا". وقد عمق الاتحاد الافريقي الازمة برفضه فتح مكتب للمحكمة الجنائية الدولية على الاراضي الافريقية. والمنظمة الاقليمية ستدعو الخرطوم وجوبا الى "ضمان سلام دائم وتعاون وثيق بين الشمال والجنوب اضافة الى حماية حقوق كل سوداني ايا كانت نتيجة استفتاء تقرير المصير" المتوقع في كانون الثاني/يناير في جنوب السودان. وبحسب مسودة القرار النهائي، سيعين الاتحاد الافريقي "شخصية رفيعة المستوى لحشد الدعم ولفت انتباه المجتمع الدولي الى الصومال". واوضحت مسودة القرار ايضا ان رئيس المفوضية في الاتحاد الافريقي جان بينغ سيكلف تعيين هذه الشخصية. واكد المتحدث باسم الجيش الاوغندي الثلاثاء ان قوة الاتحاد الافريقي المنتشرة في الصومال (اميصوم) باتت تستطيع شن "هجوم وقائي" على حركة الشباب الصومالية بموجب تفويض جديد. وقال اللفتنانت كولونيل فيليكس كولايغيي المتحدث باسم الجيش الاوغندي الذي يمثل القوة الرئيسية في "اميصوم" ان "قواتنا باتت حرة في شن هجمات وقائية". وقال "ان علمنا اننا على وشك التعرض لهجوم لدينا التفويض بان نبادر في الهجوم"، موضحا انه "قرار من الاتحاد الافريقي". وقال الامين العام الدائم (رئيس الادارة) في وزارة الخارجية الاوغندية جيمس موغومي هاتفيا لفرانس برس "ان القرار بشأن التفويض لا يزال قيد الدرس لكن اعتقد ان الجميع يدرك ان "الانتقال" الى الفصل السابع (من ميثاق الاممالمتحدة) امر صعب". ويسمح تفويض تعطيه الاممالمتحدة بشكل واضح في اطار الفصل السابع من شرعتها لقوة فصل ب"فرض" السلام وليس الحفاظ عليه فقط.