أحداثُ مديرية (لودر) الواقعة ، في الركن الشمالي الشرقي ، من محافظة أبين الجنوبية ، وغيرها من الأحداث الدامية الأليمة التي عانت منها محافظات الجنوب ، ولا تزال ، منذ حرب 94م ، حتى لحظة كتابة هذه السطور، تدل دلالة واضحة وجلية ، أن ((المخرج)) يحملُ بصمات نظام (دولة) تربَّى عناصرُها ، على الدسِّ والوقيعة ، وتفريخ الأزمات ، والأزمات الفرعية (الجانبية)! حادثة المدّمرة الأمريكية "يو.اس .اس. كول" عام 2000م ، كانت إحدى تلك (السيناريوهات) التي طبخها (نظام صنعاء) ، في دهاليزه ، ناهيكم عن الناقلة (لامبيرج) الفرنسية ، على شواطىء المكلا ... وتلك التي تبعتها بصورة (دراماتيكية) في قرية "المعجلة" بالمحفد الأبينية ، أو مأرب التي راح ضحيتها ، أحد أبناء مشايخها الأجلاء ، المدعو (الشبواني) .. وقبلها في أبين ، والتي اشتهرت بإسم (المحضار) الذي يُقال انه أعدم بطريقة يكتنفها الكثيرُ من الغموض -حتى الآن-! كل تلك المآسي المرتكبة ، في حقّ أبناء الجنوب ، تحت مُسمى مكافحة الإرهاب (القاعدي) يعلمُ الله وحده ، أنها خرجت من بيت واحد ، وتحت سقف واحد ، وأنها المؤامرة المدّبرة ، ضد الجنوب الحرِّ ، من قبل عناصر (حاقدة) ولئيمة (آثمة) ، في نظام صنعاء! لقد استنكرنا في "تيار المستقلين الجنوبيين" ، وسنكرِّرُ الاستنكار بالدفع بجنود أبرياء ، الى معارك خاسرة ، في وديان وسهول وشعاب مديرية لودر ..وكنا نطالبُ بعدم ذهاب أي جندي أو أي قوة عسكريَّة لمناطق تحتدمُ فيها صراعات ، تحملُ طابع تنظيم (القاعدة) وكان الأحرى بالقوات (المُتخصّصة) لمكافحة الارهاب ، أن تقوم بواجبها ، بدلا من الزجِّ بالجيش اليمني ، في معاركَ إستهلاكية (إستنزافية) ، لا طائل منها! دعو الخبز لخبازه..طالما وانتم من أسهم في زرع (الفتنة) في مناطقنا الآمنة! من يلعب على المتناقضات ، ويفرِّخ الأزمات ، ويؤجّجُ مشاعرَ الغضب ، في جنوبنا الحبيب ، سيكتوي بالنار التي يحاول إضرامها! نعلمُ –كما تعلمون- أنكم من يَسعى الى إحترابنا "بعضا ببعض" ، وانكم جاهزون ومهّيئون لهكذا (مهمات) غير شريفة! كما نعلمُ أنكم تسعون أيضا ، إلى تفكيك (القدرات) الجنوبية ، في الداخل ، حتى يتسنَّى لكم الإجهاز على (الحراك الجنوبي)!..وليس غريباً ، أن تكرَّرت عبارة "الحراك القاعدي" في تحليلاتكم وافتتاحيات صحفكم الرسمية وشبه الرسمية! تريدون إلصاق تهمة (القاعدة) بحراكنا الجنوبي السلمي المشروع ، وهذا بعيدٌ عنكم وربَّ الكعبة .. العالم كلهُ يعلمُ ، أن نضالنا ، في الجنوب ، سلميٌّ وأن ما نسمع عن عمليات (قتل)! هنا أو (تقطع)! هناك ، هي أصلا (مطبوخة) في بيت ((المُحنِّش)) الذي اعتاد على هكذا (أساليب) مقيتة ولاإنسانية ، مع خصومه السياسيين! ولتعرفوا انكم ، قد كشفتم عن كل (اوراقكم) وأنه لم تعد امامكم ، سوى ورقة واحدة فقط ! ، كي تنفثوا بجلودكم وتسلَموا بطش الشعب .. لن يتبقى أمامكم إلا (الاعتذار) للشعب ، في الشمال ، وللشعب في الجنوب ، عن كلِّ دسائسكم ومؤامراتكم النكراء ..في هذه العشر (المغفرة) من الشهر الكريم.. فاغتنموا الفرصة عافاكم الله واثابكم وحاسبوا أنفسكم ، قبل أن تحاسبوا اللهمَّ إني صائم..اللهمَّ إني صائم 13 رمضان 1431 للهجرة