يلملم المتسولون الوافدون إلى مدينة المكلا مطلع شهر رمضان الفضيل أوراقهم بعد إعتمادهم سفراء في عدد من مدن محافظة حضرموت وخاصة عاصمتها المكلا بموجب الاتفاقية الموقعة بين المحافظة وعدد من محافظات الجمهورية لمدة شهر بعد تحقيقهم للأهداف المتوخاة من إقامتهم في عاصمة المحافظة على مدى شهر كامل وإنجاز عدد من المكاسب المالية، كونهم إتخذوا الشهر الفضيل فرصة مواتية لإبراز مهاراتهم في استعطاف ذوي القلوب الرحيمة طلبا للكسب السريع. وتبدو ظاهرة التسول والشحاته كإحدى الظواهر السلبية البارزة التي تغزو مدينة المكلا خلال أيام شهر رمضان الفضيل , ويتوافد على حضرموت عموما وحاضرتها المكلا تحديدا حشود من المتسولين وممتهني الشحاته , وهم يحملون أحلاماً وردية عن أبناء حضرموت الذين يرفلون في الغناء الفاحش و تجذّر في أذهان أولئك القادمين من كل حدب وصوب السمعة التي اشتهر بها الحضارم الغارقين في الثراء حتى آذانهم ، فكانت المكلا مسرحا لاستثمار أيام الشهر الفضيل في ملئ الجيوب بما يجود به أهل الخير والعطاء والإحسان وباتت ساحة لمعارك المتسولين مع المواطنين وفيما بينهم لكسب القليل من المال عندما يطلبون حق الله مستفيدين من عاهات ابتلوا بها , عبر تقارير ووصفات طبية مملؤة بأختام من أعلاها إلى أسفلها في جو تتعرض فيه المكلا خلال الشهر الفضيل لعملية غزو منظمة من الجهات الأربع من قبل أولئك المستجدين كرم أهل المدينة ، ليعسكروا في شوارعها وأزقتها ومساجدها وحينها أنت مدعو للاستماع لتلاوة شكاوى تمتزج فيها دموع التماسيح بسيمفونية أخوكم من قبيلة بني عبس ... قدر الله عليه ... إلخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وتتلى الدعوات من منطلق حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة , يتفنن فيها المتسولون في إبراز مهاراتهم وخبراتهم في كسب عطف المصلين في المساجد , والمارين بين الأزقة والشوارع , لتجد الدعوات تتوالى لإعلاء شأنك ومكانتك على سبيل ربنا يحفظ أولادك ويهزم أعداءك وينصرك على حسادك , حتى إذا مررت بجانبهم يلفك الصمت ولم تجد بشي من حق الله كان الحال .... ربنا يعميك ولا تشوف الخير بحياتك قادر ياكريم!!! وينوع المتسولون والشحاتون من أساليبهم للظفر بأرزاقهم في الشهر الفضيل , وحجر الزاوية ترقيق القلوب وجذب الانتباه فمنهم من يعرض أطفاله وهم في حالة يرثى لها , وآخر يعرض أباه أو أمه المريضة وهي تأنّ في إحدى الطرقات والشوارع , بينما ابتكر آخرون أساليب جديدة تتمثل في استخدام الهواتف النقالة لتحديد مواقع العمل على خارطة التسول المرسومة أمام المحلات التجارية ومحلات الصرافة والجولات ومواقع البنك الآلي والشركات والمؤسسات والانقضاض على من يلوح بأية عملة بين يديه، كما تظهر جليا الطوابير الطويلة التي تقف على عتبات بيت رجال الخير ,كما شوهد في السنوات الأخيرة قدوم عائلات فلسطينية إلى المكلا في رمضان فقط للانضمام إلى ركب العائلات اليمنية القادمة من محافظات أخرى للظفر بماتجود به نفوس أبناء المكلا الذين يغرقون بين آلام الديون وبلاوي الأسعار ولسان حالهم يقول للمتسولين الحال من بعضه وخلوها مستورة؟ أحد المتسولين القادمين من محافظة مجاورة لحضرموت قال إن سبب اختيار مدينة المكلا لتنفيذ مخططاتهم جاء نظرا لما يتمتع به أبناء حضرموت من حسن التعامل وحبهم للصدقة لكنه عاد ليؤكد أن سوق التسول في المكلا بات كاسدا بعد دخول أولاد الحرام في اللعبة حسب قوله , وحمل الحكومة التي تتغنى بإستراتيجية مكافحة الفقر المسؤولية كاملة فيما يتعرض له المواطنون من شظف العيش في ظل البحبوحة التي يغرق فيها المسئولون حتى رؤوسهم.. وفي سؤال لأحد أبناء مدينة المكلا عن رأيه في تزايد أعداد المتسولين والشحاتين في شهر رمضان الفضيل , أجاب بعصبية واضحة غالبيتهم كذابين , هم يحسبوننا نغرف من بئر مليانه فلوس ومش عارفين أن الكثير من الأسر والأشخاص في المكلا أفقر منهم بكثير لكن العفة هي التي تمنعهم من الخروج للتسول و الشحاته ودعا السلطة المحلية بالمحافظة ومديرية مدينة المكلا إلى القيام بدورها ومحاربة هذه الظاهرة السلبية والحد منها مضيفا أن بعض هؤلاء المتسولين لا يأتون إلى المكلا بهدف التسول فقط بل يقوم بعضهم بالسرقة والنشل ونشر العديد من العادات السيئة في أوساط المجتمع , الأمر الذي سيؤثر على النسيج الاجتماعي للمكلا وحضرموت بشكل عام...........وآخر الكلام خواتيم مباركة ومن العايدين..