أثارت جريمة سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود مختار أغسطس/آب الماضي الكثير من الجدل خاصة وأنها من اللوحات الهامة للفنان العالمي الهولندي فان جوخ وتصل قيمتها إلى نحو 55 مليون دولار، وقد قيادات وزارة الثقافة الاتهامات حول المسئولية عن سرقتها ويتم حاليا التحقيق مع محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية وعدد من المسئولين بالوزارة. وأشارت منى الشاذلي مقدمة برنامج "العاشرة مساء" الذي يذاع على قناة "دريم 2" في حلقة أمس الأحد والتي استضافت فيها وزير الثقافة فاروق حسني أن محسن شعلان أرسل رسالة من سجنه يؤكد فيها انه ضحية لسرقة اللوحة وليس مسئولا عن الحادث بأي حال من الأحوال، وانه أعرب عن استياؤه جراء حبسه وحده وعدم حبس آخرين هم أكثر مسئولية منه مثل مدير المتحف ورئيس القطاع وآخرين. وفاجأ حسني المشاهدين حين قال أن"السارق جاهل لأنه سرق اللوحة (الخشخاش) التي تم سرقتها قبل ذلك ظنا منها أنها الأفضل"، وأضاف أن متحف محمود مختار نفسه يحتوي الكثير من الأعمال العظيمة لجوجان ومونيه وفنانين آخرين عظماء.
فيما نفى فاروق حسنى وزير الثقافة وجود أي مسئولية له عن ما حدث موضحا انه مسئول عن وزارة الثقافة سياسيا فقط وليس إداريا أو امنيا لان ذلك يتبع إدارات أخرى في الوزارة حتى يمكن للوزير أن يقوم بمهامه. وفيما تساءلت مقدمة البرنامج عن ما يقال أن التقصير كان بسبب سوء الحالة الأمنية لمتحف محمود خليل، أوضح حسني أن محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية يعد المسئول الأول عن هذا القطاع وعن كل ما له علاقة به على المستوى الأمني والإداري والمالي لافتا إلى أن أي قصور في المسائل المالية او الإدارية يتم إبلاغ الوزارة عنه عن طريق القنوات الرقابية في مصر، وبالتالي فان مسئولية الوزير تبقى متوقفة عند التقصير في حال الإبلاغ عنه فقط. وأشار الوزير إلى انه عندما وجد احد المتاحف تعاني من الحالة المتدنية أمر على الفور بإصلاحها وطلب صرف ميزانية واعتمادات مالية من اجل تحسين الأوضاع. ونفى تماما أن يكون شعلان قد طلب منه أي اعتمادات مالية من اجل تحسين وتطوير متحف محمود خليل من قبل، منوها إلى انه قدم للنيابة ما يثبت ذلك كما قدم إليها كل ما يتعلق بالرد على الاتهامات التي وجهها إليه شعلان ومنها ما يتعلق بحملته في اليونسكو. واستمرارا في دفاعه عن نفسه وإخلاء المسئولية عنه، قال الوزير انه مسئول مسئولية كاملة عن المجلس الأعلى للآثار حيث يهتم بكل عمليات المراقبة والمتابعة المطلوبة، أما مسئوليته الأخرى في قطاعات الوزارة فهي مسئولية غير مباشرة. وأكد حسني أن الخطأ الأساسي في حادث السرقة هو خطا بشري لان الأجهزة لا تتكلم أو تعلن عن حالتها ولو لم يكن هناك أزمة تقصير بشري لما وقع الحادث بكل هذه البساطة والسهولة. زهرة الخشخاش والاطار فارغ بعد سرقتها وأوضح انه لم يقلل من حجم السرقة ولا من قيمة اللوحة الفنية لأنه أكثر الناس علما بالقيمة الفنية للوحات مشيرا إلى انه حاول أن يوضح أن لوحة زهرة الخشخاش ليست الأفضل في أعمال "فان جوخ" لأنها كانت في بدايات حياته الفنية. وأشار حسني إلى التدابير الأمنية التي سوف يقوم بها في المرحلة المقبلة موضحا انه قرر إنشاء غرفة تحكم مركزية عن طريق جهات الأمن القومي المصري والتي تعد أكثر الجهات قدرة على المراقبة والحراسة. وفي رده على كلمة قالها بعد اتهام محسن شعلان له "انا شايل عن شعلان بلاوي"، ذكر انه الأكثر حرصا على العاملين معه وانه يحاسب المقصر منهم ولكن بوعي مؤكدا انه لم يتهم شعلان بأي اتهام إلا انه هو من وجه الاتهام له. وأكد انه وزير كل المثقفين بمعنى انه على صلة بكل مثقف في مصر منذ أن تولى منصبه في الوزارة ولكنه رأى ان هناك مفهوما معينا للمثقف وهو أن يكون على دراية بكل التاريخ الإنساني ومثل هؤلاء المثقفين هم الذين يتعامل معهم اما الذين وجهوا اتهاما له عبر بيان مكتوب فهم ليسوا بمثقفين. واستبعد الوزير تقديمه استقالته على اثر حادث سرقة اللوحة على الرغم من انه فعل ذلك بعد حادث حريق مسرح بني سويف موضحا أن هناك فارقا كبيرا بين حادث حريق المسرح وبين حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش حيث أن الحادث الأول قد اثر فيه كثيرا وشعر بالأسى ليس لخطأ منه وإنما لحرصه أن يشارك باستقالته في هذا الخطأ الجسيم وبالتالي فان استقالته كانت قرارا عاطفيا بحتا، ولكن الوضع مختلف في حادث سرقة زهرة الخشخاش.