طالب العديد من المثقفين والفنانين المصريين فضلا عن رموز القوى الوطنية بعزل فاروق حسني وزير الثقافة من منصبه بسبب سرقة لوحة 'زهرة الخشخاش' مؤخرا وقال امس نواب في البرلمان ل'القدس العربي' بأن الجرائم التي ارتكبت على مدار وزارة فاروق حسني تستوجب ليس فقط عزله بل محاكمته. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' قال النائب حمدين صباحي إنه ليس من المقبول أن يصر رأس النظام المصري على حماية فاروق حسني بعد تكرار أخطائه طيلة تلك الأعوام والآن وبعد تعاظم الغضب الشعبي جاء الدور على الرئيس كي يطيح بالوزير ويحاكمه على تفريطه في حماية الكنوز الموجودة في المتاحف. وندد النائب حمدي حسن عن جماعة الإخوان باستمرار حماية وزيرالثقافة رغم كوارثه المتتابعة وقال ل'القدس العربي' إن سرقة لوحة 'زهرة الخشخاش' 'جريمة كان ينبغي عليها ان تطيح بالحكومة المصريه وليس فقط بفاروق حسني'. وهاجم النائب المعارض محمد عبد العليم بقاء وزير الثقافة فاروق حسني في منصبه متسائلا ألا يعتريه الخجل ويسارع بتقديم استقالته وأضاف ل'القدس العربي' إن النظام الذي يحمي فاروق حسني يؤكد كل يوم أنه لا يعبأ بثروات المصريين، فقط تكفيه مصالح المنتمين إليه من كبار المسؤولين. وتعاظم غضب المثقفين والفنانين المصريين المطالبين بإقالة الوزير حسني وقال كتاب وسياسيون غاضبون إن بقاء حسني في منصبه بعد تكرار الحوادث الكارثية في مؤسسة الثقافة يعد إهانة للمصريين وطالب المخرجون علي بدرخان وخالد يوسف وخالد الصاوي والعشرات من الكتاب بضرورة ألا يكون هناك كبش فداء لبقاء الوزير في منصبه مطالبين بأن يكون هو على رأس الخاضعين للتحقيق. وأكدت الكاتبة سكينة فؤاد أن المطلوب ليس فقط إقالة الوزير حسني وإنما محاكمته على وجه السرعة معتبرة محاولات إلصاق التهمة بالبعض جريمة لا تقل عن الجريمة الأصلية. وأضافت يجب إقالة النظام بأكمله لأن سرقة اللوحة تعد فضيحة كبرى لا تتسق مع الحكومة التي تدعي أنها تحمي ثروات المصريين. وقالت سكينة، 'مصر كلها مسروقة، وأعتقد أن زهرة الخشاش ليست أعز ممن احترق من البشر في مسرح بني سويف، أو أعز مما سرق وخرج من مصر من آثار، فالدولة تفككت مفاصلها وأصبحت رخوة، يسيطر عليها الفساد والمفسدون، وهناك حركة تفريغ للوطن من كل قواه وثرواته'. في تطور لافت للتحقيقات في قضية سرقة 'زهرة الخشخاش'، زار فاروق حسني وزير الثقافة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود أمس الثلاثاء وبدت عليه علامات القلق والتوتر وذلك بعد فشل السلطات العثور على اللوحة وتعاظم الدعاوى المطالبة بعزله من منصبه. وحضر حسني إلى مقر النائب العام بدار القضاء العالي بمفرده. وأكدت مصادر داخل مكتب النائب العام أن الزيارة تضمنت مناقشة بعض التفاصيل حول المعاينة التي أجراها النائب لمتحف محمود خليل، وتحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية في واقعة سرقة 'زهرة الخشخاش'. وكان الوزير قد أشار في تصريحات صحافية أمس إلى شعوره بالضيق واعترف بأنه يعيش أسوأ حالاته النفسية وقال (أنا ماليش نفس أنزل، اللي حصل حاجة تزعل، وتحملي مسؤولية إدارة هذا النوع من الموظفين المتواكلين عديمي المسؤولية انتحار يومي'. وفسر مراقبون تصريحات الوزير تلك بأنها محاولة لاستدرار التعاطف من رأس النظام والرأي العام وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق عبد الله الأشعل ل'القدس العربي' لقد ارتكب الكثير من الأخطاء التي تصل لمستوى الجرائم وكل مرة يفلت بدون عقاب وقد حان الوقت الآن لمحاكمته. وفي سياق متصل جدد قاضي المعارضات بمحكمة شمال الجيزة حبس محمد حسن عبد القادر شعلان 'وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية' و4 آخرين لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات، في حادث سرقة لوحة 'زهرة الخشخاش' من متحف محمد محمود خليل. كان النائب العام قد عاين موقع الحادث صباح الأحد، وكشف خلال المعاينة عن وجود 36 كاميرا عاطلة من بين 43 كاميرا مراقبة أمنية بمتحف محمود خليل، موضحا أن جميع أجهزة الإنذار الموجودة بالمتحف عاطلة، ولا يوجد بينها أي جهاز واحد فقط يعمل. والمحبوسون- بالإضافة إلى شعلان- أفراد الأمن الداخلي بالمتحف، وهم: علاء منصور محمد حسن، وأشرف عبد القادر محمد سيد، وعادل محمد أبو دنيا، بالإضافة إلى علي أحمد ناصر إسماعيل، أمين العهدة. وقال شعلان انه 'كبش فداء' للوزير. وكشفت التحقيقات الأولية عن أن المراقبة الأمنية للمتحف تتمُّ من خلال المراقبة الشكلية فقط، وليس من خلال المراقبة بالكاميرات؛ حيث يحرّر الموظفون محاضر في الصباح لإثبات وجود اللوحات الفنية، ويحرِّرون محاضر في توقيت غلق المتحف مساء؛ لإثبات وجودها من دون أية مراقبة أمنية حقيقية، مشيرا إلى أن سعر اللوحة التي تعرَّضت للسرقة يصل إلى 55 مليون دولار. ويواجه المتهمون تهم الإهمال والقصور في أداء مهامِّ وظيفتهم؛ الأمر الذي أسفر عن إلحاق ضرر شديد بأموال المتحف. وفي ذات السياق أكدت سفارة إيطاليا بالقاهرة أن الأنباء الواردة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية حول تورط اثنين من السياح الإيطاليين في حادث سرقة لوحة 'الخشخاش' لفان غوخ، عارية تماما من الصحة ولا أصل لها، مشددة على أنها سوف تتعاون مع السلطات المصرية في أي خطوات بوسع السفارة القيام بها. وقالت السفارة، في بيان أصدرته أمس: 'بخصوص حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش لفان غوخ من متحف محمد محمود خليل بالقاهرة تؤكد سفارة إيطاليا بالقاهرة أن الأنباء الواردة بوسائل الإعلام المحلية والعالمية والتي صرح بها في بادئ الأمر السيد وزير الثقافة فاروق حسني ثم نفاها بعد بضع ساعات بشأن تورط اثنين من السياح الإيطاليين، هي عارية تماما من الصحة.