إننا نتألم ونتحسر من حال وطننا الذي يرضخ تحت وطأة المتنفذين والناهبين لثرواته والممزقين والمستغلين لوحدته وشعبه فنحن نعلم ان الظلم الذي يعاني منه المجتمع اليمني سببه سلطة همها الوحيد كيفية إشباع اهلها واصحابها مع ابقاء الشعب يعاني الويلات نتيجة سياستها العوجاء التي لا تؤمن الا بسياسة وشعار جوع كلبك يتبعك ، فهذا الفساد والظلم المتفشي في مجتمعنا لن يتم له النجاح اذا وقف الشعب صفا واحدا في سبيل اجتثاث منابع الفساد واستئصال هذا الداء المزمن الذي خيم علينا عقود من الزمن وما زال متعافيا الى اليوم ،فالفساد هو الميزة والصفة المرافقة للسلطة اليمنية وأصبح الفاسد يشعر بالأمن والأمان لأنه يعيش في وسط يؤمن بالفساد أولا ثم الجوانب الاخرى ثانية فبلدنا تتميز بالعديد من الانجازات والمشاريع التنموية من ضمنها الحفاظ على التراث الفسادي والعمل على توسيعه وإقامة مجتمع فاسد وإزالة الفوارق بين الفاسدين حتى يتم تقسيم المال العام بالتساوي بين الفاسدين وإقامة العدل والمساواة في صفوفهم من حيث عدد الفلل والمزارع والأراضي فضلا عن إتاحة الحرية المطلقة لثلة من الشعب تلعب بالمال العام وإقامة مجتمع ديمقراطي متميز يؤمن بالفقر والمجاعة والتسول وعمالة الأطفال وسياسة الجرع المفاجئة فنحن نعيش في مجتمع لا يستحي الفاسد من نفسه ولا يلوم نفسه بأنه لم يترك لشعبه ثرواته بل حتى ان الكثير من الفاسدين اصبح يتفاخر انه يملك كذا وكذا وكان شعارهم اسرق ثم اسرق كي لاتحرق ولا تتمزق ففاسدينا متميزين في كل المجالات حتى أن الاستقالة اصبحت لا وجود لها وإن وجدت لا تكون إلا بالإكراه أو بنقله من منصب الى منصب ارقى بسبب قاعدة انهب وكثر رصيدك يكون مصيرك النجاح والمناصب العالية في اليابا ن انتحر وزير من الوزراء بحجة انه اتهم بالرشوة وفي اليمن بلاد واق الواق لم نجد حتى مسئول مصاب بالزكمة أو الحمى بسبب طغيان فساده حتى ولو قدر الله انه يتهم ويستقيل فإنه وبلا شك قد ادخر الكثير من الأموال في سويسرا واوروبا واستثمر في دولة ما ومن ثم مسئولينا يدعون الى الاستثمار في اليمن وهم من كبار المستثمرين في الخارج ،فانا اريد ان اوضح اننا نعيش في وضع استثنائي وفي بلد استثنائي مميز بكل سلبي فيروى ان مسؤل يمني قال لا تخاف من أي شيئ فافعل مابدا لك طالماأنك تحمل منصبا مريحا فانهب من حق الله والفرصة لا تعوض وليلة القدر لا تأتي الا مرة في السنة(رواه مسكين ومتفق عليه)فاليمن تتميز بأشياء غريبة ومستمرة منها استمرار الفساد والبطالة والمجاعة والفقر المدقع والتصريحات المتناقضة والبعد عن التخطيط والهوشلية والغوغائية مع غياب اشياء اخرى منها السياسة المرنة المراعية للمواطن التخطيط للمستقبل والعمل من اجل اسعاد المواطن فهذه هي السياسة اليمنية القائمة سياسة غريبة طريفة مميزة عن كل السياسات في الدول الاخرى فأحيانا يعلن عن المشاريع والمنجزات التي لا تنقطع وبالمقابل الإعلان عن قرب صوملة اليمن فالمتناقضات صفة ملازمة لكلام وتصريحات أبو يمن الذي هو تحفة من تحف التأريخ وجوهرة من جواهر الدنيا....