لا أدري إن كانت هناك مهنة تمر بمرحلة تطور مثيرة كالإعلام في كل العالم أفقيا وعموديا, الإعلام العربي بدوره يعيش لحظه التقدم نفسها من حيث التوسع والتوغل والشمول والتأثير, وهذا لا يعني انه يعيش قمة النجاح ,أو يحقق كل ما يفترض فيه كخدمه مجتمع معلوماتية كبيرة ليس بعد ,لكنه يسير بشكل سريع في خط مستقيم ,وينتظر منه ان يقود المجتمع نحو تطوير العالم. وكنتيجة حتمية لهذا التطور شهدت الساحة العربية انفجار إعلامي غير مسبوق, وطفرة أدخلت العالم في عصر الفضاء والانترنت ,لقد أصبحنا نمتلك مئات الفضائيات ومئات الآلاف من الموقع الالكترونية والمدونات وكم هائل من المشتركين في التويتر والفيس بك ,وما إلى ذلك من وسائل اتصال المتعددة . لكن الملاحظ إن معظم هذه الوسائل موجهه للعالم العربي فقط ,وكأننا القاطنين الوحيدون لوجه البسيطة ,إننا نخاطب أنفسنا فقط ,رغم إن هناك هجمات شرسة على بلداننا وثوابتنا الوطنية مرتكزة في أساسها على الجهل بثقافتنا وديننا ,إننا مستقبلون جيدون لثقافات العالم وإعلامهم ,إلا إننا فاشلون في تسويق أنفسنا ,ومخاطبه العالم وشرح قضايانا بالشكل الذي يليق بهاء ,هناك المئات من وسائل الإعلام الأجنبية التي تستهدف المواطن العربي ,على سبيل المثال لا الحصر في نايل سات وحده هناك عشرات القنوات الناطقة بالعربية لدول شرق أوسطيه وغربيه وشرق أسيويه ,الصين ,أمريكا, المملكة المتحدة ,إيران ,تركيا,روسيا ,فرنسا ,ألمانيا,كل ,أما على شبكه الانترنت فحدث ولا حرج, والقائمة طويلة, وفي المقابل كم قناة أو صحيفة الكترونية أو إذاعة لدينا تقدم نفس الرسالة !!!. قد نلتمس لا أنفسنا العذر لو كنا نفتقر للإمكانات او العقول ,لكن ما هو عذرنا ونحن نمتلك أكثر من 500 قناة فضائيه وملايين المنابر الالكترونية والمدونات التي في معظمها يغلب علية التفاهة والسطحية . لا اعتقد انه سيكون هناك ضير لو حرمنا شبابنا من بعض القنوات الماجنة أو بعض عروض المزايين,أو توقفنا عن تفسيّق بعض معارضينا وحرمناهم من تهمة عماله أو اثنتين ,لو سخرنا بعض هذه الموارد لإنشاء قناة ناطقه بالفارسي أو الصيني اوالعبري ,لو وجهنا بعض المنابر الالكترونية المخصصة لسرد انساب القبائل الكاذبة ,للتعريف بتاريخ امتنا وثقافتنا ألن يكون ذلك أجدى . من المعيب إن تمطرنا إيران الجار اللدود والتي لا تمتلك ربع قنواتنا أو إمكاناتنا المادية بعشرات القنوت الناطقة بالعربية ,ولم يهدنا تفكيرنا لإجراء مماثل ونحن اللذين كنا دائمي التذمر من تدخل إيران في شئوننا ,ونشكو الآلة الإعلامية المسلطة علينا على الدوام . لم يقتصر نمطيه التفكير وضيق الأفق على وسائل الإعلام الرسمية بل أصبح يشمل كافه أطياف المعادلة السياسية في الوطن العربي عامه واليمن خاصة,فالمعارضة والتي هي دائمة الشكوى من تصرفات الحزب الحاكم ,وتراهن في الغالب على مواقف الدول المتقدمة في دعمها وردع نزق الحزب الحاكم ,لم تنشئ منبر إعلامي واحد ناطق باللغة الانجليزي أو إي لغة أجنبية أخرى تشرح من خلاله وجهه نظرها للأخر,وقس على ذلك كل مكونات العمل السياسي والمجتمع المدني . مع الأسف إننا نسخر وسائل إعلامنا للكيد يبعضنا,وصرفنا مئات المليارات من الدولارات على وسائل إعلام هابطه وقنوات اللهو والمتعة ,لو سخرنا جزاء بسيط من هذه الإمكانات من لنقل صوره مشرفه عن أوطاننا لكان أجدى لنا,نحن لافتقد للإمكانات او العقول ,ولكن غياب التوجه يفقدنا كل هذه الميزات . الخطاب الإعلامي العربي بشقيه الحكومي والمعارض يحتاج لإعادة صياغة تتناسب مع متطلبات العصر . على وسائل إعلامنا الخروج من نمطيتها المملة في تمجيد الأشخاص, كما يجب علينا فتح أفاقا جديدة لكي تكون أداءه فاعله في خدمه الوطن ,لا يجب إن نحجم وسائل الإعلام لتقتصر على لغة أو خطاب واحد ,بل يجب أن ننهل من كافة اللغات والثقافات , كما يجب أن نستفيد من الفضاء الإعلامي المتاح , ولا ننسى الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال , إضافة إلى إدخال أدوات جديدة نستطيع من خلالها أداء الرسالة المطلوبة منا على أكمل وجه . [email protected]