صار من المؤكد أو شبه المؤكد ، أن نظام صنعاء ، بات قاب قوسين ، أو أدنى من السقوط المحتوم ، ومن يقول أننا بإيراد مثل هذا (الاستنتاج) إنما نخدمُ أجندة خارجية أو داخلية مشبوهة ، لدى فعليه أن ينظر بعين ثاقبة وفاحصة ، لما آلت إليه أوضاع وأحوال البلاد والعباد.. وخاصة بعد اشتداد الأزمة الخانقة ، بين رئيس الجمهورية اليمنية ، من جهة ، وشباب ثورة ساحات (التغيير) المنتشرة على طول وعرض الخارطة الجغرافية لليمن من جهة أخرى! فما نلمسه ونحسه كمتابعين للأحداث (الدراماتيكية) المؤسفة التي تحيقُ بالوطن يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا ، خشية الوقوع في منزلق الحروب الأهلية الطاحنة التي لا تبقي ولا تذر.. فالمشهد السياسي العام ، لا يُبشرُ بخير ، طالما وهناك ((عناصر)) محسوبة على الحزب (الحاكم) وعلى النظام نفسه ، لا تزال تغذي قنوات الصراعات ، وتعمل على حشد الطاقات لتمزيق الوطن! ..لا للمِّ الشمل وإحقاق الحقوق الضائعة ، في دهاليز رموز النظام ، وخاصة المؤسسة العسكرية! وانطلاقا من عمليات الشحن التي تقومُ بها تلك العناصرُ التابعة لنظام صنعاء المتهاوي ، فإننا لا غرابة ، سنكون أمام مشهد أكثر إظلاما وعتامة في الايام القليلة القادمة والذي –لا محالة- سينتج عنه ، سقوط (حتمي) لنظام الحكم الحالي بزعامة الرئيس صالح! ولكننا يجب ان نحذر من خطورة مرحلة ما بعد السقوط لهذا النظام فقد تدخل البلاد في متاهات التقاسم (اللامشروع) لنظام الحكم القادم ، في شمال الوطن او جنوبه! فإخواننا في المحافظات الشمالية ، بمختلف ألوان الطيف السياسي والعسكري والقبلي ، قد اعدوا العدة-على ما يبدو- لتفويت الفرصة ، على الطامعين والحالمين بإعادة (سيناريو) الوصول إلى الحكم ، عبر الدبابة والانقلابات العسكرية..ففيهم من العناصر المخلصة ، ما يكفي لتأمين طريق السلامة ، وعدم الانزلاق ، في حروب وصراعات عقيمة من اجل (كرسي السلطة)! هذا طبعا ، استنتاج غير دقيق للتركيبة (العسقبلية) ما بعد سقوط نظام صنعاء ! أما إخواننا في محافظات (الجنوب) فقد اجمع (معظمهم) أو السواد الأعظم فيهم ، على (مسألة) استعادة دولتهم المسلوبة ، ولكن بالطرق السلمية ، مهما كلف الأمر! وهم لذلك الغرض ، سيعملون على سد منافذ أي تغلغل مرتقب لقوى الشمال اليمني الى الجنوب ، عند بلوغهم نبأ الرحيل المؤكد لنظام بصنعاء ! إننا ومن موقعنا ، في تيار المستقلين الجنوبيين ، نؤمن إيمانا قاطعا بحتمية انتصار ثورة الشباب ..أكانت في الشمال او الجنوب ، وقد نبهنا من مغبة التعاطي غير المسئول مع هموم وتطلعات شريحة الشباب المجتمعية ، منذ وقت مبكر ، وطالبنا –حينها- بضرورة إيلاء الشباب ن الاهتمام والعناية والرعاية ، من قبل جهات الاختصاص في الحكومة اليمنية السابقة ، ولكن للاسف ظلت تلك الحكومة في واد وهموم الشباب اليمني في واد آخر ، حتى وصلت الامور الى ما وصلت اليه ، من احتقان شديد ومطالبة وإلحاح غير مسبوق بضرورة رحيل نظام الرئيس (صالح) وكل أزلام هذا النظام المتهالك الهش! لا نكابر ولا نعاند ولا نتصيَّد أخطاء (الاخرين) بل نحاول تسمية (الأشياء) بمسمياتها الحقيقية ، دون مبالغة أو رتوش ومساحيق تجميل للمشهد (الأسود) الذي نستظل تحت ظلاله جميعا -هذه الايام- الى ما شاء الله تعالى! لن نعلق على انضمام اللواء علي محسن صالح الأحمر الى ثورة الشباب ولن نحشر أنوفنا في أمر ، يخص أولئك القادة العسكريين الذين اختاروا لانفسهم ، الاتجاه الذي يرون من مواقعهم ، أنه الأنسب لهم في المرحلة العصيبة الراهنة.. فللواء علي محسن صالح ، إحترامٌ خاصٌ وتقدير عال ، في نفوس الجميع ، داخل وخارج مؤسستنا العسكرية ، وهو الشخص الأجدر –في اعتقادي- بتحمل مسؤوليات مرحلة ما بعد رحيل (صالح) ونظامه! وهنا لا أنسى أن اثني على دور بعض أجهزة الاعلام التي تنقل الحقائق ، دون تزييف ، واخص بالذكر قناة "الجزيرة" التي فعلا تستحق منا ، كل الاحترام والاجلال على دورها الاعلامي الرائد والمسئول ، في تغطية الاحداث الساخنة ، ليس فقط ، في اليمن ، بل وفي مختلف أنحاء العالم! اللهم جنبا شعب اليمن واخواننا في الجنوب ، وكل الشعوب العربية ، كل مسببات الصراعات الفئوية والقبلية او العسكرية (الانتقامية)! صنعاء ظهر يوم 22/3/2011م [email protected]