تتمتع المملكة العربية السعودية بنفوذ واسع النطاق لما تمتلكه من قوة تأثير كبيرة داخل الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط وعبر العالم, وذلك لارتكازها على قوتها الإقتصادية التي تتمتع بها من منطلق كونها الأول عالميا في تصدير النفط,, ومن هذا المنطلق أثار السفير السعودي بالقاهرة أحمد القطان عدة ملفات ساخنة تشغل الرأي العام المصري بصفه خاصة, والرأي العام الخليجي بصفة عامة. أكد سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة احمد القطان – في حوار مع برنامج الحياة اليوم - أن المملكة لم تعرض استضافة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ، كما انه لم يطلب منها استضافته. وردا علي سؤال حول سبب اختيار الرئيس السابق لقناة العربية لعرض كلمته فأجاب أن هذا السؤال يوجه لقناة العربية وليس له, مضيفا انه في حالة إثبات التهم الموجهة للرئيس فيجب اتخاذ الإجراءات المناسبة لها. وأوضح السفير السعودي في الحوار الذي بث يوم اليوم الأحد على قناة الحياة, أن العلاقة بين الرئيس السابق والمملكة كانت قوية خلال فترة رئاسته وانه لا توجد اتصالات علي مستوي رسمي بين الجانبين في الوقت الحالي. وأضاف القطان أن ما يروج في الإعلام عن الضغوط التي تمارسها المملكة والعاهل السعودي علي النظام المصري من اجل وقف محاكمة مبارك محض «أكاذيب وافتراءات» . ونفي الشائعات التي أطلقها البعض حول تهديد المملكة بسحب استثماراتها أو طرد العمالة المصرية بالسعودية في حالة الاستمرار في محاكمة الرئيس السابق وأسرته. وأكد أن السعودية ومنذ بدء الثورة المصرية أعلنت وبشكل واضح وقوفها مع الشعب المصري والثورة المصرية كما أنها لن تسمح باهتزاز مصر لان اهتزازها يؤثر سلبا علي المملكة. ونفى السفير مما تروجه وسائل الإعلام حول طلب الرئيس السابق الذهاب إلي السعودية لتقي العلاج, مؤكدا أن أسلوب الإثارة الذي يتبع في الصحافة بات يثير القلق. وحول الدعم المقدم من السعودية للاقتصاد المصري أشار القطان انه في خلال الأيام القليلة القادمة ستقوم السعودية بتقديم دعم كبير للاقتصاد المصري . وقال القطان أن الشيخ صالح كامل - وهو احد كبار المستثمرين السعوديين – واحدا من الذين «يعشقون» مصر, مشيرا إلي سعيه إلي إنشاء صندوق بمبلغ 100 مليار جنيه لدعم الاقتصاد المصري. وأكد السفير السعودي على ضرورة توافر الأمن والاستقرار في مصر حتى تعود الثقة إلي المستثمرين مرة أخرى, وهو ما سينعكس إيجابا على عودتهم للاستثمار مرة أخرى داخل الدولة, قائلا: "الوضع الحالي لا يشجع علي الاستثمار".
الأمير وليد بن طلال أما فيما يتعلق بالموضوع الخاص بأرض توشكي التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال فأشار السفير إلي أن المملكة من حقها حماية المستثمرين السعوديين, موضحا أن ما أثير حول الوليد تم تناوله من وجهة نظر واحدة , خاصة وأن المشروع يعد الوحيد الذي خسر فيه الأمير الوليد ولن يحقق له أرباحا قبل عشر سنوات, نظرا لأن الهدف منه في الأساس كان مساعدة من الوليد للاقتصاد المصري في وقتها. وأضاف أن الوليد بعد أن يثبت حقه في هذه الأرض قانونيا سيقوم بإعادتها إلي مصر. وتساءل القطان عن سبب إحجام المستثمرين المصريين في الاستثمار في ارض توشكي. وحول أوضاع المصريين في المملكة العربية السعودية, نفي سفير المملكة ما يتردد حول احتجاز أي مصري في سجون المملكة دون سند قانوني, موضحا أن كل من يوجد في السجون السعودية صدرت في حقهم إدانات جنائية وانه يسعي جاهدا للإفراج عنهم. وعلى صعيد الشأن اليمني, أكد القطان أن الهدف من المبادرة السعودية الداعية للحوار في اليمن تهدف إلى منع التدهور الأمني إلي جانب تجنب تقسيم اليمن من خلال ضمان انتقال السلطة في اليمن بشكل سلمي, لمنع نشوب صراعات مسلحة في ظل انتشار ثقافة حمل السلاح بين اليمنيين. وأوضح أن المبادرة الخليجية لم ترفض من قابل الحكومة اليمنية, ولكن تم رفض الجزء الخاص بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي وضعته قطر.
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وعن الأوضاع في البحرين وسبب التدخل العسكري فيها, قال "الأمر في مملكة البحرين مختلف لأنها ستجرنا علي للحديث عن إيران, فالمطامع الإيرانية في الخليج لم تنتهي وأنها مازالت تعيش وهم الإمبراطورية الفارسية". وأكد أن السعودية لن نسمح بالمساس بالأمن القومي الخليجي والذي يمثل «خط احمر» لا يجب تخطيه, متسائلا ما هي أهداف إيران من إقامة شبكة تجسس في الكويت ولماذا تحتل الجزر الإماراتية حتى الآن. وأكد السفير السعودي أن عودة العلاقات المصرية الإيرانية من جديد لن تؤثر علي العلاقات المصرية مع المملكة السعودية, مضيفا أنها قد تساعد في تحجيم الطموح الإيراني في المنطقة, قائلا: "أنا علي يقين بعدم وجود توافق بين السياستين المصرية والإيرانية". وحذر القطان إيران من محاولة اختبار قوة المملكة قائلا " نحن قادرون علي التصدي لإيران عسكرياً إذا حاولت زعزعة استقرار منطقة الخليج". وفي نهاية الحديث وردا علي سؤال حول المرشح الذي ستدعمه المملكة للجامعة العربية فأشار أن السعودية ستدعم المرشح المصري للجامعة العربية.