هي حالة من الإحساس والشعور غير الواعي عندما تغرق شوارع المكلا الرئيسية وأزقتها الفرعية بأكوام من القمامة والقاذورات والأوساخ , وكأن كائنات من خارج كوكب الأرض قد رمتها من اجل أن تنتقم من عروسة البحر العربي ... إنها جريمة بما تعنيه الكلمة من معنى , بغض النظر عن من المتسبب بها مواطنون كانوا أم سلطة ... ألا يعي المواطنون الآثار السلبية الصحية والنفسية والحضارية والإنسانية والوطنية والدينية لهذا الفعل الشنيع ؟ من المتضرر ياترى ؟ في وقت رفعت الدولة مسؤوليتها عن مهامها الرسمية , فما بالك بمهام البلدية التي سميت ب " البلدية " لأنها بلاء وأذية .....؟ إنها صرخة ونداء يجب أن نقولها ... أنها مسؤولية عظمى وأمانة لا تعلوها أمانة ... إن الله جل وعلا خلق الأرض والإنسان لتعمر .. لا ليهلك الحرث والنسل وهي مسؤولية الحاكم والمحكوم . أليس الإسلام دين النظافة ظاهراً وباطناً فكيف هذه المناظر المقززة في شوارع مدينتنا الجميلة ؟ ومن ورائها ؟ولماذا لم تتحرك مشاعر سكانها ؟ وكأن الأمر لا يعنيهم ... أين منظمات المجتمع المدني ؟؟؟؟ أين هيئات الدفاع المدني ؟؟ أين مدير عام المديرية ؟ أين الأندية الرياضية ؟ أين أئمة المساجد ورجال الدين ؟؟إنها مأساة أن نرى المنكر ولا ننهي عنه ونرى الباطل ونسكت عنة . أنها مسؤولية الجميع شيخاً كان أو طفلاً رجلاً كان أو امرأة , متعلماً كان أو جاهلاً دون استثناء , فالتغيير الحقيقي والمؤثر يبدأ من داخلنا ومن نفوسنا , فإذا عشقنا النظافة والجمال فلا شك انه سيعكس إيجابيا على واقعنا ومدينتنا وسنكون من المعمرين في الأرض لا المهلكين والمدمرين لها . صرخة مدوية نطلقها فهل من سامع وهل من رجل رشيد وهل من غيرة على هذه المدينة المضيافة ؟ من على هذا المنبر الإعلامي لابد أن ندعو إلى : 1. نشر الوعي البيئي بين المواطنين وأهمية النظافة في حياتنا بالقيام بحملات توعية في المساجد والمدارس والكليات والمؤسسات لتبيان وتوضيح الآثار السلبية والصحية لرمي المخلفات في الشوارع . 2. قيام المنظمات والحركات الشبابية , دون تأخير , بحملة تجند فيها إمكاناتها ويساق طلبة الكليات والمدارس الثانوية والأساسية للقيام بواجبهم الديني والوطني بدلاً من المسيرات والمظاهرات , قد يكون ضررها أكثر من نفعها . 3. سن التشريعات , ومن ثم اتخاذ خطوات صارمة لمن يتسبب في رمي القاذورات والمخلفات في الشوارع . 4. إحياء تشكيل اللجان الشعبية لإزالة هذه الركام وهذه الأكوام من القمامة أو تكوين لجنة شعبية خاصة للحفاظ على البيئة , ترصد لها المساعدات وتصرف في مواقعها ويختار من يشهد له بالأمانة والنزاهة من لا يتعاطون القات وغيرها من أسباب ضياع الأموال هدراً والأوقات ظلماً وعدواناً . 5. حث السلطة المحلية في المحافظة والمديرية على إعطاء كل ذي حق حقه وإزالة أسباب المشكلة . فالعمال لا يمكن أن يثبتوا شهوراً دون مرتبات , فكيف يقتات أبنائهم وأسرهم في وقت ارتفعت الأسعار , ومرت عليهم مناسبات كلها تطلب المزيد من المال والتزامات : رمضان , العيد , المدارس , بالإضافة إلى الالتزامات المعيشية فليتقوا الله في عمال النظافة. وفي الختام أقول ... إذا كانت السلطة المحلية ممثلة بالمجلسين المحليين في المحافظة والمديرية لا يحركان ساكناً , فأنكم قد ضيعتم الأمانة وقد يشكك في شرعيتكما لأنكما من أجل خدمة الناس وليس الناس في خدمتكم , والله من وراء القصد .