الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد فهذه رسالة من القلب وأتمنى أن تصل إلى القلوب لأنه ما خرج من القلب وصل إلى القلب وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان، وهي رسالة أوجهها إلى أهلي في حضرموت الخير أهل الخلق والكرم والجود وأصحاب القيم والمبادئ التي عرفوا بها على مر التاريخ ، وإنني حينما أتحدث عن حضرموت فإنني أتحدث عن حضرموت الإنسان الذي لا تكاد تخلو منه بقعة على وجه الأرض لأنهم أهل هجرة وكفاح وأهل عزيمة ونجاح فالحضرمي ناجح بطبعه متميز بخلقه حيثما وقع نفع ولا نزكي على الله أحد من خلقه ، لذلك أحببت من خلال هذه الرسالة أن أخاطب هذا النوع من البشر الذي أنتمي إليهم وأفتخر بالانتماء إليهم خاصة ونحن نخوض غمار هذه الأحداث التي تعصف بعالمنا العربي والإسلامي فيما سمي بالربيع العربي والذي امتدت رياح التغيير فيه لتشمل يمن الإيمان والحكمة وتشرق شمس الحرية ويبزغ فجر الانتصار على الاستبداد والظلم وهذه كلها منح ربانية علينا جميعاً أن نتعرض لنفحاتها، ولأن أبناء حضرموت سباقين للخير منافسين فيه فإنني أتشرف كابن حضرموت وبصفتي عضو قيادة المجلس الوطني ورئيس المجلس الثوري لقوى الثورة السلمية بحضرموت أن أقدم نفسي لأهلي وإخواني وأخواتي من خلال هذه الرسالة لما تحتويه من أفكار وطموحات أريدها أن تكون أسس ومنطلقات نستطيع جميعا أن يكون لنا دورنا المأمول في بناء اليمن الجديد وجعله رقما صعبا في معادلة الصراع الحضاري والتنافس الدولي ومستعد لأي حوار أو نقاش بناء أو طرح موضوعي لنصل بسفينتنا إلى بر الأمان ونرفع رأس حضرموت عالياً في سماء المجد، ولعلمي المسبق بما يدور من جدال حول تاريخ حضرموت وعلاقتها باليمن ومصيرها في المستقبل فإنني أخاطبكم بقناعاتنا وما تمليه علينا واجباتنا الدينية والوطنية حتى أرد ادعاءات من يقولون أننا تبع لهذا أو ذاك ، وأعلم علم اليقين أن رضا الناس غاية لا تدرك ولكن رضا الله غاية لا تترك فمن أسخط الله برضا الناس سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ، ومن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس. أما نوع من الناس هم في صف النظام المتهالك وينفذون أجندته وخططه على أهلهم ووطنهم ورضوا بأن يكونوا أداته لقمع ثورة حضرموت وتخويف الناس منها بدعوى عدم جر حضرموت للصراع وهم من يجرها وبدعوى جعل حضرموت آمنه وهم من يتمنون حرقها وما أكثر سعيهم لدعم المشاريع الصغيرة وتشجيع الأفكار المتهورة لجرنا وجر حضرموت واليمن كلها لمعركة هم يدركون جيدا أن المستفيد منها هو علي صالح وعائلته والهدف منها تحويل ثورتنا السلمية عن مسارها وإدخال البلاد والعباد في دائرة العنف والعنف المضاد وما أزمات الوقود المفتعلة والانفلات الأمني ورفع أسعار البترول الغير موجود في محافظات أخرى لا تنتج النفط وغيرها الكثير والكثير من هذه الأساليب المفضوحة والسلوكيات الإجرامية خير شاهد .. ولكن الله لهم بالمرصاد فهو القائل سبحانه : ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) أقول لهم : لقد أصبحتم بالنسبة لنا معيارا لمعرفة جدوى وفاعلية نشاطنا فكلما قمنا بعمل أو مشروع ما نظرنا إليكم واستمعنا لخطابكم وتابعنا تعليقاتكم التي لا تتجرؤون أن تعلنون عن اسم معروف حتى نستطيع أن نجادله بالتي هي أحسن وإنما أسماء مستعارة على صفحات النت ووسائل الإعلام مثلكم كمثل الخائف الذي يرى نهايته بين عينيه ولكنه يحاول التشبث ولو بقشة ... نقول لكم : كلما كان انزعاجكم منا ومن أنشطتنا كبيرا كان ذلك حافزا لنا في التقدم ومضاعفة الجهد والعمل الثوري لأنه لا يحتاج إلى تأكيد على سلامة الطريق نحو الهدف وبقدر رضاكم أو هدوءكم بقدر ما يجعلنا ذلك نتراجع ونفكر بطريقة أخرى للوصول إلى النجاح فلعلنا أخطأنا الطريق .. لأن رضاكم عنا دليل خروجنا عن مسارنا الصحيح .. مع تمنياتنا لكم بعودة صادقة نكون بها جميعا فريق واحد لنشر الخير ... فشكرا لكم .. لذلك أيها الأحبة فإنه من خلال مراجعتي للتاريخ الماضي والحاضر ورؤيتي للمستقبل أجد أنني على يقين قوي يدفعني بعزيمة صلبة وثبات راسخ وهمة عالية وأمل مشرق للعمل الجاد وفق الأسس والمبادئ التالية : 1) إن حضرموت جزء من هذا الوطن (اليمن) ولكن ليس يمن علي عبدالله صالح الذي شوه صورته وأذل أهله وإنما يمن الإيمان والحكمة يمن المدد الذي بشر به محمد صلى الله عليه وسلم ولا فخر ، ولن تكون حضرموت في يوم من الأيام على الشكل المطلوب ولا المستوى المأمول إلا ضمن دولة يمنية مدنية توافقية يسودها العدل والمساواة يتعاون أبناؤها جميعا لخدمة بعضهم بعضا والدفاع عن مكاسبهم ومقدراتهم كل من جانبه وهذا ما نهدف إليه في ثورتنا المباركة . 2) علينا نحن أبناء حضرموت أن نغير من واقعنا وأن نكون على قدر من المسئولية تجاه هذه الأحداث ولا نقول كما يقول البعض (من خذ أمنا هو عمنا ) فهذه الأم التي طالما أخذت من قبل أعمام ظلمونا وظلموها حتى صارت عجوز بحاجة إلى رعاية وإعادة اعتبار فنحن أبناؤها والمسئولون عنها لن نرضى أن تهان ونحن على قيد الحياة بل نريد أن ترانا ونحن نقود الأمة بأسرها بعد أن كنا نقاد. 3) إذا أردنا أن نكون في أحسن حال وأرغد عيش وعندنا في حضرموت مقومات هذا كله فعلينا أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا ولا نكون كما يقول القائل للأسف الشديد : تحترق الدنيا وتبقى حضرموت. فهذه الكلمات ليست من أخلاق أبناء حضرموت الذين نشروا الخير وضحوا في سبيله في الشرق والغرب وتاريخنا خير شاهد، بل علينا أن نضع أيدينا في أيدي الأخيار من أبناء كل المحافظات لنبني وطناً واحداً يسعد في ربوعه الجميع بل ويكون لنا نحن أبناء حضرموت الدور البارز والجهد الأكبر كما كان آباؤنا وأجدادنا. ويعلم القاصي والداني أننا كنا ولا نزال دعاة سلام ورواد تنمية وأصحاب أهداف تتجاوز حدود الجغرافيا الأرضية لتصل إلى جنة الفردوس في أعالي الجنان 4) السعي إلى توحيد كلمة أبناء حضرموت تحت راية واحدة هي نفس الراية التي رفعها الثوار في وجه المستعمر البريطاني من على جبال ردفان في الرابع عشر من أكتوبر 1963م التي كانت امتدادا لثورة 26 سبتمبر 1962م وكان واضحا فيهما التفاف ثوار اليمن بأسره حول غاية واحدة وأن يكون صوتنا وهدفنا مع الملايين من أبناء الوطن الذين أذهلوا العالم بثباتهم وصمودهم في ثورة سلمية بيضاء ولا نشذ عنهم بل ونفتخر أن نكون معهم لنرمي الظالم من قوس واحدة ثم نضع أيدينا في أيديهم لنبني المستقبل لنا ولهم ولذلك كانت المفاجأة من حضرموت بإعلان ثوارها بكل مكوناتهم وتكتلاتهم المدنية والعسكرية والقبلية والفئوية والشبابية اتحاداً ومجلساً ثورياً واحداً بقيادة واحدة وخطة واحدة نحو التصعيد والعمل والحسم الثوري السلمي وما تبعها من مفاجأة أخرى تعد الأولى من نوعها في تاريخ حضرموت وهي تحالف أبناء قبائل حضرموت المؤيدين للثورة السلمية بعد أن أعلنوا أنهم يمثلون أنفسهم في هذا التحالف ولا يمثلون قبائلهم في مرحلتهم الأولى حيث أنهم يوجهون النداء إلى كل أبناء القبائل ومشايخها وأعيانها للانضمام إليهم في هذا التحالف التاريخي الذي لم تشهد له حضرموت مثيلاً نصرة للمظلوم ونصرة للحق ونصرة للثورة الشبابية الشعبية السلمية وحماية لها ولأهدافها، فأي عيب في ذلك ولماذا نرى الأسماء المستعارة في وسائل الإعلام تشن حملة شعواء على هذه المشاريع الناجحة والمتميزة التي قدمها ثلة من أبناء حضرموت وما تفسيري لذلك إلا أن هناك من يتفنن في قول كلمة الحق التي يراد بها باطل كمن يقول نريد أن تبقى حضرموت بعيدة عن الصراع وهو من يؤجج الصراع أما نحن فثورتنا سلمية وعملنا سلمي كفله لنا الدستور والقانون ولم ولن نكون في يوم من الأيام مصدر قلق لأهلنا ولوطننا ولأمتنا. 5) أدعو كل المختصين والنخب من أخواني وأخواتي إلى تقديم رؤاهم وأفكارهم للمستقبل القريب وطرح المشاريع النوعية والإستراتيجية لبناء الوطن واستغلال ثرواته المادية والبشرية والإستراتيجية لصالح الأمة وجعل محافظتنا نموذجا حيا وبرنامجا عمليا نقدمه للعالم بأسره ليقتدي به . 6) الإبتعاد عن أساليب الإقصاء والتهجم الغير مبرر على بعضنا بعضا ونبذ الكراهية والحقد والجلوس للتشاور في قضايانا الخاصة والعامة في جو يسوده الحب والإخاء وتحفه سلامة الصدور وحسن النوايا ونتعامل مع بعضنا بحسن الظن ليكمل بعضنا النقص الذي في أخيه فنكون بذلك كما أراد لنا ربنا وعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ...) وأخيراً فإنني أوجه هذا النداء إلى كل الأخيار من أبناء حضرموت وبناتها أن نكون يداً واحدة نبني ولا نهدم وإنني بذلك من خلال قراءتي للأحداث الراهنة ومشاهداتي لما يدور في الواقع ومشاركاتي الميدانية فيه أؤكد على نزاهة ثورة الشباب الشعبية السلمية وأنها بوابة التغيير وقافلة الخير التي لن تنتظر أحداً فمن التحق بها سار معها نحو العزة والكرامة ومن تخلف عنها بسبب الشائعات والترهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع فمرة يقال هذه ثورة حزب الإصلاح أو اللقاء المشترك ومرة يقال هذه ثورة علي محسن أو حميد أو صادق الأحمر وهذا شرف لهم جميعاً أن تنسب ثورة بهذا الحجم لهم فوالله إنهم يتمنون ذلك ويتشرفون به لكنهم هم أنفسهم يعلمون ويدركون أنها ثورة فوق الجميع وتجاوزت كل الأحزاب والشخصيات والكيانات بأسرها فصار الجميع جزء منها ومكون من مكوناتها المختلفة وما هذه المحاولات المتتالية لبث الفرقة والخلاف بين هذه المكونات الثورية إلا محاولة لضربها وتفكيكها ولكن الله غالب على أمره، فمن تخلف عنها سيندم ولكن حين لا ينفع الندم فيقول: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً. ولا زلت أكرر أن المجتمع ليس في حاجة إلى تعليقات بل في حاجة إلى عمل مدروس ومشاريع ناجحة ومن هنا فإنني أقول لإخواني وأخواتي الذين يقرأون هذه الرسالة بأن لا يقرأوها كما قرئت سابقاتها حتى لا يكون التعليق عليها كسابقاتها.. أسماء مستعارة وكلام غير موضوعي وتهم جزاف على المدعو فلان وحزبه الفلاني وأنه يتلقى التعليمات من هنا وهناك بدون أدنى حقيقة أو دليل فعلي .. وإنما أتمنى من الجميع أن نناقش بصراحة ووضوح وطرح مسئول لأنني لا أدعي الكمال فاعتبروا مثلا أن هذا رأيي الشخصي وقناعاتي الخاصة ومن أراد الحقيقة ممن لا يروق لهم رؤية النجاح أو الاعتراف بالمشاريع الحضارية فيزعجهم مشاهدة رجال الإصلاح يتصدرون الميدان مع غيرهم من المخلصين ليصنعوا مجدا لهذا الشعب الذي هم جزء لا يتجزأ منه والواقع خير شاهد ولكن صدق القائل : قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ××× وينكر الفم طعم الماء من سقم .. وقال آخر : وما ضر شمس الضحى في الجو ساطعة ××× أن لايرى نورها من ليس ذا بصر .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ... فمن أراد التواصل معي أرحب به دون حواجز ولا تكاليف لأننا ننشد الخير لأنفسنا وللناس جميعاً.. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . والله ولي التوفيق ,,, *عضو قيادة المجلس الوطني رئيس المجلس الثوري بحضرموت