حذرت عدد من المكونات السياسية والمنظمات المدنية بمحافظة حضرموت من أي محاولات قد تسعى من خلالها بعض القوى لفرض وصايتها على الجنوب عموما وحضرموت بصفة خاصة،من خلال ادعاء احتكارها لتمثيل الجنوبيين أو الحضارمة، وتقديم نفسها بكونها الممثل الشرعي الوحيد لهم. وأجمع عدد من قياديي المكونات السياسية والمنظمات المدنية بحضرموت،في أحاديث ل" دمون نت"، على أن لقاء عدد من القيادات والنشطاء الجنوبيين المزمع عقده السبت القادم في العاصمة المصرية القاهرة،لا يمثل إلا الأشخاص المشاركين فيه، ومن ثم فإن نتائجه ومخرجاته لا تعبر عن موقف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والفكري الجنوبي تجاه موجبات معالجة القضية الجنوبية،مشيرين إلى أن لقاء كهذا الذي انفردت بعض القوى والشخصيات الجنوبية بكافة أمور التحضير له،مستبعدة الكثير من المكونات السياسية الجنوبية وقوى الحراك الجنوبي والقيادات السياسية والمنظمات المدنية والشخصيات الاجتماعية والعلماء والسلاطين السابقين ورجال المال والأعمال والمثقفين والأكاديميين،لا يمكن أن يؤسس لتوحيد قوى الجنوب وحشد جهودها لتحقيق خلاص أبناء الجنوب من ربقة الاجتياح والاضطهاد والاخضاع العسكري،وتمكينهم من انتزاع حقوقهم في التحرر والاستقلال وتقرير المصير، بل سيكون مصدرا لمزيد من التشرذم والانقسامات والصراعات المحبطة لزخم الحراك الجماهيري السلمي الجنوبي والمقوضة لانجازاته ونجاحاته التي تعاظمت بدماء ألاف الشهداء والجرحى وتضحيات السواد الأعظم من أبناء الجنوب. من جانبه وصف الأستاذ علي عبد الله الكثيري عضو اللجنة التنفيذية نائب رئيس دائرة الفكر والثقافة والإعلام بحزب رابطة أبناء اليمن (رأي)،ما يسمى ب(لقاء القيادات الجنوبية) في القاهرة، بأنه لقاء لمجاميع من الشخصيات والنشطاء الجنوبيين انتقاهم من دعوا ورتبوا لهذا اللقاء بصفة فردية،مؤكدا ان إصرار الداعين والمرتبين على احتكار عمليات التحضير للقاء، وإقصاء معظم القوى السياسية الجنوبية ومكونات الحراك الجنوبي عن المشاركة الفاعلة في تلك العمليات، ورفض الأسس التي قدمتها بعض القوى الجنوبية ومنها حزب الرابطة والتي من شأن تفعيلها ان يجعل من اللقاء جامعا لكل المكونات الجنوبية بمختلف ألوانها ورؤاها ومواقفها،كل ذلك أحبط إمكانية أن يكون هذا اللقاء منطلقا لمغادرة حالة التمزق والتفتت التي تستبد بالجنوب وأهله وقواه،والتي تشتت جهود أبنائه وانتصارهم لعدالة قضيتهم،مشيرا إلى أن مضي بعض القيادات الجنوبية في ترتيباتها لعقد هذا اللقاء – مع سبق الإصرار- سيعمق وسيكثف من الانقسامات في صفوف الجنوبيين وسيذكي الصراعات بين قواهم،على نحو يمكن أن يلحق أضرارا بالغة بواقع حال الجنوبيين التواقين للخلاص من جور الاستلاب والحرمان والقهر والطغيان،ويضر بعدالة قضيتهم. ورفض الكثيري أي محاولة للادعاء بأن لقاء القاهرة ومن دعوا له وشاركوا فيه، يمثلون الجنوب وأهله،أو القول بأن مخرجات اللقاء تعبر عن ما يرتضيه الجنوبيون، وقال ( للأسف هناك من يتعاطى بشمولية صارخة وبمفاعيل الإقصاء والإدعاء بالوصاية واحتكار التمثيل وامتلاك الحقيقة الكاملة، وتلك عقليات كانت مصدر كل نكبات ومآسي الجنوب على مدار العقود الخمسة الماضية،وقد تجاوزها الزمن ومتغيراته ولا يمكن أن تجد لها مجالا لفرض تسلطها في زمننا هذا،وعلى كل من تأصلت فيه تلك الذهنية أن يدرك أن الجنوب اليوم ليس الجنوب عام 1967م ولا الجنوب عام 1990م، فلن يعد بمقدور أحد أن يستلب من أبناء الجنوب حقهم في تقرير مصيرهم،أو أن يفرض نفسه أو حزبه وصيا وممثلا لهم بقوة الحديد والنار) . وفي السياق ذاته أصدر ائتلاف حضرموت للتغيير(سلفيي حضرموت) يوم أمس بيانا اوضح فيه أسباب عدم مشاركته في ملتقى القاهرة المزمع عقده في الفترة من 19إلى 21 من نوفمبر الحالي دمون نت