تمكن ثوار العاصمة الليبية طرابلس في الأيام القليلة الماضية من القبض على أحدى أبرز الحارسات المقربات من العقيد الراحل معمر القذافي جميلة درمان، التي كانت من أعضاء اللجان الثورية المداومين على حضور وتأييد عمليات الشنق التي راح ضحيتها الكثير من الليبيين. وذكر مصدر أمني في اتصال ب"العرب اليوم" فضل عدم الكشف عن اسمه أن درمان كانت تختبئ في منزل بضواحي طرابلس وهي متنكرة وتستعد للهروب عبر منفذ رأس اجدير البري إلى تونس. وأوضح المصدر نفسه أن هناك العديد من من يطلقنا على أنفسهم الراهبات الثوريات من أمثال درمان بجميع أنحاء ليبيا ونحن نتحري عنهم وعن مكان تواجدها، فتلك العصبة تشكل خطرًا على أمن وأمان البلاد وتنشر في الفتنة وتحاول زعزعة الأمن . يشار إلى أن ما كان يسمين أنفسهم "الراهبات الثوريات" بنظام القذافي قد شاركن في موجة الإعدامات التي شهدها المجتمع الليبي خلال حقبة الثمانينيات من القرن الماضي . وتتداول المصادر أن درمان شاركت مع الحرس الثوري واللجان الثورية في ليبيا في صد العمليات الاستشهادية التي نفذها أفراد تابعون للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا في العام 1984 فيما عرف وقتها بعملية "عمارة باب العزيزية" التي أفشلها النظام بتصديه لها بقوة وعنف أسفرت عن قتل وتصفية العديد من المشاركين فيها. وفي وقت سابق تحدثت إحدى الراهبات الثوريات وهي لبنانية تدعى عزيزة إبراهيم كانت من ضمن حارسات القذافي منذ حوالي أكثر من عشرين سنة أن جميلة درمان كانت تشكل رعباً حتى للحارسات الشخصيات للقذافي، لأنها هي من قتلت العقيد حسن أشكال ابن عم القذافي لأنه رفع صوته على الأخير خلال نقاش ما، فقامت وأطلقت النار عليه وأردته قتيلاً. الجدير بالذكر أن حركة الرهبات الثوريات لم تكن حكرًا على النساء الليبيات فقط بل كانت تضم نساء من عدة دول عربية وإفريقية وكل من تقدم الولاء والطاعة للقذافي ونظامه .