على مدار ثلاثة أيام شهدت جامعة محمد بوضياف بولاية المسيلة الجزائرية إقامة مؤتمر الاعلام الرياضي العربي ..ضمان الانتقال من الهواية الى الاحتراف، خلال الفترة من 25-27 نوفمبر 2013م، بمشاركة عربية واسعة تمثلت في 10 دول عربية هي: الجزائر ، اليمن ، مصر ، العراق، فلسطين، السودان، الامارات، السعودية، تونس، بالإضافة الى جمهورية فرنسا ومملكة اسبانيا، وبلغ عدد المشاركين قرابة 100 اكاديمي وإعلامي وفني منهم الاعلامي اليمني الدكتور محمد النظاري.. وقد خرج المشاركون بعدة توصيات أهمها الدعوة لإنشاء مجلس عربي أعلى لإدارة الإعلام الرياضي من أجل العمل على تطوير الإعلام الرياضي العربي سواء من حيث التنسيق أو تبادل الخبرات أو التكوين و ذلك من خلال الاستفادة من بعض البلدان السباقة في مجال الإعلام الرياضي العربي، كما أوصى المشاركون أيضا من خلال مختلف ورشات المؤتمر بضرورة إعداد قاموس يضم مصطلحات الإعلام الرياضي العربي من شأنه أن يمكن من توحيد المصطلحات وتبليغها للمتلقي العربي وفق صيغة واضحة ومفهومة، ونظرا لحرمان المشاهد العربي من متابعة مختلف الاحداث القارية والعربية خاصة تلك التي تنقل عبر القنوات التلفزيونية على مختلف تخصصاتها وأنواعها دونما أي احتكار مهما كانت الظروف والمبررات. ومن أجل التشجيع على أن يقوم الاعلام الرياضي بدوره الحسن، تمت التوصية باستحداث جائزة سنوية للإعلام الرياضي العربي تمنح لأبرز الصحافيين في هذا المجال تشجيعا لهم على مواصلة مجهوداتهم التي تصب في صالح المتلقي العربي و كذا إنشاء محكمة رياضية عربية تعنى بمشاكل الإعلام الرياضي العربي، إلى جانب تفعيل دور الإعلام التربوي داخل المؤسسات التربوية والتعليمية والمراكز المخصصة ودور السياحة ومراكز الأمن، والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة. وقد أجمع الحاضرون من المشاركين من الجزائر وبقية الدول العربية وفرنسا وأسبانيا، على نجاح هذا المؤتمر، مقدرين الجهود الكبيرة التي بذلها القائمون على المؤتمر من قسم الاعلام الرياضي بمعهد تقنيات نشاطات التربية البدنية والرياضية بجامعة المسيلة. وقد شهدت جلسة الافتتاح مشاركة الخبير الجزائري البروفيسور بوداود عبد اليمين من جامعة المسيلة بمحاضرة نموذجية عن الاعلام الرياضي وسبل إنجاحه، شارك بعده الخبير الفرنسي د. برتو سيرجي تحدث عن العنف في الملاعب الفرنسية وتغطية الصحف لها، كما قدم الاعلامي المصري والمذيع بالعديد من القنوات المصرية محمد فوزي انموذجا لعمل ميثاق شرف للإعلاميين الرياضيين، مستشهد بما يحدث اثناء بعض المباريات من احداث مأساوية خاصة ما جرى في بور سعيد وهو ما نتج عنه سقوط 74 قتيل، تلاه المشرف على قناة الكواليس الجزائرية مراد بو طاجين والذي قدم شرحا عما يعانيه الاعلام الرياضي بسبب ولوج الدخلاء اليه من مشاكل عديدة، مبينا ان ينبغي تصويب مساره لما من شأنه تقديم صورة طيبة للإعلام الرياضي العربي ثم الدكتور سيف الاسلام بن جمعة من السعودية ببحث عن دور الاعلام الرياضي في نشر اخلاق الاحتراف الرياضي، واختتم الجلسة الافتتاحية في القاعة الكبرى الدكتور محمد حسين النظاري من الكاتب الصحفي والأستاذ المساعد بجامعة البيضاء اليمنية ببحث عن الاعلام الرياضي ودوره في تنامي العنف بالملاعب اليمنية، موضحا ما يمر به الاعلام الرياضي اليمني منذ حله من قبل وزارة الشباب والرياضة، وبما أثر سلبا على مردوده، وكذا افساح المجال امام عدم معرفة الصحفي الحقيقي بحيث اصبح الدخلاء يسيطيرون على المشهد الاعلامي اليمني وهم من يشجعون على العنف لعدم مهنيتهم وتحيزهم، وأوضح بأن الحل يكمن في اقامة انتخابات سريعة لاعادة الحياة الى سريان الاتحاد اليمني للإعلام الرياضي. من جهتها شهدت الجلسة الختامية للمؤتمر مشاركة أ.م.د نيفين حسين محمود و أ.د فايزة أحمد محمد خضر من جامعة الزقازيق بمصر ببحث عن دور التغذية الاعلامية في المزيج التسويق لمدارس تعليم رياضة الجودو للمكفوفين بصريا في الاندية المصرية، وقد استاذ الاعلام بجامعة عجمان الاماراتية الدكتور عماد الدين تاج السر من الامارات شرحا عن منظومة الاعلام الرياضي في مواثيق الاعلام العربي – قراءة في ميثاق الصرف الصحفي- من جهته قدم الدكتور عبد الجبار سعيد محسن انموذجا عن التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بظاهرة العنف في الرياضة ، من جانبه شرح رئيس القسم الرياضي بالإذاعة الجزائرية الاولي – المذيع عبد الغاني العايب التجربة التي يعيشها الاعلام الرياضي في الجزائر خاصة فيما يتعلق بالجانب الاذاعي ونقل المباريات، وضرورة تحلي المذيع بالموضوعية.. من جهتمها قد الخبير المغربي محمد حمان –مخترع لعبة كرة العين- ومدربها الاسباني عبد اللطيف العزاوي شرحا لدور الاعلام الرياضي في شرح الالعاب خاصة الجديدة منها، منبهين بأن الاعلام يلعب اهمية كبيرة متى ما احسن استخدامه. وكان الدكتور مصطفى عبد البصير من الدار البيضاء المغربية قد قرن بين دمقرطة الاعلام وسبل القيام بواجباته، مبينا بأن الدور السلطوي الغير مبني على تقبل الاراء هو أمر غير ديمقراطي ولا يفيد الاعلام بشيئ، وكان لإبراز أخلاقيات العمل الاعلامي في كتابة الصحافة الجزائرية نصيب من المناقشة عن طريق بحث استاذ الاعلام بجمعة الجزائر الدكتور أحمد فلاق، فيما بين الاعلامي بالتلفزيون الجزائري ومقدم النشرة الرياضية –العربي بن ستالة- أسبب ضعف الاعلام الرياضي العربي حينما تفتقد المهنية ولا يكون الرجل المناسب في المكان المناسب. وكان عدد من الباحثين اليمنيين قد شاركوا في المؤتمر، حيث قدم الدكتور عصام أحمد عبد الله المروعي من جامعة صنعاء ببحث عن الجدوى الاقتصادية لرعاية الشركات الاستثمارية لأندية اليمن، شرح فيها ما ينبغي فعله من اجل نقل الاندية من مرحلة العوز الى مرحلة كسب المال بما يعود بالفائدة على انشطتها. فيما كان لصحيفة يمني سبورت حضور عبر البحث الذي تقدم به باحث الدكتوراه الاستاذ بكيل الصوفي عن دور الاعلام الرياضي المقروء في خفض من ظاهرة العنف لدى اندية محافظة المحويت بلعبة كرة القدم ، فيما قدم باحث الدكتوراه محمد مهدي الحوري بحثا مشتركا نيابة عن زميله الدكتور احمد عطية، والمتمحور حول اهمية الاعلام الرياضي في التوعية ضد الاصابات الرياضية بالملاعب الرياضية اليمنية… وكان الدكتور حسن عبد ربه اليافعي –عميد كلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء- قد قدم لرئيس جامعة المسيلة على هامش المؤتمر اتفاقية التعاون العلمي بين الجامعتين، وهو ما يفتح افاق التعاون بينهما لخدمة اعضاء هيئة التدريس والجانبين البحثي والتأهيلي. لقطات…. - أجرت الاذاعة الاولى الجزائرية والقناة الجزائرية الاولى –كلا على حدة- لقاء مع الدكتور محمد النظاري، الى جانب نخبة من الاعلاميين العرب الذين حضروا فعاليات المؤتمر. - اقمت ادارة الملتقى جولة سياحية للمشاركين الى مدينة بو سعادة والهامل، وأثرت وكالة خيمة شهد الجولة بالعديد من الفعاليات السياحية التي نالت اعجاب المشاركين، خاصة الاكلات الجزائرية. - حرص رئيس جامعة المسيلة الدكتور العباوي على حضور الافتتاح والاختتام وجانب من الجلسات، كما كانت هناك ادارة جيدة من قبل: الدكتور بوسكرة أحمد -مدير المعهد، رئيس المؤتمر- والدكتور بوجليدة حسان -نائب رئيس المؤتمر- والدكتور احمد بن رجم – رئيس اللجنة التنظيمية، رئيس قسم الادارة والتسيير الرياضي – بالإضافة للجنود المجهولين الذين انجحوا المؤتمر. - كان احتضان المسيلة لفعاليات مؤتمر الام الرياضي في الوطن العربي نظرا لوجود القسم الوحيد لهذا التخصص في الوطن العربي وافريقيا. - على هامش المؤتمر تم تسليط الضوء اعلاميا على لعبة كرة العين –حديثة التأسيس- لمخترعها المغربي محمد حمان، وأقيمت مباراة لهذا الغرض، السيد محمد حمان رجل ينبغي ان يفتخر به العرب، فاللعبة سيكون لها شأن في السنوات القادمة. - كان هناك حضور مميز للقناة الجزائرية الرسمية وقنوات: كواليس ، اطلس، نيو ميديا نيوز، الاذاعة الجزائرية.. وجميعا نقلوا المؤتمر لمن لم يستطيعوا الحضور اليه. - يبقى المحك في تطبيق التوصيات التي خرج بها المؤتمر، حيث اشاد الاشقاء العرب بإقامة اول مؤتمر للرياضة في اليمن في ابريل الماضي، وسألونا عن تطبيق مخرجاته، فكان جوابنا الصمت.. فمتى يزول الصمت بتفعيل تلك التوصيات؟؟. - كان لكرم الضيافة والاستقبال من والى مطار الجزائر -بالرغم من بعده 400 كلم- اثره الطيب في نفوس المشاركين، مقدمين الشكر لجامعة المسيلة وجميع العاملين بها.