لم يعد أمر مشاهدة تفاعل أحد نجوم الرياضة عامةً وكرة القدم بشكلٍ خاص مع متابعيه باللغة العربية أمراً مستغرباً مهما كانت جنسية هذا اللاعب ولغته الأساسية وكيفما كانت الطريقة.أمر تواصل العديد من النجوم والأندية العالمية مع من يفهمون لغة الضاد بالإضافة إلى اللغة الأساسية لهؤلاء النجوم وهذه الأندية صار شيئاً اعتيادياً، فأصبحوا يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) على الإنترنت بلغة عربية فصيحة في مناسبات عدة قد تكون مرتبطة بهذا اللاعب وفريقه أو قد تتعلق بالجماهير العربية وأهوائها الكروية وغير الكروية.ومن خلال المتابعة المستمرة وجدنا من يقوم منهم في التواصل العربي على صفحته الرسمية في معظم منشوراته ومنهم من يترك الأمر مرتبطاً بحدثٍ معين، وهو ما لوحظ لدى بعض الأندية العالمية أيضاً وعلى رأسها ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني.ومع أن الكثير من الدلالات توحي بأن مدير هذه الصفحة لهذا النجم أو النادي العالمي هو من يقوم بالنشر ومخاطبة الجماهير باللغات المختلفة إلا أن ذلك لا يقلل من احترام الكثيرين ممن يتكلم هذه اللغة لهذه البادرة المميزة.ظهر أن لاعبي برشلونة الإسباني هم من أكثر المهتمين بالتواصل العربي ففيكتور فالديز الذي اعتاد على الاهتمام بهذا الموضوع نشر في بداية السنة باللغة العربية: " كل عام و أنتم بخير. .أتمنى أن تكون سنة 2014 مليئة بالصحة والسعادة"، كما أنه أشار إلى إهداء أحد قمصانه الموقعة ونشر صورة الرابح في موقف لاقى الكثير من القبول لدى متابعي صاحب ال32 عاماً.وجاء تفاعل الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو ونجم الوسط الإسباني أندريس إنييستا أفضل لاعب في أوروبا (2012) مميزاً، فالأول رحب في آخر منشوراته (27 شهر كانون الثاني/يناير الحالي) بعودة الهولندي إبراهيم أفيلاي من الإصابة: "إنك تستحق العودة يا صديقي، ألف مبروك"، أما الثاني فقد تنوعت منشوراته بين الحديث عن لا ليغا ودوري الأبطال: "فوز ساحق لفريقنا في تصفيات المجموعات في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم و بهذا نكون تأهلنا إلى دور ال 16 من البطولة على قمة المجموعة الثامنة، الآن اللعبة القادمة هي لا ليغا..تمنوا لنا الحظ". وذلك بعد الفوز على سلتيك الاسكتلندي (6-1).وبالانتقال إلى الملاعب الإنكليزية نجد الألماني مسعود أوزيل نجم آرسنال ومنتخب ألمانيا يخاطب من يفهم العربية بين الفينة والأخرى حتى إنه تعدى الإشارة إلى الأمور الرياضية وهنأ الطائفة الإسلامية: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل عام وأنتم بألف خير بمناسبة عيد ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم "، وذلك باللغة التركية والإنكليزية والعربية.ولم تكن مخاطبة الإسباني تياغو ألكانتارا لاعب بايرن ميونيخ الألماني للعرب أثناء معسكر فريقه في العاصمة القطرية الدوحة الوحيدة: " نحن الآن في الدوحة للتحضير للنصف الثاني من الموسم"، بل إنه كان قد وزع قميصاً بذات طريقة فالديز وتحدث عن نتائج فريقه مراراً.وإذا ما أردنا الحديث عن الأندية نجد بأن الكثير منها تملك نافذةً لهذه اللغة في مواقعها الرسمية على الإنترنت (ريال مدريد وبرشلونة ومواطنهما ملقا، وباريس سان جيرمان الفرنسي، ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي الإنكليزيين، وبايرن ميونيخ)، إلا أن المميز كان هو تواصل بعض الأندية بالعربية نفسها، في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كريال مدريد عندما أصيب لاعبه الألماني سامي خضيرة، وبايرن ميونيخ عندما بارك للرجاء البيضاوي الذي وصل إلى نهائي كأس العالم للأندية الأخيرة في المغرب.أخيراً فإن تفاعل هؤلاء النجوم الذين يملكون عشرات الملايين من المتابعين الذين يتكلمون مختلف لغات العالم لا بد أن يعود بالنفع على من يتحدث العربية، حيث قد تؤثر الرياضة بطريقة ما في ازدياد عدد متكلمي هذه اللغة مهما كانت انتماءاتهم.