أسوأ تصنيف في تاريخ الوطن.. عبارة تصف موقعنا ضمن أسوأ 20 منتخباً على مستوى العالم شملتها قائمة التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). المركز 186 على مستوى الكون.. هذا هو موقع كرتنا اليمنية والسمعة التي وصل إليها منتخبنا الذي لم يحقق طيلة ثلاث سنوات سوى فوز واحد في 28 مباراة !!. أعتقد أن الأمر منطقي.. فلماذا نتباكى؟ يجب أن نتقبل الموضوع الذي يبدو طبيعياً، عطفاً على دوري غير منتظم، واحتراف من نوع خاص، وتخطيط غائب الرؤى والغايات، ومدربون من نوع (الفلتة)، وميزانيات تُنفق دون أدنى جدوى، وفرق وأندية يتهددها الإنفلات الأمني، باختصار: الوضع الكروي العام في البلاد يدفع، وبقوة نحو هذه النتيجة المتوقعة، أصلاً. لكن هناك قبس من تفاؤل نلمح بريقه من تصنيف (الفيفا) الذي أشار إلى أن اليمن (ضمن أسوأ 20 منتخباً في العالم)، والتفاؤل المقصود هنا هو أن هناك عشرين منتخباً في العالم يشارك اليمن في مصيبته الكروية، وربما يتربع منتخبنا على بضع منها ضمن القائمة الكلية للمنتخبات. الأمر يدعو للتفاؤل بجد، فهناك من هو أسوأ منا، من أمثال منتخبات: الصومال، وأفغناستان ربما.. لا بد من النظر للموضوع من جانبه المشرق، ما زال هناك طريق نحو القاع ستمنعنا من الوصول إليه منتخبات مشابهة لتلك التي لا تعرف الرياضة بسبب مصائبها وحروبها. وما دام الوضع على حاله فلننتظر المزيد من التقهقر والتراجع مالم يشهد الوضع حملة (إنقاذ) تنتشل الوضع الكروي في اليمن من تدهوره، حملة تدعو إلى إحداث طفرة جديدة في سياساتنا ووزارتنا واتحادنا بوجوه جديدة تدير وجهتنا وتحدد اتجاهها أولاً قبل أن تديرها، بمعنى أنه يجب علينا التخطيط أولاً، يكون السؤال (ماذا نريد؟) عنوان المرحلة كلها، لأننا إن لم نضع رؤية متكاملة و(خارطة طريق) لتصحيح أوضاعنا سنبقى نتدحرج في سلم التصنيف العالمي، ولربما تجاوزنا الصومال وأفغانستان وجزر واق الواق.