تأهل محاربو الصحراء المنتخب الجزائري لأول مرة في تاريخهم إلى الدور الثاني ال16 في منافسات كأس العالم بالبرازيل 2014 وذلك بعد تعادلهم المثير مع المنتخب الروسي بهدف لهدف كان كافيا لأن يسلخ محاربو الصحراء الدب الروسي في اللقاء الذي أفرح ملايين العرب واستوجب ذرف الدموع بغزارة احتفالا بما قدمه الأخضر الجزائري في الدور الأول من منافسات البطولة.. وتمكن إسلام سليماني من إدراك هدف التعادل في الدقيقة 60 ليقود كتيبة الألق إلى الدور الأهم والأصعب في المونديال بعد أن تلقى كرة عيسى ماندي برأسية جميلة كانت بمثابة القنبلة التي هزت روسيا وجعا وأفرحت العرب في معركة المتعة العربية.. حاول المنتخبان منذ البداية اللعب بسرعة بغية إحراز هدف يشكل أمانا فيما بعد خاصة من قبل لاعب منتخب الجزائر الذين خاضوا اللقاء بفرصتين الفوز أو التعادل، ومع ذلك لم يركنوا إلى التواجد في منطقة الدفاع حفاظا على شباكهم من ولوج هدف مبكر وهو ما صنع رغبة هجومية حقيقة منذ الدقائق الأولى للقاء، الأمر الذي سهل من مهمة الدب الروسي في التوغل واللعب على المرتد الخاطف فكان هدف كوكورين هو الضربة الأولى التي تلقاها ممثل العرب مبكرا ليلتهب حماس الجزائريين بحثا عن هدف التعديل مهما كانت العواقب.. فشكلوا العديد من الهجمات على المرمى الروسي إلا أن أغلبها لم تستغل بشكل يتناسب مع طموح إدراك هدف التعادل إما للبط في تمرير الكرات أو محاولة الاعتماد على المجهود الفردي لعدد من لاعبيه، فيما ركن الروس على استغلال ذلك الاندفاع وشكلوا هجمات مرتدة كادت أن تصيب المنتخب الجزائري في مقتل لولا صحوة الدفاع ويقظة الحارس.. فكانت البداية قد شهدت إرسال عبد المؤمن جابو كرة نحو المرمى لم يستفاد منها بعدها وفي الدقيقة ال6سجل الكسندر كوكورين الهدف الأول لروسيا إثر تلقيه تمريرة طويلة لم يجد من يزاحمه على الكرة أمام المرمى فسددها برأسه في شباك رايس مبولحي معلنا تقدم الدب الروسي بهدف.. لم يفقد لاعبو المنتخب الجزائري تماسكهم إثر الهدف المبكر والمباغت لروسيا فاندفعوا إلى منطقة جزاء لاعبي روسيا عبر سفيان فغولي وعيسى ماندي الذي توغل وسدد كرة اصطدمت بجسد الحارس ليشتتها الدفاع الروسي.. الدقيقة 15 تلاعب مهاجم روسيا اوليج شاتوف بالدفاع الجزائري لكن مجهوده الفردي ذهب سدى بعد أن أنهى الكرة بطريقة سيئة، حاول بعد ذلك لاعبو الجزائر الضغط ومجاراة السرعة الروسية إلا أن ذلك الاندفاع فتح مجالا للروس للتقدم والتسديد عبر كومباروف دينيس والتي شكلت خطورة نوعا ما على مرمى مبولحي.. تأخر اللاعب سفيان في تمرير الكرة لزملائه وحاول مراوغة الدفاع الروسي بعد تلقيه كرة من إسلام سليماني؛ لكن البط في التعامل معها أفسد واحدة من أهم انطلاقات الجزائريين، الذين ضغطوا بشكل جيد على المرمى الروسي بتبادل التمريرات القصيرة والتي لم تستغل بشكل جيد فكانت تنتهي في يد الحارس الروسي ايجور اكينفييف. الدقيقة 33كرة من ياسين إبراهيمي لسفيان مررها لسفيان الذي أعادها لسفيان لتصل إلى جابو سددها بعيدا.. ومن ثم حاول ماندي التسديد من خارج منطقة الجزاء لتصل إلى أحضان الحارس الروسي بسهولة.. تحصل لاعبو وسيا على عدد من الأخطاء لم تستثمر بالشكل المطلوب فكانت تتشتت بأقدام الدفاع الجزائري.. الدقيقة 42 تحصل لاعبو الجزائر على ركنية نفذت بإتقان لتتصل إلى إسلام سليماني الذي استقبلها برأسه ليلعبها في مكان تواجد الحارس وهي الفرص الأكثر خطوة التي تحصل عليها لاعبو الجزائر في هذا الشوط.. فاول أخضر نفذه بشكل سيئ سعيد بلكلام في الدقيقة 43 مر بعيدا عن المرمى، لتشهد الثواني الأخيرة انطلاقة من لاعب روسيا ساميدوف شكلت خطورة قبل تدخل جمال مصباح الذي ضايق ساميدوف لتصل الكرة سهلة إلى مبولحي.. يطلق حكم المباراة صافرة انتهاء الشوط الأول بتقدم روسيا بهدف وحيد.. الشوط الثاني مع بداية الشوط الثاني أنقذ مبولحي حارس منتخب الجزائر منتخب بلاده من تلقي هدف ثاني قتل بعد تراخي الدفاع الذي ترك الفرصة لساميدوف ليواجه مبولحي والذي سدد كرة قوية تصدى لها الحارس الجزائري ببراعة.. تحصل لاعبو الجزائر على فول في مكان جيد نفذه ابراهيمي حاول معه عيسى ماندي الإرتقاء والتسديد بالرأس دون فائدة، لتتحول الكرة إلى ركنية خلصها الحارس الروسي إيجور بصعوبة، واصل الجزائريون الضغط على المرمى الروسي ولم يفقد الكرة إلا من خطأ لتصل إلى جلوشا كوف الذي انطلق نحو المرمى وسدد دون وعي مرت بسلام.. الدقيقة 55 مر سفيان من يمين الملعب بسرعة ليرسل كرة جيدة لم يتمكن إسلام سليماني من الوصول إليها ليشتتها الدفاع الروسي بعيدا عن منطقته. حملت الدقيقة 60 كل آمال العرب وأحلام الجزائر بالوصول إلى الدور الثاني بعد أن تحصل المنتخب الأخضر على فاول من يسار الملعب نفذه عيسى ماندي لتصل إلى إسلام سليماني الذي أرتقى فوق الجميع وفجر الكرة هدفا في قلب الدب الروسي معلنا التعادل لتعم الأفراح في قلوب كل مشجعي العرب في البطولة رغم بقاء نصف ساعة على نهاية المباراة.. نشط لاعبو الجزائر بعد هذا الهدف بغرض تأمين النتيجة بهدف ثاني يصعب من مهمة الروس في المباراة فتوغل عبد المؤمن جابو بكرة رائعة سددها قوية بين يدي الحارس الذي كان يتمركز في المكان المناسب.. فقد الروس توازنهم لدقائق إلا أنهم حاولوا العودة إلى أجواء التأهل من خلال تمرير الكرات السريعة داخل منطقة جزاء الأخضر العربي فتحصلوا على ركنية غير مثمرة وتحديدا في الدقيقة 65.. دفع المدرب الروسي بمهاجم أخر هو الين بدلا لاوليج شاتوف لينعش خط المقدمة، فتبادلوا الكرات على حافة منطقة جزاء الجزائر وتحصل الكسندر كرجاكوف على كرة سددها قوية تصدى لها مبولحي ببراعة. فرض المنتخب الجزائري أسلوبه في هذا الشوط واستحوذ كثيرا على الكرة بحيث لم يترك زمام المبادرة للروس فهاجم كثيرا ليخفف من وطأة الهجوم الروسي وهو ما حصل بالفعل فقد لعب الروس بحذر شديد وتراجعوا سريعا للحفاظ على مرماهم خوفا من الصحوة التي دبت بشكل رهيب في صفوف المنتخب الجزائري، ومع دخول الدقائق ال10 الأخيرة من زمن الشوط الثاني حاول الدب الروسي مجددا استعادة وعيه لكن يقظة الجزائريين حالت دون تحقيق مرادهم بتسجيل هدف الانتحار الأخضر..