جميل هو أن تحقق بعض ألعابنا عددا من الإنجازات الرياضية في المشاركات الخارجية، وهو الأمر الذي يعني أن بعض الجهود تتوج بعطاء مثمر سواء تلك التي يبذلها الاتحاد الرياضي أيان كان أو التي يقدمها اللاعب اليمني بحثا عن التشريف الوطني والشخصي، ولكن البطولات تتفاوت من مسمى لأخر ومن مستوى لمستوى ويقل الحصاد في بطولة معينة بينما يزداد في واحدة أخرى وينعدم في كثير من المشاركات..! وبين متناقضات الإنجاز نحتار لماذا يحقق لاعبونا ألقابا في يوم وليلة وكيف يصبحون سرابا في الكثير من البطولات وما أقصده هنا يتعلق كثيرا بألعاب الظل..؟
من المؤكد أن معايير أي بطولة ومستواها الفني يختلف بحسب عدد الدول المشاركة ومستوى المشاركين من كل دولة وكذا للموضوع علاقة بمسمى البطولة وهنا سنبدأ مثلا من التكريم الأخير للاعبو تنس الميدان الذين حققوا ألقابا رائعة في فئتي الذكور والإناث في بطولة غرب آسيا، وكذا لاعبو المصارعة الذين حصدوا ما لا يقل عن 13 ميدالية ملونة بينها ذهبية.. لاعبو تنس الميدان العائدون من مشاركة غرب آسيا قبل أيام احتفى بهم الجميع من رئاسة الوزراء إلى وزارة الشباب وحتى اللجنة الأولمبية، ولفض ألغاز المقدمة دعونا نطرح سؤالا معقولا وهو هل تتساوى بطولة غرب آسيا قوة مع أي بطولة عربية أو إقليمية لتنس الميدان ولماذا اقتصرت مشاركات الاتحاد على توجيه مضارب التنس نحو غرب آسيا لمنافسة دول مثل سوريا والأردن ولبنان..؟ تعودنا من اتحاد تنس الميدان أن يكون السباق للمشاركة غربا حتى يضمن رئيس الاتحاد محمد رزق الصرمي الابتسام الطويل أثناء التصوير مع اللاعبين وكأنهم حققوا بطولة من العيار الثقيل.. في البطولات العربية التي تفتح المجال لدول طاغية في الألعاب الرياضية نجد أن إنجازاتنا على المستوى العربي تشبه إنجاز ذلك الرجل الذي قفز من أعلى الجبل ليتعلق بقوس قزح.. بالتأكيد وجود دول مثل مصر والجزائر وتونس وليبيا والسودان وكذا دول الخليج يزيد من مستوى البطولة الفني ونكن على ثقة كبيرة لو أن مباراة في الكرة الصفراء بين لاعب منتخبنا مثلا غسان العنسي مع لاعب مصري على إفتراض أن ذلك اللقاء نهائيا فلن تكون النتيجة التربع على عرش الفئة العمرية المتنافس فيها لصالح لاعبنا..ولعل ابتعاد لاعبينا عن مثل هذه الصدامات القوية والتمسك بالعاصمة الأردنية عمان يطرح أكثر من علامة استفهام ليبقى السؤال قائما لماذا غرب آسيا فقط..؟ والجواب عند أعضاء اتحاد تنس الميدان ورئيسهم الصرمي.. بالمثل عاد لاعبو المصارعة بدرزن ميداليات وهو أمر بلا شك يستحق التقدير وبذل مزيد من الرعاية لكن في البطولات الكبيرة يتكرر ذات السؤال أين الإنجازات..؟ في دورات عربية سابقة لم تحقق ألعابنا الفردية أي نتائج مرضية وفي أولمبيادات متكررة نمرمط بسمعة بلادنا ثم نتلقى سيل التبريرات الجوفاء من هذا وذاك للتنصل من الفشل الإداري والقيادي وهذا ما تعودنا عليه من اللجنة الأولمبية التي ستواصل تبريراتها الساذجة مستقبلا لإن الأشخاص نفس الأشخاص والعقول هي ذاتها.. اليوم أعضاء اللجنة الأولمبية يتزاحمون في محيط الصورة للظهور في وسائل الإعلام بجانب نجوم تنس الميدان..سبحان الله ما هذا الحب..؟ وفي الدورة الأخيرة بلندن وسابقتها بالصين تم إقصاء اللعبة من المشاركة ورفضوا حتى تقبل فكرة مشاركة الاتحاد في أي دورة أولمبية.. في جعبتي حكاية ساذكركم بحكاية مريرة جدا بطلها الاتحاد العام للكونغ فو الذي استضاف بطولة عربية قبل حوالي عام في العاصمة صنعاء.. في تلك البطولة شاركت أربع دول عربية فقط وهو الأمر الذي يلغي قانونية البطولة وإقامتها أصلا لعدم اكتمال النصاب بدولة خامسة..ما حصل أن الشيلان الفلسطينية أنقذت الموقف والبركة في محلات الملابس حيث قام الاتحاد السابق بإستدعاء عدد من طلاب فلسطين الهواة وأقحموهم في البطولة ووضعوا على أعناقهم تلك الشيلان على أن فلسطين هي الدولة الخامسة التي بها تحركت بوصلة البطولة واستعرضت الطوابير الخمسة نفسها أمام كبار الضيوف مع أن الجهة الفلسطينية كانت تترنح وظهر الطابور ركيكا إلا من ثلاثة (كومبارس).. لذا صار من الطبيعي أن بطولة عربية بهذا المستوى الفني الضعيف وبمشاركة أربع دول وشيلان فلسطينية سيكون حصاد الميداليات وفير وغزير دون الحاجة لدعاء الإستسقاء أو البركة الحاصلة من دعاء الوالدين..! وبالفعل حصد لاعبونا ما يفوق أربعين ميدالية في مختلف الأوزان، وأمام أعيننا فاز عددا منهم بغياب لاعبين أخرين فيما كان الحاصل على الذهبية لم يخض سوى نزالا واحدا لا يساوي عيار 18 لكنهم صنعوا منه ذهبا خالصا عيار 24 كيف لا وقد أحرز المركز الأول وحقق لليمن ميدالية ذهبية.. كل ذلك السرد أعلاه الغرض منه أن هناك دول تستضيف بطولة ويكون مستواها الفني ضعيف ومشاركات الدول فيها لاتتجاوز خمس أ وست دول ثم يعودون إلى ارض الوطن يطالبون بالتكريم اللائق..! ولا تضحكوا ..طبيعي ومن حقهم.. من ظرائف التصريحات حسنا.. في مشاركات آسيوية أو عالمية أو حتى في الدورات العربية لو فتشنا عن تلك الألقاب وأعداد الميداليات المهولة سنجد أن اليد قصيرة والعين بصيرة يا حسرة..! وهنا يتمرد كل رئيس اتحاد مشارك على مشاعره الدافئة ويبدا بسرد الأعذار منها: ماصرفوش لنا المخصص المالي إلا قبل البطولة بثلاث دقائق ونص واستلمنا الشيك من المضيفة حق الطائرة..وأخر والله بصراحة الإعداد لم يكن جيد ونحن لا نملك مدرب وقد طالبنا بمدرب منذ فترة ووزارة الشباب تماطل وتقول لنا كل المدربين شلهم الكابتن ماجد على شان يهزم بسام حتى لو ما هم مدربين كرة قدم.. وصنف ثالث يقول: ما عملناش معسكر للاعبين بسبب ضيق الوقت واللاعبين حقنا يخافوا في صالة التنافس وتجتاحهم رهبة المشاركات الخارجية.. مع أن القسم الأول اللي قال ماصرفوش المخصص المالي كان قبلها في بطولة عادية حقق فيها إنجاز يُصرح بأنه لولا دعم ورعاية وزارة الشباب والرياضة لما حققوا شيء وويواصل:نشكر معالي الوزير والنائب والوكيل وأبو البطاط، ولما تقله أبو البطاط ليش..؟ يقلك بابتسامة مريضة كان (السحاوق) حقه مليح ألهب الحماس في قلوبنا.. والذي كان يقول إن الإستعداد ما كان جيد وعدم تواجد مدرب مناسب هو سبب الاخفاق تجده في بطولة مصابة بالمغص وحقق ميداليات يقول: أولا أقول الحمد لله الذي وفقنا لتشريف الوطن ورفع علم بلادنا عاليا،لقد استعدينا بشكل جيد للبطولة واخترنا أفضل اللاعبين بناء على مستوياتهم والبركة ايضا بالمدرب الفلاني الذي وعد بتحقيق ألقاب وأوفى بوعده ..سبحان الله هنا ظهر مدرب ولو محلي.. تعالوا نشوف القسم الثالث اللي قال ما عسكروا سوى وإن لاعبينا يخافوا ويفتجعوا من المشاركة الخارجية فبمجرد الفوز في بطولة من حق الله طلبنا يقول: ياعزيزي أقمنا معسكر مفتوح لمدة كذا وكذا ودربنا اللاعبين على الجوانب المهارية والتكتيكية حتى وصلنا للتشكيلة التي ستحمل اسم اليمن..ويضيف بإصرار مخيف: بالنسبة للاعبين بذلوا أقصى ما لديهم حيث استشعروا مسؤلية تمثيل الوطن وكانوا في ساحات التنافس أسود..ثم يكمل بهزل شديد: تصدق واحد من لاعبينا أتعور ورغم هذا رفض الانسحاب وصمم يواصل للنهاية وبعد ما دوخ يومين فاز.. هذا هو الحال تصريحات مزلزلة في بطولات مهزلة وتصريحات تتحدث عن واقعنا الرياضي بأسى عند المغامرة في بطولات كبيرة والخروج بمذلات.. لوحة التكريمات تتفاوت مبالغ التكريم من لعبة لأخرى ومن إنجاز لإنجاز هذا ما لا استطيع تأكيده، إلا انه من المهم أن تنصف لائحة التكريمات اللاعبين فليس من المعقول أن لاعب يحرز بطولة غرب آسيا يتساوى مع لاعب يحرز لقب بطولة عربية أو آسيوية وهكذا. ثم أن التركيز على مستوى البطولة هو الأساس في التقييم ،يعني بطولة تشارك بها أربع أو خمس دول ويحصل الأبطال على ذات المبالغ المرصودة لبطولة مكتملة النصاب وأقوى فنيا فهذا (خلل) واضح ويجب على المعنيين في وزارة الشباب والرياضة تعديل لوائح التكريمات بحسب الأهمية والمستوى الفني لأي بطولة.. نقلا عن/ ماتش