عبدالحفيظ بوكبوش وكيل أعمال لاعبين متعمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وخبير دولي في التسير الرياضي، بدأ ممارسة هذه المهنة منذ 10 سنوات إستطاع من خلالها بناء علاقات واسعة مع أندية محلية وعربية وبرم عشرات الصفقات. وأجرى "الرياضي نت" حوار خاص وحصري مع الوكيل الجزائري بوكبوش والذي تحدت عن بدايته مع هذه المهنة وتطرق إلى عدة قضايا تخص عالم وكلاء اللاعبين إضافة إلى الحديث عن الكرة الجزائرية من مختلف الجوانب.
من هو وكيل اللاعبين عبدالحفيظ بوكبوش؟
عبدالحفيظ بوكبوش 38 سنة من دولة الجزائر من شرقها بمدينة ميلة من بلدية مينار زارزة، متزوج وأب لطفلين، وكيل اللاعبين والمدربين متحصل على شهادات في التدريب كما كانت لي تجربة صغيرة في التدريب مع فئة المبتدئين أثناء تربصي للحصول على شهادات التدريب.
كيف دخل عبدالحفيظ عالم وكلاء اللاعبين؟ دخولي عالم المناجرة والوكلاء كان بسبب حبي وشغفي بكرة القدم مند الصغر لأني كنت أطمح لأن أصبح لاعب كبير وكنت متابع لكل كبيرة وصغيرة في عالم كرة القدم لكن للأسف الإصابة من جهة والحظ وعدم وجود من يساعدني حطم حلمي ورغم هذا بقيت ملم ومتابع لأخبار الكرة فدخلت عالم التدريب لأطور معارفي على أبجدايات الكرة ونظرة المدربين في تقييم مستوى اللاعبين وبنيت علاقات كبيرة في هذا المجال والبداية كانت مع إكتشاف اللاعبين الشبان كهواية قبل أن يشجعني الجميع على التحول لوكيل رسمي مادمت ملم بشؤون الكرة ومتابع وفي لها، ومنها أنطلقت في مهنة الوكيل مند حوالي 10سنوات وهي مسيرة متواضعة ومازلت أتعلم من سنة إلا أخرى وأبني علاقات جديدة مع مسؤولي الفرق واللاعبين والمدربين وأحاول دائما النجاح بالصدق والوفاء والعمل الإحترافي رغم وجود عراقيل كبيرة في هذا المجال.
حدثنا ببساطة عن مفهوم عملكم كوكلاء لاعبين؟
مفهوم كلمة وكيل هي أن توكل لك مهمة تسيير مشوار لاعب أو مدرب رياضيا بمسايرته وتتبعه ونصحه دائما والوقوف معه في كل الأوقات خاصة العصيبة فتكون السند الذي يستمد منه قوته وتتابعه خارج الرياضة ومع من يصاحب وإبعاده عن أصدقاء السوء وزرع الطموح والرغبة والنجاح في شخصيته والبحث له عن نوادي تتماشى مع رغبته ومؤهلاته الفنية والبدنية والتشاور الدائم معه ولكن للأسف هذا المفهوم القليل من يتعامل به فأصبح الوكيل بالنسبة للبعض هو من يجد فريق للاعب أو مدرب مقابل أخذ نسبة مئوية بعيدا عن كل ماتكلمت عليه وهذا بسبب أشباه الوكلاء الهواة الذين قتلوا هذه المهنة وشوهوها.
هل لديك ترخيص رسمي في هذا المجال ؟
وماهي شروط الفيفا للحصول على الترخيص ؟
نعم أملك ترخيص من الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم زائد شهادة خبير دولي في التسير الرياضي ووكيل اللاعبين معتمدة من الفيفا، أما بخصوص شروط الفيفا فمنذ حوالي 6 سنوات الفيفا ألغت الشروط السابقة وتركت الحرية للاعب في إختيار وكيله من الأشخاص الذين تتوفر فيهم المواصفات أو المعتمدين من الإتحادات الوطنية للبلدان ومنه أصبحنا نرى لاعبين وكلاءهم هو أبائهم وأقربائهم رغم أن هذا الإختيار خطأ وكثيرا ما تسبب في إنهاء مسيرة عدة لاعبين موهوبين بسبب سوء تسيير مشوارهم الكروي نتيجة جشع وجهل أبائهم وأقربائهم طريقة عمل الوكيل وهو مايتسبب في سوء إختيار النوادي التي تتلائم مع موهبة موكيليهم وينتهي مشوارهم بسرعة. بصفتكك وكيل لاعبين..
ماهي الشروط التي يجب أن تتوفر في الوكيل بنظرك؟!
من بين الشروط التي يجب أن تتوفر في الوكلاء النزاهة الصدق المصداقية المعرفة والكفاءة على كل الأصعدة، فمن غير المعقول أنك لا تفرق بين مناصب اللاعبين ودورهم في الميدان وتصبح وكيل كما يجب على الوكيل التكوين دائما في هذا المجال فهناك مراكز تكوين في هذا المجال كما يجب على الوكيل البحث الدائم على العلاقات عبر الدول والفرق حتى يفتح أفاق جديدة لموكيليه زائد الإحترافية المهنية وترك الإنطباع الجيد عند الفرق التي تتعامل معها وأن تكون دائم الإطلاع على إحتياجات الأندية ومتطلباتها والإحتكاك مع أهل الميدان.
نشاط وكلاء اللاعبين في الجزائر تقريبا ككل الدول العربية غير منظم وغير إحترافي يسوده التعامل الهاوي وفق مصالح معينة من كل الأطراف وتقريبا نعيش في فوضى مقننة سببها أن أغلب رؤساء النوادي لا يفقهون شيئا في الكرة وأصبح نجاح الوكيل مرتبط بأمور غير أخلاقية وغير رياضية بسبب سياسة هؤلاء الرؤساء فأصبح من هب ودب يقول أنا وكيل كما أن هذه المهنة شوهت بسبب هؤلاء الدخلاء الذين ربطوها بأمور غير إحترافية فأصبحت ترمز إلى الرشوة والإبتزاز وبيع وشراء ذمم اللاعبين والحكام والتحكم في نتائج المقابلات بسبب هذه الممارسات الدنيئة فأصبح تعامل الرؤساء تتحكم فيه هذه العوامل بعيدا عن النية الصادقة والإحترافية المهنية.
ماهي اهم الاشكاليات التي تواجه عملكم كوكلاء لاعبين بالجزائر؟
من بين أهم الإشكاليات التي تواجهنا في هذا المجال هي طريقة تعامل رؤساء الأندية التي لاتخضع للإحترافية ومصلحة فرقهم بإختيار أحسن اللاعبين أو المدربين وفق سيرهم الذاتية وكفائتهم المهنية بل تتحكم فيه كما قلت لك من قبل أمور أخرى تخص قدرة الوكيل على الكولسة وأنا لا أتهم الجميع ولا أقصد أن كل وكيل يجب أن يتعامل معه الروؤساء على حسب وزنه في الكولسة فهناك وكلاء يملكون لاعبين ومدربين من الوزن الثقيل تفرض على روؤساء الأندية التعامل معهم ولو إجباريا كما أن الأزمات المالية للنوادي تساهم بشكل كبير أحيانا على ضياع حقوق الوكيل واللاعب معا أو البقاء وراء الجري والمتابعات في المحاكم الرياضية الوطنية والدولية لإسترداد الحقوق المالية لموكيلك كما يوجد لاعبين ومدربين يتهربون من دفع مستحقات الوكلاء خاصة إذا كان التعامل بدون عقود بين الطرفين وهو مايجعل الجحود والنكران يسود العلاقة في نهايتها وتفقد حقوقك دون أن تستطيع مقاضاتهم زائد السمعة التي شوهها بعض الدخلاء من أشباه الوكلاء بتصرفاتهم ومعاملاتهم الهاوية والغير أخلاقية. هل هناك صعوبات تواجهك لاقناع اللاعبين الموهوبين للتعاقد؟
بالنسبة لإقناع اللاعبين هناك شروط و معطيات يجب أن تتوفر في الوكيل واللاعب أو المدرب وترجع لطريقة تفكير اللاعب وماذا يريد مثلا هل يريد شخص يثق فيه ولدية سمعة طيبة ومعارف ومعروف بنزاهته ويترك له حرية التحكم في مساره الكروي ومتابعته أو يريد التلاعب فقط بالوكلاء والتغيير المستمر لهم والإختيار الفوضوي بدون طموح فاللاعب أصبح يربط علاقات كثيرة مع الوكلاء معتقدا أنه سينجح بهم ناسيا أن النجاح هو من يصنعه بموهبته وجديته وما الوكيل إلا رابط للعلاقات فطريقة إقناع اللاعبين تعتمد على سيرتك ومؤهلاتك في مجال التسويق وفق عقلية وطموح كل لاعب أو مدرب والحمدلله في هذا الجانب هناك العديد من اللاعبين الموهوبين يريدون التعامل معي وليس لي مشكل في هذا الجانب.
كيف ترى نظرة الأندية الجزائزية والعربية لوكلاء اللاعبين ؟ نظرة الأندية الجزائرية والعربية لوكلاء اللاعبين تقريبا نظرة واحدة ومتشابهة ومشتركة في كل شيء تقريبا نفس المعاملة نفس المشاكل ونفس التفكير بإستثناء بعض الأندية الكبيرة والتي أصبحت مؤخرا تتعامل بإحترافية ومهنية وهناك من روؤساء ومسؤولي النوادي من تقترح عليهم موكلك فيريد هو أن يحل محلك ويتقمص دور الوكيل خاصة إذا وجد الترحاب والموافقة من اللاعب أو المدرب وهناك من يشترط عليك نسبة مئوية مقابل التعامل معك والحمد لله الذي عافانا من هذه الممارسات والإبتزازات التي أصبحت معيار لنجاح الوكيل للأسف الشديد. بعض رؤساء الأندية أصبحوا لا يثقون في الوكلاء ويفضلون المفاوضات مع اللاعب بشكل مباشر..
ماهو السبب في رأيك؟
ليست قضية عدم ثقة بل قضية مصلحة ذاتية مشتركة وطبعا أغلب اللاعبين عندما يرون الروؤساء يتواصلون معهم مباشرة ويهددونهم بعدم الإمضاء إن أستقدموا وكلاءهم يخضعون لممارساتهم لأنه مهما كان هناك وكلاء محترمين ومحترفين ومهنيين ولديهم نظرة وكفاءة وقدرة على تلبية طلبات النوادي وفق مقدوراتهم المالية وليس إجباري عليهم التعامل مع أصحاب السوابق والمنبوذيين وهم معروفين في الوسط الرياضي وأنا أقول لك أن السبب الرئيس لعدم ثقة الرؤساء في الوكلاء هو المصلحة الذاتية ومحاولة أخذهم لمكان الوكيل بطريقة أو بأخرى أو عن طريق إرغام الموكلين بالمجيء مع وكيل معين مضمونة النسبة المئوية لهم معه وهذا الشيء تجده في البطولات العربية فقط وهو ماجعل بطولاتنا في الحضيض ومن السيء إلى الأسوأ رغم بروز لاعبين شفعت لهم مواهبهم الفطرية وإحترافهم خارجيا.
هل لك تجارب في تسويق لاعبين في دوريات خارج الجزائر؟
حتى أكون صريح معك بالنسبة للاعبين تفاوضت مع عدة أندية عربية على بعض اللاعبين خاصة الجزائريين وتعثرت المفاوضات كما أنني مازلت في بداية المشوار وفي مرحلة بناء علاقات أحتاج إلى القليل من الوقت لكن بالمقابل هناك مدربين ومدربي حراس ومحضرين بدنيين تعاملت معهم وسوقتهم عربيا والقادم إن شاء الله أحسن نسأل الله التوفيق والسداد.
ماهي أبرز وانجح الصفقات التي قمت بها؟
هناك عدة صفقات قمت بها طبعا ليست كثيرة ولكنها في نظرة كبيرة نسبة للعراقيل التي واجهتني كوكيل منهم الحارس الدولي السابق قاواوي الوناس وكنت سببا في عودة حاج عيس لزهر للوفاق في المرة الثانية الحارس السابق للوفاق كذلك بلخوجة نسيم مهاجم بارادو والشاوية سامي زقرور اللاعب عامر حليم رائد القبة هدروق عبد المومن إتحاد الشاوية بشيش مولودية باتنة بن عائشة جمعية عين مليلة جيلالي بلحاج بارادو ونجم مقرة صياد شباب بني ثور وعدة لاعبين أخرين حتى لا أطيل كما كانت لي كذلك تعامل مع عدة مدربين والحمدلله مسيرة متواضعة لكنها مرضية للعوامل التي ذكرتها.
الدوري الجزائري يفخر بعدة مواهب وكفاءات لكنه وكر للفساد في الأندية بسبب الدخلاء من المسيرين في كرة القدم بسبب جهلهم لطريقة تسيير فرق رياضية وخدمة مصالحهم على حساب نواديهم كما فسحوا المجال لأشخاص لا تربطهم علاقة بكرة القدم فأصبحت وكر للممارسات الدنيئة والغير أخلاقية والغير رياضة وهمشوا الكفاءات والإطارات الرياضية فمنحوا الفرق لممرنين بدون شخصية وبلا أخلاق حطموا اللاعبين الموهوبين وأنهوا لهم مسارهم الرياضي بجهلم أبجديات التدريب بإختصار عندما يكون المسؤول فاسد ينعكس ذلك على الفريق ككل وعلى البطولة عامة وعلى مستوى اللاعبين فالفساد هو سبب التراجع وأنعكس حتى على المستوى الإفريقي فتراجعت كل الفرق الإفريقية الكبيرة كمازامبي والترجي والزمالك والأهلي فيتاكلون وكوطون سبور والبقية وربما كلهم يشتركون في نفس الأسباب عكس البلدان المتقدمة التي يسهر مسؤوليها على دعم المواهب بإنشاء مراكز تكوين وتوظيف أحسن الكفاءات في مجال التكوين ومدربين ذو مستوى عالي وإنشاء مركبات وملاعب بمواصفات عالمية وتوفير مداخيل للنادي بتسويق إسم النادي عبر مختلف المتاجر الخاصة بالنادي سواءا للدعاية أو بيع ألبسة وفتح منتزهات للعائلات تعود مداخيلها للنادي فيكون ناد محترف مستقل ماليا وتتوفر فيه شروط النجاح. المنتخب الجزائري هو الآن في القمة، برأيك هل قادر بالحفاظ على هذا المستوى؟
لا ينكر أحد أن مستوى المنتخب أصبح كبير وهو منحى تصاعدي ويملك روح ومحفزات للمواصلة خاصة إذا كان هناك إستقرار على كل الأصعدة وأنا أتوقع أن يواصل المنتخب تصدر المشهد الكروي العربي والإفريقي خاصة بفضل ثراء التعداد ووجود البديل وفي كل المناصب فالمنتخب متكامل ولا يؤطر غياب أي لاعب على المنتخب وزيادة على هذا مازال هناك خلف صاعد لعدة مواهب أعمارهم صغيرة وهم من خريجي أحسن المدارس الكروية أعتقد أن المنتخب سيسيطر علر كرة القدم العربية والإفريقية لسنوات كثيرة فالمنتخب الحالي متشبع باللاعبين الممتازيين وأصبحت التشكيلة الأساسية عائق للمدرب بسبب جاهزية الجميع وتقارب مستواهم وإبلاء الجميع البلاء الحسن عند المشاركة سواءا إحتياطيا أو أساسيا. تقييمك للناخب الوطني جمال بالماضي؟
المدرب بلماضي لا يحتاج لتقيمي له لأن نتائجه تتحدث عليه مادام متحكم في المجموعة وحقق لقب كأس إفريقيا ولم ينهزم في حوالي 23مقابلة هذه الإحصائيات كافية لتقييم نجاحه الباهر مع المنتخب فهو خلق الجو المناس واللحمة التي كان يفتقدها المنتخب من قبل كما زرع الأمل عند كل اللاعبين من أجل تقمص ألوان المنتخب بعدالته مع كل من يستحق حمل القميص الوطني دون خلفيات أو حسابات فالباب مفتوح للجميع في البطولة الجزائرية أو في البطولات العربية وهذه العدالة لقت تجاوبا من اللاعب وصنعت هذا التلاحم والتضامن والعزيمة وهي نقطة قوة المنتخب الوطني الجزائري.
رغم أني أشجع كل الفرق الجزائرية وكل فريق ممتع إلا أن فريق القلب يبقى وفاق سطيف الغني عن التعريف وبفضله أصبحت تجمعني علاقة إنسانية ورياضة كبيرة مع مدربه السابق المحترم والكبير زكري نورالدين والمرحوم رشيد بلحوت واللاعب باجيو العرب حاج عيسى لزهر الملقب بباجيو العرب وأحب ألوانه البيضاء والكحلاء ولي كل الشرف أن أكون من مناصريه الأوفياء.
انطلاقا من تجربتك الشخصية ماهي نصيحتك للاعبين العرب الشباب الذين يحلمون بالاحتراف بالخارج؟
نصيحتي للشباب العربي الموهوب أن يتسلح بالإرادة والعزيمة والمثابرة والإجتهاد في التدريبات خاصة في مرحلة الشباب لأنها القاعدة التي تبني لهم النجاح إذا أستغلوها وثابروا فيها أو الفشل إذا تكاسلوا وتهاونوا وأن يحسنوا إختيار وكلاءهم لتسيير مشوارهم والإبتعاد عن رفقاء السوء وتجنب السهر حتى لا ينعكس على لياقتهم البدنية ويتعرضون للإصابات التي قد تنهي مشوار أي رياضة وأن يتعاملوا بالإحترافية اللازمة في حياتهم الرياضية والطبيعية وأن يرسموا طريق النجاح بأيديهم وأن العمل وحده هو سبيل النجاح وما الوكيل إلا جرعة لكل موهوب يفتح له باب إن كان أهلا لها نجح وإن لم يكن أهلا لها فشل حتى وإن كان وكيله رايولا أو ماندايز والله يوفق الجميع وحظ أوفر تحياتي لكم جميعا.