أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صادر عنها اليوم الخميس أن الحوثيين ومن سمتهم السلطات الأخرى في صنعاء احتجزت تعسفا وعذبت وأخفت قسرا عددا كبيرا من الخصوم. ووثقت هيومن رايتس ووتش مؤخرا حالتي وفاة رهن الاحتجاز و11 حالة تعذيب وسوء معاملة بينهم طفل. المنظمة طالبت بإخلاء سبيل المحتجزين تعسفا فورا، والكف عن إعاقة وصول المحامين والأهالي للمحتجزين، وملاحقة المسؤولين الضالعين في سوء المعاملة قضائيا. كما دعت المنظمة السلطات الانقلابية تنفيذ العفو عن المعتقلين السياسيين المُعلن في سبتمبر/أيلول. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: قالت ان النزاع مع التحالف بقيادة السعودية لا يُبرّر تعذيب واخفاء من يُنظر إليهم على أنهم خصوم، مؤكدة بأن سلطات صنعاء ستكون عُرضة لخطر الملاحقة القضائية في المستقبل إذا لم تعالج أوضاع المحتجزين دون موجب، وتعيدهم إلى عائلاتهم. ووثقت ايضا المنظمة منذ أغسطس/آب 2014 حالات احتجاز تعسفي على يد السلطات الانقلابية في صنعاء، بحق 61 شخصا على الأقل، ومات 2 رهن الاحتجاز. واتهمت المنظمة السلطات الانقلابية باحتجاز أعضاء حزب الاصلاح اليمني بالإضافة الى توقيف آخرين بينهم طلاب وصحفيين ونشطاء وأعضاء من طائفة البهائيين لدوافع سياسية أيضاً. المنظمة اشارت الى إن أكثر من 2500 معتقل ومختفي وأن ما لا يقل عن 650 شخصا في سجني الاحتياط هبرة والثورة، و660 إلى 700 آخرين في سجن صنعاء المركزي، و30 إلى 40 آخرين في إدارة البحث الجنائي بصنعاء. كما أكدت المنظمة بأن هناك العديد من المعتقلين في مواقع احتجاز غير رسمية، منهم 180 شخصا في مسجد زين العابدين في حي حزيز، و35 شخصا في مكتب الأمن القومي في صنعاء القديمة. وأوردت المنظمة عددا من قصص المختطفين والمخفيين قسراً وما يتعرضون له من تعذيب من قبل المليشيات. واختارنا منها قصة الصحفي عبدالخالق عمران والصحفي صلاح القاعدي الذي مضى عليهما أكثر من عام في سجون المليشيات الانقلابية برفقة 14 صحفيا آخرين.
عبد الخالق عمران حوالي الساعة 4 صباح 9 يونيو/حزيران 2015 اعتقل 20 عنصرا مسلحا 9 صحفيين يعملون في عدة منافذ إعلامية للمعارضة، كانوا يستخدمون حجرة في فندق قصر الأحلام بصنعاء كمكتب. قابلت هيومن رايتس ووتش أقارب 2 من الصحفيين ومحامين لهم، قالوا إن السلطات تحفظت على المحتجزين لأيام في مركزي شرطة ثم نقلتهم إلى البحث الجنائي، ثم إلى مركز الثورة للحبس الاحتياطي.
أسرة أحد الصحفيين – عبد الخالق عمران (32 عاما) – لم تصلها أخبار عنه طيلة 4 أشهر، ثم أخبرتها السلطات بأنه محتجز في سجن الثورة. سمحت السلطات للأسرة بالبدء في زيارته في سبتمبر/أيلول 2015، لكن اقتصرت الزيارات على 10 دقائق. أخبر عمران أسرته ومحاميه إنه عندما وصل البحث الجنائي منعه الحراس من النوم، وضربوه وعلقوه من كتفيه، وضربوه بخيزرانة، وهددوه بالقتل. قال قريب صحفي آخر إنه لم يتمكن من زيارة قريبه 3 أشهر، وإنه في زيارات تالية، رأى الحراس يضربون ويهينون ويهددون بعض الصحفيين.
في فبراير/شباط وبعد شكاوى من الأسرة حول سوء الأوضاع ظهرت في الإعلام، نقلت السلطات عمران إلى الحبس الاحتياطي في هبرة. ثم نقلته في أواخر مايو/أيار إلى مقر الأمن السياسي، مع 8 صحفيين آخرين، وسرعان ما بدأ الصحفيون إضرابا عن الطعام. ما زالوا رهن الاحتجاز.
صلاح القاعدي اعتقلت سلطات صنعاء 4 صحفيين مستقلين بين أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول 2015، منهم صلاح القاعدي (30 عاما). في 28 أغسطس/آب حوالي الساعة 4 عصرا، كان القاعدي يشحن حاسبه الشخصي في مكتب ابن عم له عندما قبض عليه مسؤولون حوثيون وأخذوه برفقة 6 آخرين إلى مركز شرطة الجديري، على حد قول قريب له. أُفرج عن الستة الآخرين اليوم التالي، لكن ظل القاعدي في مركز الشرطة. قال أحد الأقارب إنه وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول عذّب الحراس القاعدي للمرة الأولى: بعد رفضه قول الصرخة [شعار الحوثيين] جلب الحراس كلب بوليسي لزنزانته لتخويفه. ثم أخذوه إلى حجرة أخرى لاستجوابه. ضربوه بأيديهم والله أعلم بماذا أيضا، على وجهه، أكثر من 50 مرة، وضربوه على ظهره وساقيه. لم يسمحوا بزيارته لعشرة أيام. لكن عندما رأيناه بعد ذلك كان وجهه ما زال منتفخا ولم يقدر على الكلام أو الأكل، وأرانا الكدمات التي تغطي ساقيه. زار صديق القاعدي في تلك الفترة، وقال إنه رأى الكدمات على ساقيه، وإن وجنتيه كانتا منتفختين وإن القاعدي أخبره بأن الحراس ضربوه بأعقاب البنادق. قال القريب إ ن حراس السجن حاولوا إجباره على الاعتراف بأنه ليس صحفيا، وأنه يساعد "الجانب الآخر" لكنه رفض. بعد 4 أشهر في مركز الشرطة نُقل القاعدي إلى سجن هبرة الاحتياطي، وفي أواخر مايو/أيار نُقل مع 9 صحفيين آخرين إلى الأمن السياسي. سُمح للأسرة بزيارته، لكن كانت الزيارات تحت رقابة السلطات ومدتها قصيرة.