لا يكاد يمر يوم إلا وتستقبل محافظة حجة العشرات من فلذات أكبادها (شباب وأطفال) جثثاً هامدة، عائدين من جبهات الموت التي يتم الزج بهم في حروب المليشيات العبثية. بالمقابل تواصل المليشياتالحشد والدفع بالعشرات من أبناء المحافظة وبشكل يومي إلى جبهات الحرب لتعويض ما تخسره من عناصر مسلحة معظمهم في الآونة الأخيرة من الأطفال ممن أعمارهم اقل من 18 عام.. (الصحوة نت) سلطت الضوء على ملامح من هذا الاستنزاف البشري بمحافظة حجة من قبل المتمردين.. المقابر منجزهم الوحيد ازدهرت المقابر الجماعية لقتلى الحوثي والمخلوع في عموم مديريات المحافظة منذ الوهلة الأولى للانقلاب، تزايدت مع الأيام لتصل بالعشرات، بل أن بعض هذه المقابر قد امتلأت مرتين "مقبرة فوق أخرى" نتيجة لكثرة أعداد قتلاهم من مختلف الجبهات معظمهم لقوا حتفهم في ميدي وحرض الحدوديتين. وقد مثلت المقابر منجز الانقلابيين الوحيد بالمحافظة والوطن عموماً خاصة بعد أن استنزفوا خزينة الدولة العامة وتعطلت بذلك العملية التنموية بشكل عام. آلاف القتلى والجرحى وبحسب مراقبون محليون في مركز المحافظة وعدد من المديريات فإن عدد قتلى المتمردين منذ بدء التمرد يقدر بآلاف القتلى معظمهم من الأطفال، خاصة في مديريات (المفتاح والشاهل والمحابشة وكحلان الشرف ومبين وخيران المحرق) والتي دفعت فيها القبائل بفلذات أكبادها إلى أحضان الميليشيات ومحارق الموت بدعم ومساندة كبيرة من قيادات المؤتمر الشعبي العام في المحافظة. وشهدت هذه المديريات بشكل خاص تزايدا في أعداد القتلى في الآونة الأخيرة، خاصة بعد أن اشتدت وتيرة الحرب والضربات الجوية لقوات التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي خلفت في صفوفهم خسائر باهظة دفع ثمنها المغرر بهم من أبناء القبائل، بينما أبناء قيادات الحوثيين والمؤتمريين يتم تعيينهم في مناصب مالية وأمنية ومدنية لجني ثمار هذه حربهم القذرة. ولعل أحد أبشع الصور المأساوية هي تحويل المليشيات لمديرية الشاهل التي كانت تنافس على مقاعد أوائل الجمهورية ولا يخلو عام من مبتعثين من هذه المديرية التي أصبحت علما يشار له بالنان في التعليم إلى مقبرة كبيرة تبتلع أبناءها الواحد تلو الآخر ومنذ الانقلاب المشئوم والجنائز لم تنقطع والمآتم في كل بيت. وبحسب مصادر محلية فقد تجاوز عدد القتلى من هذه المديرية وحدها حاجز 150 قتيلا أغلبهم أطفال انتزعوا من مقاعد الدراسة إلى مقدمة الجبهات. المستشفى الجمهوري حصري لجرحاهم ويشكو المواطنون من صعوبة تلقيهم العلاج في هيئة المستشفى الجمهوري بمركز المحافظة نتيجة اكتظاظه بجرحى المتمردين، وتكاد تكون الهيئة حصريا عليهم، وسط انعدام الخدمات الصحية خاصة بعد تعطيل كافة المرافق الطبية بالمديريات منذ مطلع 2015م، إلى جانب أن ثلاجة المشفى تمتلئ بالقتلى. ووسط هذا التزايد لجرحى وقتلى المتمردين وصل الحال بهيئة الجمهوري لإطلاق نداء استغاثة لوزارة الصحة بصنعاء بسرعة دعمها بالمستلزمات الطبية ومادة الديزل لتشغيل الأجهزة نهاية نوفمبر الماضي، معلنة بأنها لم تعد قادرة على مواجهة هذه الأعداد المتزايدة من الجرحى -الصحوة نت حصلت على نسخة من مذكرة الهيئة-. السراب بضاعة الانقلابيين ونتيجة الوضع المعيشي الصعب للمواطنين البسطاء فقد استغلت قيادات الانقلاب بالمحافظة هذا الوضع المأساوي للمواطنين لجمع اكبر عدد من أبنائهم ورفد جبهاتهم القتالية بالشباب، مقابل وعود من السراب في إلحاق هؤلاء الشباب بالجيش وترقيمهم رسمياً، ليعودوا محمولين على النعوش جثثاً هامدة، بينما تذهب الترقيات والتعيينات العسكرية والأمنية والمدنية لأبناء القيادات الحوثية والمؤتمرية.