دشنت لجنة الإغاثة بمحافظة حجة اليوم السبت حملة إعلامية تحت شعار "حجة تستغيث" للتعريف بمأساة المحافظة التي تعيش أكبر موجة نزوح منذ بدء حرب ميليشيات الحوثي والسيطرة على مؤسسات الدولة. وتعد محافظة حجة من المحافظات التي نالت نصيب كبير من انتهاكات ميلشيات الحوثي منذ حربها في العام 2011 على قبائل حجور حيث شرد العديد من المواطنين من منازلهم في منطقتي "كشر"و"مستبأ" بالإضافة إلى نازحين جراء الحروب الستة في منطقة حرض وصولا إلى الحرب الجارية منذ سيطرة الميلشيات في العام2014.
معاناة مستمرة وقالت لجنة الإغاثة في بيان لها "أن الحملة التي تتبناها لجنة الإغاثة تهدف إلى إبراز معاناة النازحين للرأي العام المحلي والعالمي من حيث أعداد النازحين والوضع المتردي والمأساوي الذي يعيشونه". وأضاف البيان "أن الحملة تهدف إلى فضح المليشيا الانقلابية التي تسببت في معاناة النازحين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية وافتعال العوائق أمام المنظمات والمؤسسات الفاعلة في مجال الاغاثة". ودعت الحملة إلى إيصال معاناة النازحين والمحتاجين في المحافظة إلى المؤسسات والمنظمات الاغاثية والإنسانية المحلية والدولية ولفت أنظارهم إلى الوضع الإنساني للنازحين والمهجرين وحثهم على القيام بواجبهم الإنساني.
الآلاف من النازحين تعرضت محافظة حجة لموجات نزوح متعددة ابتداءً من استقبالها للنازحين من أبناء محافظة صعده إبان الحرب الخامسة والسادسة حيث استقر الآلاف منهم بمديرية حرض ثم حرب الحوثيين مع قبائل حجور عام 2011م التي نزح بسببها آلاف الأسر. وبحسب إحصائيات "فقد بلغ عدد النازحين بمحافظة حجة (485388 نسمة) يتوزعون على (80898 أسرة) منهم 134000 نسمة نزحوا إلى خارج المحافظة، بينهم 55% من النازحين يعيشون لدى أقارب مما شكل عبأً ثقيلاً عليهم. فيما يسكن 22% من النازحين في بيوت مستأجرة بينما 19% منهم يعيشون في مراكز جماعية أو مخيمات عشوائية وفي الوديان والجبال وتحت الأشجار حيث يتوزعون على 22 تجمعاً في مديريات عبس وأسلم وحيران.
احتياجات إنسانية ورصد منظمات محلية " أن (44493 أسرة) بحاجة لمواد غير غذائية و هم الذين يعيشون لدى أقارب أو أصدقاء أو مخيمات تفتقد لأدنى الخدمات، فيما بقية النازحين مبعثرين بعضهم تحت الطرابيل والاشجار ويقدر عددهم ب 15370 أسرة. ويعاني الأطفال من سوء التغذية الحاد الشامل 21% من سكان المحافظة منهم قرابة 100000 طفل، وتعد مديريات "حرض، وميدي، وبكيل المير" نزح المواطنين فيها بشكل كامل ، فيما نزح 90% من سكان مديرتي "حيران ومستبأ" .
بنية تحتية مدمرة عملت ميلشيات الحوثي وصالح على تهجير السكان من المديريات الحدودية وتحويلها إلى ساحة حرب أدى إلى تدمير البنية التحتية بشكل كامل وغياب كافة الخدمات التي يحتاجها السكان في تلك المناطق. وبحسب منظمات محلية " فقد تم تدمير 50 منشأة طبية خاصة وعامة، و46 مدرسة ومنشأة تعليمية، و80 مطعم وكافتيريا، و30 ورشة سمكرة وحدادة وميكانيكا، و13 محل صرافة وفرع بنك 120 مزرعة وتوزعت بين تدمير كلي وجزئي".
وضع صحي كارثي تعيش مديريات محافظة حجة وضع صحي كارثي حيث انتشرت الكثير من الأمراض والأوبئة خاصة في أوساط النازحين بسبب عدم توفر مواد الإيواء الضرورية وبسبب عدم توفر المياه الصالحة للشرب وغياب الرعاية الصحية بشكل كل في عدد من المناطق. وبحسب إحصائيات" فإن12حالة وفاة بسبب حمى الضنك في حجة بالإضافة إلى إصابة 1369 شخص بحمى الضنك، و362 حالة إصابة بالكوليرا منها 3 حالات وفاة، أما الملاريا والأمراض الجلدية والحميات فأكثر من أن تحصى". ويقدر نسبة من يحصلون على مياه نقية 17% من سكان المحافظة فقط والبقية يستخدمون مياه ملوثة بما فيهم النازحين والموطنين الساكنين في مديريات المحافظة والتي يبلغ عددها 31 مديرية. الصحوة نت| متابعة خاصة