تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في محافظتي الضالع ولحج اليوم الخميس فيما بات يعرف بيوم المعتقل الجنوبي. وشهدت ردفان مسيرة حاشده تندد بالحصار المفروض على مناطق ردفان منذ أسبوعين، طاف المشاركون فيها بالشوارع مرددين هتافات ضد الحصار المفروض على المنطقة ومطالبة بفكه فوراً. وانتهت المسيرة إلى منصة الشهداء، وفيها استمع المشاركون إلى عدد من الكلمات والقصائد الشعرية. وفي كلمته أكد الدكتور ناصر الخبجي أن قيام السلطة بقطع الطرقات المؤدية من وإلى ردفان لم يكن من باب الصدفة وهو من ضمن إجراءات أمنية وعسكرية مخطط لها منذ شهور تهدف إلى تصفية الحراك السلمي الجنوبي. وقال الخبجي: إن ما تمارسه السلطة من عقوبات جماعية وفرض حصار عسكري واقتصادي وتمويني وغذائي ودوائي على ردفان والضالع ويافع والمسيمير وكرش يعد جريمة بشرية عنصرية ترتقي إلى جرائم الإبادة البشرية ضد الإنسانية في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي وتجاهل غير مسبوق للإعلام المحلي والدولي المقروء أو المرئي، معتبرا ذلك بادرة خطيرة ومؤشر لرغبة سلطوية بضربة عسكرية محتملة تستهدف ردفان ومناطق الجنوب الأكثر سخونة ويكون ذلك مرحلي حتى يستكمل النظام مضاعفه الانتشار العسكري على المحافظات الجنوبية. وشبه الخبجي الحصار المفروض على مناطق ردفان والضالع ويافع بالوضع في غزة الفلسطينية، قائلا: أن أبناء ردفان ويافع والضالع يعيشوا أسبوعهم الثاني تحت الحصار الأمني والعسكري والاقتصادي ونحن نقول لكم إن الصمت عار إن الصمت عار وسنظل نحفر في الجدار إما فتحنا فتحة للنور أو متنا على وجه الجدار". كما انتقد وجود لجان الوساطة المرسلة من قبل السلطة، واعتبرها مجرد لجان لجمع المعلومات وقياس الرأي الشعبي الجنوبي ونقل ذلك بشكل تقارير لأجهزة الأمن القومي وبعد تحليلها تبني خطط للمواجهة الأمنية سواء كانت بالعنف والقوة أو بالإشاعة وزرع الفتن وزعزعت الثقة بين أبناء الجنوب وسياسة الترغيب والترهيب وشراء الذمم. وطالب بيان صادر عن الإعتصام برفع الحصار العسكري والكف عن قطع الطريق على ردفان، داعيا أبناء الجنوب كافة إلى التضامن والوقوف مع إخوانهم في ردفان والضالع ويافع لفك الحصار المفروض وغير المبرر. واستنكر البيان القصف الهمجي للقرى الآمنة في الحبيلين والملاح والمداهمات لمنازل المواطنين والمطاردات والسلب والنهب والسطو على المسافرين ومنع الحالات المرضية الإسعافية الإنسانية من الوصول إلى مستشفيات عدنولحج، مؤكدا تمسكه بالنضال السلمي. مسيرتان للحراك في الضالع وشهدت مدينة الضالع صباح اليوم مسيرة جابت الشارع العام لعدة مرات في ما يعرف بيوم المعتقل الجنوبي. وقالت مصادر محلية ل"الصحوة نت" إن المئات من أنصار الحراك الجنوبي بالضالع تمكنوا صباح اليوم الخميس من كسر الطوق الأمني المفروض على شوارع ومداخل المدينة منذ بداية مارس الماضي على الرغم من إطلاق قوات الأمن وابل كثيف من النيران قيل أنها أطلقت من أحد مراكز الشرطة في المدينة. وأوضحت المصادر قولها أن المسيرة تمكنت ولأول مرة منذ عدة أسابيع أن تجوب الشارع العام والشوارع الخلفية بعكس المسيرات السابقة التي كان يقتصر تنظيمها على الجزء العلوي فقط من الشارع العام، فيما شهدت منطقة الجليلة القريبة من الضالع هي الأخرى مسيرة مماثلة بقيادة "شلال علي شايع" جابت الخط العام لعدة مرات. المسير التي تقدمها قيادات مجلس الحراك السلمي بالمحافظة والمديريات، انتهت بسلام دون أن تخلف أي مصادمات بين الأمن والمتظاهرين. يأتي ذلك في وقت قالت مصادر عليمة أنه شوهدت تحركات عسكرية في معسكر اللواء 35 مدرع المرابط في مدينة الضالع جرى خلالها عرض لمختلف الأسلحة و المعدات الثقيلة بما فيها الدبابات وبشكل يبدوا كما لو انه استعراض للقوة أو استعداد لضربة عسكرية وشيكة.