بعد نتيجتين مخيبتين للآمال في الجولة الأولى، يلتقي منتخبا الجزائر وتونس اليوم ضمن الجولة الثانية للمجموعة الثانية بكأس أمم أفريقيا (كان 2017) المقامة في الغابون، ولا خيار أمامهما سوى الفوز للحفاظ على كل الحظوظ للتأهل للدور الثاني للبطولة. وأفلت المنتخب الجزائري بنقطة عقب تعادله المتأخر مع زيمبابوي 2-2 في الجولة الأولى، التي كانت معظم التكهنات قبلها تصب في مصلحة المنتخب الجزائري. وفي المقابل، سقط المنتخب التونسي في فخ الهزيمة أمام أسود السنغال 2-صفر، رغم الأداء الجيد الذي قدمه المنتخب التونسي في المباراة، حيث كان الأكثر سيطرة على مجريات اللعب في معظم فترات اللقاء. وبينما كان أداء المنتخب التونسي في لقاء السنغال كافيا للخروج من المباراة بنقطة التعادل على الأقل، لن يكون هدف الفريق في مباراة اليوم تقديم عرض قوي بقدر ما سيطمح إلى انتزاع النقاط الثلاث للمباراة. ولهذا، يحتاج نسور قرطاج بقيادة المدرب هنري كاسبرجاك إلى التحلي بفعالية أكبر أمام المرمى الجزائري واستغلال الأخطاء الدفاعية في أداء الخضر، التي كادت تكلف المنتخب الجزائري الكثير في مواجهة زيمبابوي. وأكدت مباراة الجولة الأولى أن نقطة الضعف الرئيسية في المنتخب الجزائري تتركز في خط الدفاع، وربما يكون هذا هو مصدر التفاؤل بالنسبة للمنتخب التونسي الذي تتسم مواجهاته مع جاره الجزائري دائما بالإثارة والندية الواضحة منذ الدقيقة الأولى. وسيسعى التونسيون لاستغلال غيابات المنتخب الجزائري لتحقيق الأسبقية، إذ تأكد غياب المهاجم هلال العربي سوداني والحارس وهاب رايس مبولحي في صفوف محاربي الصحراء بداعي الإصابة. في المقابل، لن تقل المواجهة صعوبة على المنتخب الجزائري الذي يخوض اللقاء بحثا عن الفوز، رغم أن التعادل يبقي آماله في التأهل للدور ربع النهائي. ويتطلع المنتخب الجزائري بقيادة مديره الفني البلجيكي جورج ليكنس إلى الفوز في مباراة اليوم من أجل التقدم خطوة مهمة نحو الدور ربع النهائي قبل المواجهة العاصفة مع نظيره السنغالي في الجولة الأخيرة. ومن أجل الفوز، سيكون المنتخب الجزائري بحاجة إلى تلافي السلبيات التي ظهرت في أداء الفريق خلال مباراة زيمبابوي، وفي مقدمتها إهدار الفرص التي تسنح للفريق أمام مرمى المنافس، إضافة إلى ضرورة التركيز بشكل أكبر في الدفاع. وتألق رياض محرز -نجم ليستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي- في لقاء زيمبابوي وسجل هدفين، لكنه يحتاج بالتأكيد إلى معاونة أكبر من زملائه إذا أراد الفريق اجتياز العقبة التونسية. وربما حظي المنتخب الجزائري قبل بداية البطولة بترشيحات أكبر من نظيرتها لدى المنتخب التونسي، لكن مستوى الفريقين خلال الجولة الأولى من مباريات المجموعة يبدو على النقيض تماما من هذه الترشيحات، حيث قدم المنتخب التونسي عرضا أقوى في مواجهة السنغال عما قدمه المنتخب الجزائري أمام زيمبابوي. ولذلك ينتظر أن تأتي المباراة بينهما على قدر هائل من التكافؤ، لا سيما أن آخر مواجهة بين الفريقين في البطولة انتهت بفوز نسور قرطاج 1-صفر، وهو ما يمثل حافزا إضافيا للمنتخب التونسي بينما يمثل دافعا للجزائريين من أجل الثأر. ويحظى المنتخب الجزائري بتفوق ملحوظ في المواجهات مع المنتخب التونسي، حيث حقق الفوز في 12 من ثلاثين مباراة جمعت بينهما، مقابل سبعة انتصارات فقط لنسور قرطاج و11 تعادلا.