منذ انقلاب مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في سبتمبر 2014م، وكل محافظاتاليمن تعاني ويلات وتبعات ذلك اليوم المشؤوم والأسود الذي ألقى بظلاله الكارثية على حياة المواطنين وحولها إلى جحيم لا يطاق ولم يسلح من تداعياته بيت أو قرية. الدم المسفوك محافظة إب ذات الكثافة السكانية الكبيرة التي تقع وسط اليمن كانت كغيرها من المحافظات التي تضررت بفعل الإنقلاب، لكن ما أوجع إب ولا يزال الدم المسفوك من أبناء المحافظة برصاص المليشيات الإنقلابية وسط فوضى وانفلات أمني ترعاه وتغذيه المليشيات التي تحكم قبضتها على المحافظة منذ منتصف أكتوبر 2014م. فأرقام القتلى والجرحى برصاص المليشيات أو برصاص مسلحين تدعمهم قيادات كبيرة من جماعة الحوثي في تزائد مستمر وعداد القتل يواصل احصاء الأرقام دون كوابح أو توقف. القتل يتربص بالمواطنين في إب تموت برصاص المليشيات أو بالراجع أو برصاص مسلحين يتفجر بينهم خلاف بسيط يجعل روح المواطن في خبر كان، وصار الموت يتربص بالمواطنين ويطاردهم في كل مكان، وتموت في إب حتى وأنت في طريقك لتصلي الفجر في مسجد حارتك الذي اعتدت أن تصلي فيه منذ نعومة أظفارك كما حدث الأسبوع الفائت مع الحاج المسن عبدالسلام عبود باسلامة والذي قتل برصاص متحوثي القسم الشرقي بمديرية المشنة وهو خارج لصلاة الفجر. وفي إب قبل مغادرتك منزلك يتوجب أن تودع الأم والأهل لعلك لا تعود كما جرى مع الشاب الحافظ لكتاب الله أحمد الورافي الذي قتل برصاص اخترقت رأسه في أحد الأسواق بمنطقة الظهار عاصمة مدينة إب. جثث مجهولة انتعش سوق الموتى بانتشار المليشيات فالجثث المجهولة أضحت أخبار شبه يومية، فيما بعضهم لم يعرف هويتهم كما جرى قبل يومين حين عثر الأهالي على جثة شاب عشريني بقرية الضرافة بمديرية السياني ولم تعرف هويته إلى اللحظة وأودع ثلاجة الموتى بمستشفى الأمم والطفولة الذي يمتليء بجثث مجهولة صارت تشكل عبء على الثلاجة في ظل توقف ثلاجات الموتى بمستشفى ناصر الحكومي وهيئة مستشفى الثورة العام. 226 جريمة قتل وشروع بالقتل وبحسب تقارير محلية فقد بلغ عدد القتلى برصاص المليشيات الإنقلابية خلال العام الماضي 2016م 226 جريمة قتل وشروع بالقتل، فضلا عن عشرات القتلى ومئات الجرحى بخلافات محلية نتيجة للفوضى الأمنية وغياب مؤسسات الدولة والقضاء سقطوا في كل مديريات المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات صالح ولم يتحدث التقرير عنهم. وتوزعت جرائم القتل بين المباشر برصاص الحوثيين او عن طريق الفوضى الأمنية التي تديرها المليشيات بنحو (90) حالة قتل فيما سجلت جرائم الاغتيال السياسي (6) جرائم و(7) جرائم إعدام وتصفية و(4) جرائم قتل تحت التعذيب. جرائم الشروع بالقتل بلغت هي الأخرى (119) جريمة تسبب بها جرائم إطلاق مباشر على المواطنين وتوزعت الجرائم بحسب النوع إلى (21) امرأة بين قتل وإصابة ومقتل وإصابة (16) طفل، فيما كانت البقية من نصيب الرجال. اغتيالات ولم تكتف المليشيات الإنقلابية بقتل المواطنين وتشريد معارضيها واختطافهم واتخاذ بعضهم دروع بشرية، ولجأت لوسائل الإغتيالات والتفجيرات والتي ذهب ضحيته الكثير من الأبرياء، وبحسب الإحصائيات فإن جرائم الاغتيالات التي تحدث عنها تقرير المركز الإعلامي بإب بلغت 6 ست حالات اغتيال. ومن تلك الإغتيالات اغتيال امام جامع وداعية وأحد طلاب مركز دماج السلفي بمحافظة صعدة في أول يوم من مطلع شهر يناير من بداية العام 2016م ، وفي منتصف يناير 2016م اغتيل قيادي حوثي يُدعى عادل الشامي في خلافات على عوائد السوق السوداء للمشتقات النفطية التي تديره المليشيات. وفي 11 فبراير 2016م ،اتهم حزب الإصلاح بإب مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية باغتيال رئيس فرعه في مديرية حبيش محمد الشامي ونجله، بعبوة ناسفة زرعت أمام منزله ، وفي 15 من ذات الشهر، اغتال مسلحون مجهولون الشيخ محمد علي مسعد بدير نجل القيادي في المقاومة الشعبية بإب الشيخ علي مسعد بدير بإطلاق الرصاص عليه في الشارع العام بمديرية يريم وفي 29 ديسمبر 2016م اغتيل القيادي الإصلاحي في مديرية جبلة فهد محسن الحاشدي بعبوة ناسفة زرعت أمام منزله، واتهمت مليشيات الحوثي وصالح بالوقوف وراء الحادثة . في ال 14 من ابريل 2014م اقتحمت مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية معززة بوحدات خاصة منزل "بشير شحرة" في المدينة القديمة وقامت بإعدامه رمياً بالرصاص وسحله بعد ذلك أمام أبنائه وعائلته في مشهد بشع غير معهود في المدينة وذلك على خلفية رفضه لفرض المليشيات خطيباً بالقوة في الجامع الكبير بالمدينة. وشكل مقتل بشير شحره واحدة من أبرز محطات الدم المسكوب بمحافظة إب والتي جعلت المواطنين يدركون حقيقة المليشيات واستهتارها بدم الأبرياء وعدم الإكتراث بما تقوم به من جرائم بشعة ووحشية. تعذيب حتى الموت تنوعت أساليب القتل والموت بإب بطرق متعددة تفننت المليشيات بإخراجها بصورة تخلدها لدى الذاكرة الإبية كواحدة من أبشع وأسوأ الصفحات السوداء بحق أبناء المحافظة والذين لم يسبق وأن عرفوا مثل تلك الجرائم ، فما أن يسمع الأهالي بجريمة إذ بالمليشيات ترتكب جريمة أبشع وأفضع من سابقتها وهكذا حولت اللواء الأخضر إلى لواء أحمر بحسب العديد من أبناء المحافظة. التعذيب حتى الموت واحدة من جرائم المليشيات بحق أبناء إب فقد وثقت منظمة رصد للحقوق والحريات وفاة 9 حالات تحت التعذيب. نماذج لعمليات القتل جرائم مختلفة يتذكرها الأهالي وأبناء المناطق التي عايشوها لحظة بلحظة وبعضها خرجت لوسائل الإعلام فيما جرائم أخرى جرى التكتيم عليها وبعضها تعقد الوصول إليها أو نفاذها لوسائل الإعلام نتيجة القمع المفرط والقبضة الأمنية التي تحكم بها المليشيات إب. ومن بين تلك الجرائم التي لا تزال محفورة لدى الأهالي بحسب ما قاله الإعلامي فيصل منصور الحميدي فهذه بعض اسماء من قتلتهم مليشيات الحوثي من المدنيين الأبرياء بإب : الشيخ عبدالله الشلح بمديرية السياني والشيخ زيد السبل ومرافقه بمديرية القفر والمواطن بشير شحره بمدينة إب . وأضاف من بين تلك الأسماء ما تعرض له الشيخ عيسى المرغمي القفر والقيادي الإصلاحي امين ناجي الرجوي والذي اتخذته المليشيا درع بشري في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت وجدان أبناء المحافظة وكل اليمنيين وأيضا الشيخ مروان الجماعي السدة والشاب سلطان الإبي مديرية حبيش. وتابع بالقول من تلك الجرائم مقتل المواطن سويدان الراعي بمديرية حبيش ، والمواطن طاهر شوحطه في السحول ، والشاب محمد أحمد الشرعبي ذي السفال ، والشاب بشير القادري وبكيل القادري وراف بمديرية جبلة ، وأحمد ناجي آل محن مفرق ميتم شرق إب والطفل أسامة بدير يريم ، والطفل هيثم الغزالي مديرية السدة ، ومجزرة السابع عشر من رمضان من العام الماضي بمديرية النادرة والتي استهدفت 8 عمال وقتلوا بدم بارد حد وصفه. وقال الحميدي بأن جرائم المليشيا بإب لا تعد ولا تحصى وستظل محفورة في الذاكرة وسيأتي يوم يحاسب الجناة على جرائمهم ولا يمكن لجرائم القتل أن تسقط بالتقادم.