السبت القائت تحدى شباب ثورة ال 11 فبراير السلمية في محافظة الضالع الحرب التي تشنها قوى تحالف الانقلاب على الشرعية على محافظتهم التي كان لها الأسبقية في دحر جحافل الانقلاب وتمكنوا كأول محافظة من الانتصار على العدوان الحوثي وتطهير الضالع منهم في الثامن من أغسطس 2015م. وعلى مقربة من المواجهات أقام شباب فبراير احتفالية جماهيرية بالذكرى السنوية السادسة لثورتهم في منطقة الجبارة بمريس غير آبهين بالقصف العشوائي بصواريخ الكاتيوشيا والمدفعية الثقيلة التي تطال المنطقة بين الحين والآخر أو أعمال التفجير والقتل التي تمارسها مليشيا الحوثي والمخلوع بحق المواطنين من قيادات المقاومة والقوات المسلحة وغيرهم من المنضوين في إطار الشرعية. ولعل خطوة كهذه تذكر وبلا شك بجسارة المواقف الوطنية والنضالية التي يجسدها أبناء الضالع في رفض الظلم والفساد والاستبداد والانتصار لمضامين الجمهورية والثورة والوحدة التي أفرغها نظام المخلوع من مضامينها النبيلة وانقلب عليها باحتكاره للسلطة والثروة وإقصاء وتهميش القوى الوطنية الفاعلة، وسعيه الحثيث للتوريث. سبقت الضالع المناطق اليمنية في النضال السلمي واحتجاجات جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والحراك السلمي التي سبقت ثورات الربيع العربي، وكانت الضالع في صدارة المحافظات التي اسقطت المخلوع صالح عبر صناديق الاقتراع وانتخبت مرشح اللقاء المشترك الشخصية الوطنية المناضل المرحوم فيصل بن شملان بأغلبية ساحقة، وحصول المشترك على كامل أعضاء الهيئة الادارية لمحلي المحافظة وكانت الضالع الوحيدة من بين كل المحافظات التي سيطر فيها حزب صالح المؤتمر الشعبي العام على الهيئات الإدارية للمجالس المحلية في عموم محافظات الجمهورية؟ الانتخابات الرئاسية والمحلية ..!! وانتقاماً من الضالع كمحافظة خرجت عن الطوق من بين بقية المحافظات، وانحيازها لمرشح اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسية والمحلية في العام 2006م، عمد المخلوع صالح إلى انتهاج سياسة كسر العظم بحق المشترك وعبر هذه المحافظة ذاتها، وتحت عباءة السخط الشعبي وحالة اليأس التي أصيب بها الشارع في الجنوب والضالع بشكل خاص من إمكانية التغيير عبر صندوق الانتخابات في ظل سطوة نظام صالح واستخدامه للمال العام في تزوير إرادة الشعب والاستحواذ على السلطة؛ جند المخلوع عناصر من ضباط وأفراد اللواء 35 مدرع الذي كان يقوده حينها ابن منطقة صالح ( سنحان ) الجنرال محمد عبدالله حيدر لإفشال مهرجان اللقاء المشترك بالضالع بالاعتداء على المشاركين وإحداث حالة شغب بضرب عصفورين بحجر، إفشال فعالية كبيرة يحضرها المرشح المنافس كان يستحدث فيها عن معلومات مهمة عن طبيعة التنافس الانتخابي وتزوير النتيجة التي أعلنت فوز صالح بعد إغلاق صناديق الاقتراع ، وإفساد العلاقة المتينة بين المشترك كحامل سياسي للقضايا الوطنية وبين الحراك السلمي في الجنوب. وبقدر ما مارس نظام صالح من أعمال قتل وقمع بحق المتظاهرين السلميين من أنصار الحراك السلمي في الضالع باستخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المسيرات والتظاهرات وما خلف ذلك من ضحايا بالعشرات، وما قابله ذلك من صمود وإرادة قوية لم تلين في أوساط الجماهير التي تحدت العنف والقمع بكل بسالة وإصرار على مواصلة النضال. ولا ننس هنا تقصد صالح ونظامه للنيل من الضالع والمشترك خصوصا عبر استمرار منع الفعاليات السلمية ورفض السلطة المحلية الأحزاب السياسية تنظيم مؤتمراتها الحزبية وقمع اعتصامات نقابات التعليم بالمحافظة بالغاز المسيل للدموع وغيرها. الحراك السلمي في العام 2007م.. وكنتاج للتلاعب بنتائج الانتخابات وتزوير الإرادة الشعبية باستخدام السلطة والمال العام من قبل صالح وحزبه الحاكم، لم يكن تلبث البلاد سوى بضعة أشهر حتى انطلقت شرارة الحراك السلمي في الجنوب من الضالع في العام 2007م. وبوقت سبق الربيع العربي بسنوات وظلت مدينة الضالع ساحة للتظاهرات والمسيرات السلمية التي لا يكاد يمر يوم إلا وكان هناك فعالية شعبية للاحتجاج ضد الممارسات الخاطئة وسياسة الإقصاء والتهميش بحق الكوادر والقيادات الجنوبية أو تلك التي رفعت سقف مطالبها إلى المناداة بفك الارتباط.
ثورة 11 فبراير .. وعند انطلاق ثورة الشباب السلمية في ال 11 فبراير 2011م كانت الضالع وعبر شبابها في جامعة صنعاء في مقدمة الصفوف الأولى للثورة، وما لعبه اتحاد شباب الضالع في ساحة التغيير من دور فاعل وحيوي في رفد الساحة بالشباب والندوات والفعاليات التي كان يقيمها. القيادي في ثورة الشباب السلمية وعضو مؤتمر الحوار الوطني الأخ " همدان الحقب " أوضح أن الضالع كان لها بصمات واضحة في ثورة الشباب حيث كان شبابها في طليعة الثورة التي خرجت يوم 15 من يناير من جامعة صنعاء واستمرت حتى أعلنت الأحزاب الالتحاق بالشباب. وقال الحقب: كانت خيمة الحقب من أولى خيم الثورة في ساحت التغيير وخلال فترة تحولت الى اتحاد ضم كل شباب الضالع وكذلك نطاق واسع من المنطقة الوسطى، سقط العديد من الشهداء والجرحى في صنعاء وفي أكثر من ساحة للثورة وبرز الكثير من شبابها كقياديين ثوريين استطاعوا أن يجسدوا حضوراً لمنطقتهم شهد له كل من عرفهم وجالسهم إذ كانوا يحملون عبء وهم ثورة جملة وتفصيلا. وبحسب الصحفي فارس الجلال في صفحته على فيس بوك فإن الحراك الجنوبي أوجد بيئة خصبة لانطلاق ثورة فبراير، وإذا ما علمنا أن الضالع كانت هي المنطلق لأول احتجاج سلمي لجمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين التي مثلت النواة الأولى وشرارة انطلاق الحراك السلمي. كما كان للضالع عدد من الساحات، أهمها ساحة الحرية في مدينة دمت، وقعطبة ومن هذه المدن ظلت تخرج عدد من التظاهرات والمسيرات في مختلف مديريات المحافظة حيث كانت مدينة دمت عبر ساحة الحرية تضاهي عواصمالمحافظات في الزخم الجماهيري، ومثلها مدينة قعطبة التي وجبن والشعيب ومريس. وهذه المناطق كان للثورة فيها زخم كبير وخصوصا دمت وقعطبة ومريس، وذلك عبر مسيراتها الحاشدة، التي كانت تشهدها شوارعها بشكل دوري على مدى الاسبوع، ونساء ورجال. الإعلامي فوزي المريسي قال: لقد كان لأبناء الضالع مواقف في محطات النضال السلمي سبقت الحادي عشر من فبراير حيث كانت الضالع المحافظة الوحيدة التي خلعت صالح في انتخابات 2006م وفاز فيها فيصل بن شملان، وأضاف: كما تصدر أبناء الضالع محطات النضال السلمي تصدروا أيضاً محطات الكفاح المسلح فكانت أول محافظة دحرت مليشيا الانقلاب في الثامن من أغسطس في العام 2015م . مشيراً إلى أن يوم 11 فبرير لم يكن يوم ميلاد الحرية والتغيير في محافظة الضالع، لكنه كان محطة انطلاق جديدة عززت نضال أبناء هذه المحافظة الباسلة ومثل دافعاً قوياً لإسقاط نظام صالح .. فيما قال الناشط الشبابي "صدام عبدالله مسعد " أن الضالع كان لها بصمة كبيرة في ثورة 11 فبراير وأن دور الضالع في هذا المجال كان بارز ولا يخفى على أحد حد قوله، مشيراً إلى أن جماهير الضالع خرجت إلى الساحات في وقت مبكر وكانت المرأة الضالعية هي الأخرى مشاركة فاعلة حيث خرجت المرأة في مسيرات حاشدة في قعطبة ودمت ومريس والشعيب. القيادي في المقاومة بجبهة مريس عبدالسلام المنصوب" قال أن ثورة فبراير بعثت روح الحرية والكرامة في شعبٍ انهكته مساوئ ومظالم نظام عائلي خرج من النضال السلمي إلى المقاومة. وإذا كانت الضالع قد تصدرت المحافظات اليمنية في النضال السلمي بامتياز فقد استطاعت هذه المحافظة وبعد الانقلاب على الشرعية ومخرجات الحوار الوطني أن تضع لنفسها موقعا متقدم من بين المحافظات، إن لم تكن في صدارتها وذلك من خلال الانتصار الذي حققته على المليشيات ودحر جحافلهم وتطهير المحافظة منهم بالكامل يوم الثامن من أغسطس 2015م، لتحتل بالمقاومة المركز الأول من بين المحافظات المحررة. هذا الإنجاز لم يتحقق إلا عقب تضحيات جسيمة وقوافل من الشهداء والجرحى رووا بدمائهم الزكية، تربة الضالع، بدءا من معارك حبيل جباري، العرشي، الخزان، والجرباء وعبود، وانتهاء بمعارك الشوتري، لكمة صلاح، الحجوّف، تلك الدماء التي كانت هي وقود المعركة وذخيرتها، بل وعربون النصر ايضا. غير أن هذه الانتصارات على أهميتها ظلت ناقصة وتراوح مكانها، ما لم تتوج بعمل عسكري كبير ومحكم، وهو ما تم فعلا، عبر ذلكم التحرك الأهم والأبرز في تاريخ المحافظة والمتمثل في إسقاط معسكر الصدرين وتحريره من قبضة الجنرال ضبعان ومليشيات الحوثي، في عملية نوعية قادها الشهيد نصر صالح الربية قائد المقاومة الشعبية في محور دمت - مريس - جبن ، ومجموعة من رفاق دربه بالتنسيق مع رجال الجيش الوطني بالمعسكر . وهنا لابد من الإشارة إلى معسكر التدريب الذي أنشأه الشهيد في منطقة المعزوب بدمت، ومن خلاله جرى إعداد وتدريب عدد من الشباب على مستوى المحور، كانوا هم نواة تحرير المعسكر واستعادته. 411 شهيدا بينهم نساء وأطفال هم ضحايا عدوان تحالف الحوثي وصالح على مدينة الضالع عاصمة المحافظة ومديريتي الحصين والضالع منهم 14 شهيدا قضوا في الألغام التي زرعها الحوثيون وقوات صالح عند الانسحاب، بينما يتجاوز عدد الجرحى أكثر من 1200 جريح وهي إحصائية تستثنى منها المناطق التي لا تزال فيها المواجهات مشتعلة مع المليشيات وفقا لتقارير حقوقية، ناهيك عن أعداد الشهداء والجرحى الذين يتزايدون يوميا في جبهتي مريس وحمك بمديرية قعطبة واللتان تشهدا مواجهات واشتباكات عنيفة مع المليشيات الانقلابية التي تهاجم المحافظة منذ أكثر من عام وثلاثة أشهر محاولة العودة للسيطرة عليها من جديد. تضحيات جسيمة دفعتها الضالع كثمن للحرية والعدالة والتخلص من سيطرة عصابات فاسدة ظلت تتلاعب بمقدرات البلد وثرواته وتستخدمها في تنمية مصالحها وعائلتها على حساب جموع الشعب الذي سُرح من المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية وتم تهميشه على مدى سنوات طويلة. امتازت الضالع عن غيرها من المحافظات بتصدرها في الوقوف بوجه الظلم والاستبداد والتوريث، وكان لها قصب السبق في مختلف سواء كان الثورة والنضال السلمي وتزاوج نضالي فريد مثله الحراك السلمي وشباب فبراير اللذان يجمعهما الخروج في وجه النظام الفاسد والمستبد كقاسم مشترك. المصدر| الصحوة نت