أرجع محللون وناشطون سياسيون سبب توسع دائرة الانفلات الأمني في محافظة تعز، وسط اليمن، إلى لجوء مليشيات الحوثي والمخلوع لانتهاج أساليب قذرة عنوانها الأبرز "الاغتيالات" عبر خلاياها النائمة، بعد عجزها وفشلها في اقتحام المدينة. مشيرين إلى أن غياب دور الأجهزة الأمنية، ساعد هذه المليشيات على تنفيذ مخططاتها لإدخال المدينة في أتون الفوضى، وداعين إلى سرعة تحرير ما تبقى من المدينة وتفعيل مؤسسة الدولة وخاصة الاجهزة الامنية لإنهاء حالة الانفلات الأمني.
تحديات كبيرة يقول المستشار الإعلامي لمحافظ تعز، عزوز السامعي، إن أعمال الاغتيالات وحالة الفوضى ظواهر طبيعية وفقا للمقاييس الراهنة ، حيث تواجه تعز تحديات أمنية كبيرة ، ومحاولات الانقلابيين مستمرة لضرب سمعة المدينة وإدخالها في أتون الفوضى بعدما عجزت معسكراتهم ومقاتليهم الذين حشدوهم بالاف عن اجتياح المدينة واخضاعها لسيطرتهم. وأضاف السامعي في تصريح "للصحوةنت " ان مدينة تعز تعيش ظروف حرب منذ عامين ، وسبقت هذه الظروف حالة من التفكك لمنظومتها العسكرية والامنية ضمن حالة الانهيار العام، مشيرا إلى أن جهاز الشرطة الذي بدأ يتشكل يعمل بامكانات شبه منعدمة ، ومن الصعب ان يتمتع بالقدرة على ضبط وانهاء هذه الظواهر بسهولة . وأوضح أن هناك جهودا كبيرة تبذل لترتيب الملف الامني في تعز ، ويقع هذا الملف في صدارة أجندة المحافظ والسلطة المحلية ، وقد بدأ الامر بترقيم ثلاثة الاف من افراد المقاومة ودمجهم في الأجهزة الأمنية. منوها بأن هناك معدات وصلت لدعم الشرطة العسكرية ، وهناك معدات قادمة لقوات الامن الخاصة يشرف محافظ المحافظة على متابعتها شخصيا ،وستصل الى تعز قريبا باذن الله . وأشار السامعي إلى أن محافظ المحافظة على تواصل مستمر برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ، ومؤخرا التقى رئيس مجلس الوزراء وناقش معه ترتيب الوضع الامني في تعز واحتياجات الاجهزة الامنية ليتسنى لها القيام بدورها في ضبط الامن وانهاء حالة الانفلات. تكثيف حضور الدولة من جهته قال المحلل السياسي أحمد جعفان، أنه من المعلوم ان الانفلات الامني ونشر الفوضى والاغتيالات هي احدى واهم وسائل الانقلاب التي يدير من خلالها معركته ضد الشرعية والشعب والمؤسسة العسكرية والامنية والمقاومة بدرجة رئيسية. وأضاف جعفان في تصريح "للصحوةنت" أن الحد من هذه المشكلة يكمن في سد كل الثغرات التي يتسلل منها العابثون بالامن من خلال العمل على تحرير ماتبقى من المحافظة، وتكثيف حضور الدولة ومختلف الاجهزة الحكومية. وقال إن غياب المؤسسات الامنية والاجهزة الحكومية يؤدي الى ترك المجال في تعز لمختلف الاخطار التي تستعصي على الحل، كما يكمن جزء كبير من الحل في تعز على مؤسسات المجتمع والاحزاب السياسية ومختلف مكونات وفصائل المقاومة الشعبية في تدعيم عوامل الاستقرار داخل تعز بما يعطي الانطباع عن اهليتها لتمثيل تعز كعاصمة للمقاومة والثقافة اليمنية ومشروع الثورة والجمهورية. ودعا الحكومة ان تكون في مستوى التحدي الذي يواجه ابناء تعز الذين يقاومون مشروع الانقلاب ويواجهون اعتى الاسلحة والحصار والتنكيل ، مشيرا إلى أن ترك تعز في هذه الفترة الحرجة سينعكس سلبا عليها وعلى محيطها من المحافظات الاخرى بما فيها العاصمة المؤقتة عدن. بدوره قال الصحفي والناشط السياسي محمد مهيوب، ان الاغتيالات وحملات التشويه و محاولات اثارة الفتنة بين فصائل المقاومة، هي وسائل قذرة تستخدمها المليشيات في مدينة تعز عن طريق خلاياها النائمة، بعد عجزها وفشلها في اقتحام المدينة، بالتزامن مع الهزائم التي تتعرض لها بشكل متواصل. التحرير هو الحل وأضاف مهيوب في تصريح للصحوةنت " ان ابناء تعز يدركون ان المعركة مع الانقلابيين مستمرة بجميع اشكالها والوانها، وان الاغتيالات الحاصلة واثارة الفوضى ما هي الا جزء من المعركة. وأوضح أن ما تعيشه تعز امر متوقع ، كونها مدينة تعيش وضع حرب،، وممكن تعيشه مدن يمنية أخرى وبصور متفاوتة، حيث شهدنا في المحافظات الجنوبية بعد التحرير انفلاتاً وحضورا للقتل والاغتيالات وغيرها من أعمال البلطجة، وكله بسبب خلايا صالح والحوثيين. وأكد أنه برغم كل ما حصل وما سيحصل، الا ان تعز ستنتصر ولن تذهب دماء شهداءها هدرا، وهي ضريبة الحرية وثمن زوال دولة الاستبداد. وعن كيفية العمل على الحد من جريمة الاغتيالات ، قال مهيوب ان ذلك يكمن في التحرير الكامل للمدينة وتفعيل مؤسسة الدولة وخاصة الاجهزة الامنية، عندها سيتم التغلب على هذه المشكلات من اغتيالات وغيرها. وأوضح ان الامن مسؤلية الجميع ويمكن التخفيف من هذه الجرائم من خلال ان تقوم الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والتكتلات والمبادرات الشبابية والاعلامية بدورها، من خلال التوعية والرقابة ودعم الاجهزة الامنية، والبعد عن المماحكات الحزبية والانتهازية التي شكلت مناخا لهذه العناصر لارتكاب جرائهما. المصدر.. الصحوة نت