"تركوا لأبنائنا خيار واحد في التعليم هو الغش فقط"..هذا ما يقوله اسلام، شقيق أحد تلامذة الإعدادية، تعليقاً على امتحانات التي يخوضها الطلاب خلال هذه الفترة في غالبية محافظات البلاد. فقد دأبت ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على تعويض الفشل القتالي بالقضاء على المدارس وتفجيرها وتعيين الأخ الشقيق لقائد الانقلاب عبد الملك الحوثي وزيراً للتعليم ليتم لها تغيير المناهج بأفكار وأيدولوجيات طافحة بالطائفية تخدم توجهها وأجنداتها الخاصة المدعومة من إيران والخارج , وتجنيد اعداد كبيرة من الأطفال في جبهات القتال وحرمانهم من التعليم. لم يقف الامر على هذا بل جعلت من قاعات الامتحانات فوضى عارمة من الغش والاستهتار لينهار ما تبقى من التعليم. الصورة التي تحدث عنها "اسلام" كانت واقعا نقلته المواقع والاخبار، ويتداول رواد التواصل الاجتماعي بالتزامن مع الامتحانات النهائية العامة لطلاب الثانوية صوراً لحوادث غش أبانت عن حجم الفوضى الحاصلة في العملية الامتحانية باليمن، لطلاب يتبادلون الأوراق ولا تواجد حتى لمراقبين. يتابع "اسلام" قائلا: يأتي اخى من الامتحان ويحدثني عما يحدث في قاعات الامتحانات من فوضى، ودخول أوراق الإجابة لمقربين من الحوثيين، او دفع مبالغ للمشرفين كي يجبروا المراقبين على تسهيل عمليه الغش، او خروجهم من القاعات. ويضيف: في المركز يرابط المشرف الحوثي أبو العز "رزق" بسلاحه، و يعطي الكتاب لصديقه الذي يمتحن لينقل منه الاجابات غير مبال بأحد من المراقبين. من جهتها، توكد المعلمة "افراح فوزي "أن هذا المشهد يتكرر بصورة يومية في غالبية المراكز في العاصمة صنعاء فالحوثي والحرب وانقطاع الرواتب والحال الذي وصل بالتعليم قادت الى هذه النتيجة. تضيف ل "للصحوة نت" أن "ظاهرة الغش ليست جديدة، بل أصبحت منهجا واضحا للتعليم باليمن عازية السبب إلى الفوضى المرتبطة بسيطرة المليشيات على مرافق الدولة، والحرب التي تعيشها البلاد منذ دخولها للمحافظات. وتلفت افراح إلى أن "ظاهرة الغش هذا العام أصبحت جماعية، ولم تعد فردية كما في السابق. لذلك، يستخدم فيها التهديد من قبل مليشيا الحوثي وخاصه لمجنديهم الصغار وفرض الغش وكذلك الرشوة، وتسهيل عمليات الغش بكل صورها". يضيف المعلم " مجاهد "إن اختبارات الثانوية العامة لم تعد ذات جدوى وأهمية خلال السنوات الأخيرة، بسبب ارتفاع نسبة الغش إلى مستويات قياسية، مؤكدين أن خدمات تقديم الغش تعرض على أولياء الأمور بشكل علني". وأشار "إلى أن القياديين التابعين للحوثي حثوا اللجان على سرعة انتهاء الاختبارات بهدف دعوة الطلاب إلى التوجه إلى الجبهات عقب الانتهاء من الاختبارات". وأفاد" أبو جهاد "أحد أولياء الأمور أنهم دفعوا مبالغ مالية للمشرفين وقادة الحوثي فيما يسمى اللجان الشعبية من أجل السماح لهم بالغش، وضمان النجاح ثم ذهاب أبناءهم للجبهات". متابعا "هذه جريمة جديدة للميليشيا الانقلابية تضاف إلى جرائمها السابقة وتبين بجلاء حقيقة مشروعهم التدميري لليمن لتدمير العملية التعليمة، وصناعة أجيال بعقول فارغة".