تعيش الصحافة في اليمن أسواء مراحلها على الإطلاق منذ انقلاب مليشيا الحوثي والمخلوع على السلطة الشرعية وسيطرتها على مؤسسات الدولة في 2014م قتلت مليشيا الحوثي والمخلوع خلال الثلاث السنوات الماضية أكثر من 26 صحفيا بعضهم استخدمتهم كدروع بشرية واصابت العشرات خلال حربها التي تشنها على اليمنيين في عدة محافظات واختطفت قسرا ما يقارب 18 صحفيا منذ عاميين ونصف. بعد أشهر من قيام مليشيا الحوثي والمخلوع بإصدار حكما بالإعدام على الصحفي عبدالرقيب الجبيحي في جلسة واحدة في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها بتهمة التخابر مع دولة أجنبية تسعى المليشيا إلى محاكمة 10 صحفيين المختطفين لديها قال المحامي والناشط الحقوقي عبدالرحمن برمان إن مليشيا الحوثي والمخلوع تحاول تلفيق تهم باطلة واجبار الصحفيين على الاعتراف بأقوال وأفعال تحت التعذيب الوحشي لشرعنة احكامها التي ستصدر عليهم . وأشار إلى القانون الذي سيحاكم به الصحفيين هو قانون المليشيا المسلحة و المحكمة التي سيمثلون أمامها هي ذاتها التي حكمت بالإعدام على الصحفي الجبيحي قبل أشهر في جلسة واحدة وهي التي اصدرت حكما بإعدام الرئيس عبده منصور هادي ومستشاريه . وأكد برمان في حديث ل" الصحوة نت " أن الصحفيين التي تحاول مليشيا الحوثي والمخلوع احالتهم للمحاكمة الهزلية تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب منذ اختطافهم واخفائهم قسرا في أمكان مجهولة ومنع عنهم الطعام والشراب وزيارة أقاربهم . وأشار تقرير صادر عن منظمة مراسلون بلا حدود 2017م أن الإعلاميين في اليمن مازالوا يتعرضون لخطر الاختطاف على أيدي المتمردين الحوثيين وعناصر القاعدة ويحتجزونهم رهائن . وقال برمان أن الجرم الذي ارتكبه الصحفيين هو قيامهم بواجبهم في نقل الحقيقة للعالم وكشفهم للجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيا المسلحة بحق المدنيين العزل . واستنكر صمت الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية إزاء الجرائم البشعة التي ترتكبها مليشيا الحوثي والمخلوع بحق الصحفيين منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة في 2014م ، مؤكدا بأن ذلك الصمت شجع تلك المليشيا على ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق الصحفيين اليمنيين . وعبر الصحفيون اليمنيون عن قلقهم البالغ من استمرار اختطاف زملاء لهم منذ أكثر من عامين وإخفائهم قسرا دون الكشف عن مصيرهم لمجرد كونهم يحملون صفة المهنة الصحفية والذي تزامن أيضا بتعرض العديد من الصحفيين للمضايقات المستمرة والتهديدات المتتالية من قبل المليشيا الانقلابية وقال بيان ممهور بتوقيعات الصحفيين ان " الصحفيين اليمنيين بمختلف توجهاتهم وإنتماءتهم ومن مواقع أعمالهم يدينون بأشد العبارات كل تلك الإجراءات التعسفية التي تتزايد يوما بعد أخر ويطالبون بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين وإلغاء كافة الإجراءات الظالمة بحقهم، كونهم تعرضوا للإعتقالات التعسفية والقسرية. كما طالب بسرعة توفير العناية الصحية لكافة المعتقلين، ونقلهم إلى المشافي لتلقي العلاج ومنحهم الرعاية الطبية المناسبة، خاصة بعد تداول أنباء عن تدهور صحة الكثير منهم نتيجة الإهمال و التعذيب". من جهته قال الصحفي والناشط السياسي عبدالرقيب الهذياني إن مليشيا الحوثي والمخلوع ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الصحفيين والاعلاميين الذين ينقلوا للعالم الوجه الحقيقي للمليشيا الانقلابية التي ترتكب انتهاكات فظيعة وجرائم ضد الإنسانية بحق أطفال ونساء اليمن . وأشار الهذياني في حديث ل " الصحوة نت " إن مليشيا الحوثي والمخلوع تنتقم من الشهود ومن يوثقون جرائمهم وينقلوها للعالم ليعرف الجميع بشاعة وفظاعة جرائمهم، مضيفا " بأن المسرحية التي تسعي المليشيا اخراجها من خلال محاكمتها للصحفيين المختطفين هي في الحقيقة محاكمة للانقلابين أنفسهم لان من يقدم الصحفي للمحاكمة ويصدر عليه حكما بالاعدام في جلسة واحدة يكشف للعالم كم هو فاشي ومشبع بالإجرام. وأضاف قائلا " إن المليشيا الانقلابية لا مشروعية لها وتقديمها الصحفيين للمحاكمة مسخرة تضاف إلى أساليبهم وجرائمهم المفضوحة ولن تسقط بالتقادم . وأغلقت مليشيا الحوثي والمخلوع كافة القنوات الفضائية ومنعت إصدار الصحف والمواقع الإلكترونية وسيطرت على مكاتبها ونهبت كافة محتوياتها .