الرئيس سيظهر.. أحمد الصوفي الرئيس لن يظهر.. الجندي الرئيس لن يعود.. الإرياني الرئيس سيعود حين يقول الأطباء.. البركاني الرئيس يؤدي فريضة العمرة.. صحيفة الوحدة.. والبركاني يسخر، والمؤتمر نت ينفي خبر "الوحدة". "الوحدة" التي سلمت لشخص لا يعرف أبجديات الصحافة يدعى يحيى العابد ومؤهله شتائم على الفضائية اليمنية.. الوحدة بعد حسن عبدالوارث، وعبدالله سعد يرأسها يحيى العابد.. اللهم لا شماتة. لم أشاهد طارق الشامي هذه الفترة، ربما لانقطاع الكهرباء أو لأنه لم يعد يحتمل!! أما ياسر اليماني، فما أروع أن لا نسمعه هذه الفترة.. إنه مشغول بأمور أخرى في جدة، يعرفها هو وآخرون!! البركاني ربما كان أكثر الناس صدقا هذه المرة في تصريحاته. من يتصور أن هؤلاء وأمثالهم هم من يحكمونا ل 30 عاما.. شلة كذب وانحطاط سياسي لا تحتمله اليمن لوحدها. هؤلاء تكفي تصريحاتهم دول الوطن العربي وربما لا تحتملهم، مع الإبقاء على شخص الدكتور عبدالكريم الإرياني فهو ليس في قائمة الكذب المؤتمري المثير للسخرية والقرف في آن. يصبح السياسي عبدا لشخص انتهى ويحاولون خلقه من جديد.. لم نعد نكترث لعودته لأنه لم يعد صالحا للاستخدام الرئاسي. أحيانا يمتعك الجندي بسخرية بلهاء، لكنه ينزل لأردأ منازل الإنسانية حين يتحدث عن القتلى والجرحى أنهم يقومون بحركات مسرحية. أما أحمد الصوفي منذ فضيحة حديثه ل "الجزيرة" على أنه أحد شباب الثورة، فلم يعد لديه قاعدة تضحك له أو تسخر أو تصدق أو حتى تُكَذِب.. أصبح متسخا بكذبه، وغيرصالح للاستخدام السياسي منذ حين، إسفنجة مسودة لا تغرق. علينا احتمال ما تبقى من عبده الجندي، صاحب أكثر الكذبات وأبشعها وأكثرها سخرية.. ماأسوأ أن يصبح المرء رجلا كرتونيا يضحك عليه الناس في الشوارع ومواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي ورسائل الموبايل وكل الوسائط. كان هناك توصيف للمطبلين بأنهم أبواق النظام، والبوق ينقل ويكبر الصوت لا أكثر.. أما الصوفي والجندي واليماني فلم يعودوا أبواقا، لأن النظام لم يعد موجودا، وبالتالي أصبحوا أصواتا يغردون خارج الحظيرة. لا نظام ينطقون باسمه، لذلك فهم يصنعون نظامهم الخاص، وكل يداوي الرئيس، وكل يشفيه، وكل يعيده، وكل يسجل له كلمة للشعب، وكل ينفي كل هذا، وكل يحلم بعودة الرئيس. أًهين الوقت على لسان أحمد الصوفي، فقد قال إن علي عبدالله صالح سيعود الجمعة، قبل جمعتين طبعا، ثم قال خلال 48 ساعة وانتهت المهلة عصر الثلاثاء، ليخرج الصدى من لسان الجندي بأن ظهور الرئيس أو صوته سيخرج بعد الخميس، بعد أن كان قد نفى كلام الصوفي. أصيبت الساعات والأيام باللعنة على لسان الصوفي والجندي واليماني. أهينت وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية، وفقدت مصداقيتها على يد هذا الثلاثي المتشرد في غابات الأحلام والأوهام وصناعة الكذبة اللحظية. الكذبة على لسان هذا الثلاثي تخلق في ذات اللحظة التي يتكلمون فيها على الهواء، ليس لها معمل يصنعونها فيه، وإلا فماذا يعني أن يزور ياسر اليمني الرئيس وينفي سفره للرياض بينما هو قد وصل في تلك اللحظات. إنهم يحرقون صالح ونظامه ألف مرة الآن.. يلوثون بقايا ما كان جميل في أيام الرجل الراحل سياسيا، يدنسون كرامة الإعلام والحقيقة، يلوثون ما تبقى من كلمة الصدق لدى الحكومات في بلد كاليمن. على المستوى الشخصي ربما لن يتكلم علي عبدالله صالح أو أبناؤه أو أقاربه بذات المنطق، وبذات الكذب.. هم أكبر من هذا الواقع، إنهم ينزفون على ألسنة هؤلاء الآن.. ينزفون بقية الحياء.. ينزفون بقية الآدمية.. ينزفون بقية أخلاق الرجال.. أليس لديهم بديل ليبقوا البقية الباقية من كرامة هذا الشعب المطحون!!