في عرض البحر الأحمر شمال غرب اليمن وعلى الحدود البحرية اليمنية السعودية تقع جزيرتا الفشت وبكلان الصغيرتين ضمن عدد من الجزر اليمنية التي يعاني سكانها من صعوبة العيش وظنك الحياة... المساحة والسكان تتبع الجزيرتان إداريا مديرية ميدي الساحلية التابعة لمحافظة حجة وتبعد جزيرة بكلان عن ساحل ميدي ما يقارب 20 ميلا بحريا كما تبعد الفشت 40 ميلا وتبلغ مساحة الأولى 7.6 كم. مربع فيما تبلغ مساحة الثانية 6 كم.مربع. يبلغ عدد سكان الجزيرتين حالياً بحسب إحصائية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ما يقارب 205 نسمة فيما يبلغ عدد الأسر 43 أسرة يفتقرون لأدنى مقومات الحياة. بعد إنقلاب الحوثيين أواخر العام 2014 أضطر سكان الجزيرتين للنزوح بعد أن حولهما الحوثيون وكرا وثكنة عسكرية ومحطة للأسلحة المهربة من إيران بحكم قربهما من شواطئ حجة القريبة من محافظة صعدة معقلهم الرئيس وبحكم سيطرتهم على ميناء ميدي الوحيد قبل ان يحرره الجيش الوطني بداية العام 2015 من أيديهم كما تم تحرير الجزيرتين أيضا مع عشرات الجزر الصغيرة القريية منهما لتأمين الحدود البحرية
الوضع الإنساني يعاني سكان الجزيرتين من وضع إنساني سيء بعد توقفهم عن مهنة الصيد الوحيدة التي تعيلهم وذلك بسبب الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية في عرض البحر الأحمر، ويفتقرون لقطرة الماء الصالحة للشرب والتي كانوا يجلبونها من مديرية اللحية التابعة لمحافظة الحديدة بقوارب صغيرة قبل الحرب. الجزيرتان كانتا ملتقا للصيادين وسوقا رئيسا لبيع الأسماك بالجملة لتجار الأسماك قبل أن يتم توزيعه على الأسواق الأمر الذي ضاعف معاناة الأهالي بعد توقف أعمالهم وممارسة مهنتهم الوحيدة "صيد الأسماك".
معاناة السكان عانا أهالي الجزيرتين من تهميش من قبل النظام السابق صحيا وتعليميا واقتصاديا كغيرهما من الجزر التي تدب فيها الحياة، ففي جزيرة الفشت توجد مدرسة واحدة متهالكة يعود بناؤها لثمانينات القرن الماضي "مدرسة الكفاح" تضم أربعين طالبا وطالبة ومدرس واحد لستة صفوف أساسية وغياب تام للمنهج الدراسي الأمر الذي ينذر بمستقبل سيء لأجيال الجزيرة ويجعل منه وصمة عار في جبين الجهات المسؤولة، كما تضم الجزيرة مركزا صحيا بغير أدوات طبية عاجز عن استقبال أي حالة مرضية. معاناة أهالي الجزيرتين لا تزال مستمرة، مالم تعيد الجهات المسؤولة النظر في دعم أهالي الجزيرتين. هذه المعاناة تأتي في ظل حصار خانق تسببت فيه المليشيات الحوثية وحرمت سكان الجزيرتين من أساليب الحياة. اليوم يعيش أبناء الجزيرتين بين نارين، نار الحصار الذي تفرضه المليشيا من بعض الجهات المتاخمة لسواحل الحديدة، وبين نار البحر الملغم بعشرات الألغام البحرية التي حرمت الأهالي من مهنة الصيد الوحيدة التي هي محور ارتكاز حياتهم.
شريان واحد للحياة يعتبر مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية الشريان الرئيس الذي يساعد أهالي الجزيرتين على البقاء في الحياة وذلك بمد يد العون والإغاثة بشكل دوري عبر ميناء ميدي بمساعدة وحدة التشكيل البحري التابع للجيش الوطني بالمنطقة الخامسة. سير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الأحد الماضي حملة إغاثية هي الخامسة منذ بداية العام 2017 ضمت العديد من المواد الغذائية وتمور وغيرها من مقومات الحياة . وسبق وأن أغاث المركز الجزيرتين بعدد من حملات الإغاثة منذ وصول قوات الجيش الوطني إلى شواطئ ميدي.
حماية وإسناد الجيش الوطني التابع للمنطقة العسكرية الخامسة يقوم بدور كبير في حماية الجزيرتين وتأمينهما وتأمين الحدود البحرية من خطر المليشيات الحوثية التي تهدد أمنهما. يسعى الجيش الوطني الذي يتواجد على شواطئ البحر الأحمر من اتجاه ميدي، يسعى للتخفيف من معاناة أهالي الجزيرتين وذلك من خلال التواجد الأمني المستمر في الجزيرتين. تقوم قوات التشكيل البحري التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية والتي تعتبر الشريان الرئيس لأهالي الجزيرتين. وتبقى معاناة سكان الجزيرتين مستمرة ما لم يتم كسر الحصار الكامل وتأمين سواحل الجزيرتين والسواحل المجاورة من الألغام البحرية التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية. المصدر | الصحوة نت