غضب واسع من إعلان الحوثيين إحباط محاولة انقلاب بصنعاء واتهام شخصية وطنية بذلك!    لملس يفاجئ الجميع: الانتقالي سيعيدنا إلى أحضان صنعاء    "مشرف حوثي يطرد المرضى من مستشفى ذمار ويفرض جباية لإعادة فتحه"    "القصاص" ينهي فاجعة قتل مواطن بإعدام قاتله رمياً بالرصاص    "قلوب تنبض بالأمل: جمعية "البلسم السعودية" تُنير دروب اليمن ب 113 عملية جراحية قلب مفتوح وقسطرة."    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    غارسيا يتحدث عن مستقبله    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خرج مشلولا بسبب التعذيب.. مختطف سابق يروى قصته مع التعذيب في سجون الحوثيين
نشر في الصحوة نت يوم 05 - 04 - 2018

روى الشيخ القبلي جمال المعمري تفاصيل مرعبة، وقصص تعذيب وحشية، تمارسها مليشيات الحوثي الانقلابية ضد المختطفين في سجون بالعاصمة صنعاء.
وكشف في حوار مع موقع المصدر أونلاين، عن قصص مأساوية وممارسات وحشية تقوم بها المليشيات الانقلابية ضد المختطفين، في صورة تكشف عن الوجه الارهابي للمليشيات التي تجاوزت بأفعالها كل القيم الدينة والاخلاقية.
وقضى الشيخ المعمري أكثر من ثلاث سنوات قضاها في سجون جماعة الحوثيين بصنعاء ذاق خلالها صنوفاً من التعذيب انتهت بتحويله إلى كتلة لحم فاقد القدرة على الحركة.
نص الحور..

* كيف بدأت قصة اختطافك؟

- اختطفت من فندق في صنعاء وكنت مع إحدى زوجاتي، وكنت متوجهاً في اليوم التالي الى نهم للمشاركة في عزاء، بتاريخ 13/ 3/ 2015 الساعة 12 ليلا.



* إلى أين نقلت بعدها؟

- أخذوني الى خلف المستشفى اليمني الألماني (شارع حدة)، كان نحو 50 حوثي متجمعين في انتظاري وكان شخص يدعى «المرتضى» يقول: «أهلا بنصرة المظلومين، وأهلا بنصرة المستضعفين، أهلاااا بقول الحق ولو كان مراً.. ».



* هذه عبارات مدونة في صفحتك بالفيس بوك؟

- نعم، كان قد حفظها، وزاد قال: «أخيرا، الشيخ جمال المعمري في قبضة أنصار الله». بعدها أخذوني الى بيت علي محسن (سيطروا عليه عقب اجتياحهم صنعاء)، بمجرد وصولي، بدأوا بسحلي في الدرج، والضرب المباشر بأعقاب البنادق واستمريت على هذا الحال حتى أغمي علي، ولم أشعر إلا وأنا في مستشفى الشرطة في اليوم التالي الساعة الثامنة صباحا، كانت الدماء تملأ ملابسي، وقد أصابوا فقرات العنق وأصبت بجروح خطيرة.

أسعفوني الى المستشفى لأنه كان قد أغمي علي ويظنون أني مت، ولما تأكدوا أني لم أمت أعادوني الى منزل «علي محسن»، وأنا لا أستطيع الحركة.

واستمروا في تعذيبي ثمانية أيام متتالية، وأنا بلا نوم، ولا شيء سوى التعذيب، التعذيب بوحشية لا مثيل لها لا ما شاهده العالم في سوريا ولا في أي مكان آخر.



* ما طبيعة التعذيب الذي كنت تتعرض له؟

- في الثمان الساعات الأولى ضرب وركل ولا أدري بالكثير مما حدث، لأني دخلت في حالة إغماء نتيجة الضرب على مؤخرة الرأس وعلى العمود الفقري، وبعدها استمر الضرب بأسلاك الكهرباء «الكيبلات» وإحراق لبعض الأعضاء منها.

هذه القدم (قده اليسرى التي يشير لها) أحرقوها حتى تناثر لحمها، عندما كان يحرقها قلت له: «تعشى ويهنأ»، قال: ماذا قلت؟ قلت له رأيتك تحرق رجلي حسبتك جائع تريد أن تأكل، هذا الفعل ما سمعنا عنه الا في بورما.. فغضب مني وجاء ب «الدريل» وثقب في فخذي ثقبين، سيبينها الطب الشرعي.

وبعدها بدأوا بتعذيبي ب«المدكى».



* كيف؟

- يربطك على كرسي ويضع «المدكى» في حضنك، ويشد يديك للنهاية، ويربط رجلك للخلف، ويضعك بوضعية تشبه الحلزون، وضعية تصيب العمود الفقري، وبعدها خذ نصيبك من الركل والضرب، ومعظم الضرب على مؤخرة الرأس.

أنا قاموا بشدي بشكل عنيف حتى فصلوا لي عصب اليد والرجل اليسرى، من شدة التعذيب كنت أفقد الوعي كثيراً، وكنت غالباً أصحو فأجد الدماء تتدفق مني.

من طرق التعذيب أنه يحرمك من النوم، ويتعاقب عليك مسلحون ليسوا بمحققين يطلب منك كل فرد أن تعطيه سيرتك الذاتية، ولو لأربعين مرة، لا زم تكررها.

من التعذيب أنهم لا يسمحون لك بدخول الحمام إلا ومعك مرافق يشاهدك وأنت تقضي حاجتك، وهذا واحد من أسباب ميلي الى الإضراب عن الطعام.



*متى حدثت الإصابة؟

- أصبت في اليوم الأول في ساعات التعذيب الثمان الأولى، بسبب الضربات المتتالية في مؤخرة الرأس والعمود الفقري، والتي أدت الى الإغماء والى الإصابة بشلل طرفي ارتخائي، الشلل النصفي الذي تراه.

وكنت أعيش الى ما قبل 5 أشهر حالات غيبوبة بشكل يومي تستمر ل5 أو 6 ساعات، نتيجة للتعذيب. وشاهد ذلك أطباء كثر كانوا مختطفين منهم الدكتور الجنيد، والدكتور معتز السوري. وغيرهم كثير.



* من هم الأشخاص الذين يقومون بالتعذيب.. من أين هم؟

- من قاموا بتعذيبي والتحقيق معي معظمهم من صعدة (معقل الجماعة الحوثية).



* لم كل هذه الوحشية ضدك تحديدا؟

- الوحشية ضد الجميع، معي شخصيا كانت أسئلتهم متخبطة جداً، وتنوعت تهمهم، منها تهمة أني ناشط وأدير مواقع إخبارية وأنشر مواد ضد ثورتهم، ومنها أنني قيادي في الثورة الشبابية، ومنها أنني عندما أصبت وسافرت للعلاج في القاهرة كانت تجرى معي لقاءات تلفزيونية وأتحدث عنهم.

اتهموني أيضا بأن لي علاقة في الإبلاغ عن السفينتين الإيرانيتين «جيهان 1/ جيهان2» وأنني مخبر وأعمل في جهاز عسكري، والتقيت بالسفيرة البريطانية، وأعمل لصالح علي محسن وفي القصر الجمهوري وأعمل لصالح أولاد الأحمر وخاصة حمير، وأني أرعى مجموعات قتالية لمواجهتهم، وأني في مارب حرضت المواطنين في خطبة جمعة أن يخرجوا إلى مخيم السحيل لقتال الحوثيين، وهلم جرا من هذه التهم، حتى انهم اتهموني أن لي دور في الثورة المصرية ضد مبارك، وسألوني لم سافرت لبنان والتقيت خالد مشعل.



* وكيف كنت ترد عليهم؟

- قلت لهم إنه بعد ما رأينا التهجير الذي حصل والذي يشبه ما حدث في فلسطين عام 1948، رأينا نفس الوضع ورأيناكم أسوأ منهم، لم تتركوا لأحد مجالا للعيش بكرامة، وبعدها بدأتم باجتياح القرى والمدن وتريدونا أن نسكت! ما تركتم لنا مجال.

لذلك تحدثنا وقلنا الحقيقة. حتى النساء داخل عمران أهنتوهن، بلا قيم ولا أخلاق ولا أعراف ولا دين، لم تتركوا مساجد ولا شجر ولا حجر الا وآذيتموه ثم أتيتم الينا وقلتم نحن المذنبون نحن المجرمون، أصبحنا نحن المجرمون وأنتم الضحية!



* كم استمر هذا الوضع؟

- استمر 13 يوماً إلى أن جاءت عاصفة الحزم.



* بعدها ما الذي حدث؟

- بدأت عاصفة الحزم، تركوني مقيداً وهربوا، ولم أكن أدري ما الذي يحدث خارجاً، كنت أسمع مضادات الطيران عرفت أن هناك طيران يقصف.



* ولكن، من الذي يقصف؟ كيف عرفت خبر العاصفة؟

- وقت الفجر رجع أحد المحققين، وسألته: ما الذي حدث؟ قال أمريكا و«إصرائيل» يقصفون اليمن، قلت له: ما موقف القوى السياسية بما فيهم الاصلاح؟ قال: كلهم يدينوا ويستنكروا، وهذا لتعرف ان احنا على ثقافة قرآنية لذلك هم ضدنا.

بعدها تركوني في غرفة بالبدروم، لا تصلها الشمس رائحتها معفنة وكريهة، ثم جاؤوا بمضاد الطيران ليضرب من جوار النافذة، ما جعلني اعيش أسوأ أيامي، أصواتها لا تتوقف وبسببها لا زالت أذني اليمنى تؤلمني ولا زلت أستخدم العلاج حتى اليوم. كانت أياماً أسوأ من أيام التعذيب.

في اليوم التالي جاؤوا وحققوا معي، ثم جاؤوا بأوراق يريدوني أن «أبصم» عليها، فرفضت إلا بعد أن أقرأها، فقالوا سنبصمك رغماً عن أنفك.

وفعلاً بصموا من خلفي بعض الأوراق، فقطعتهن، فأتوا ب«هراوة» وضربوني. ثم جاء آخرون وقالوا: الليلة سننهي معك، طمنوني أن أهلي بخير وأطفالي، وأن زوجتي التي حرموني من وداعها ليلة خطفي - تم نقلها الى بيت الأهل، سألوني تلك الليلة أيضا، عن جيهان1 وجيهان2، وعن مصير الإيرانيين الذين كانوا على متنهما، واتهموني أني كنت مصدر للرئاسة وووو، الكلام يطول في هذا الباب.



* ما هي قصتك مع جيهان 1 وجيهان2؟ ولماذا كانوا يسألونك عنهما؟

- لا علاقة لي بهما، هم اتهموني ببلاغات، لا أدري من أين جاؤوا بها. لم يدلوا بأي أدلة، فقط كل يوم تهمة. في اليوم الخامس عشر، جاؤوا بأوراق وفيها أيضاً أني عميل للشيخ حمير الأحمر، وعلي محسن، والشهيد القشيبي.. قلت لهم هؤلاء أبناء بلدي وأنا شيخ ولي علاقات، كنت أذهب والتقي بهم مثل كل المشايخ.

قال: ضروري تبصم.. فبصمت لهم، وقلت: بلوها واشربوا ماها. والله هذا ما قلته لهم.



* بعد ذلك، الى أين تم نقلك؟

- نقلوني بعدها إلى مبنى الأمن القومي في صرف (منطقة تتبع مديرية بني حشيش شمال شرق العاصمة صنعاء).



* كم مكثت هناك؟

- حوالي سنة وثلاثة أشهر، في زنزانة شبه انفرادية، لا هواء ولا كهرباء إلا 4 ساعات في اليوم، ولا شمس، كان ممنوع علي الخروج ورؤية الشمس أنا واثنين أو ثلاثة من بين بقية السجناء.



* متى التقيت بالدكتور الجنيد؟

- التقيت به هناك في سجن الأمن القومي في «صرف»، بعد 5 أشهر من انتقالي إلى السجن، وكانوا يتعمدون ألا يراني أحد خصوصاً جلال الشرعبي (صحفي مختطف) الذي كان في زنزانة بجواري ولا يعلم عني شيئا، لكن أثناء غياب المناوبين الرسميين قام بعض الجنود المبتدئين بنقل «الجنيد» الى زنزانتي. وكان له الفضل بعد الله في أني خرجت من الزنزانة للشمسي، بعد أن قال لهم أن بقائي سيسبب لي الكساح وتستاء حالتي، وقال لهم ان إصابتي بسبب التعذيب وليست بسبب جلطة، هم خافوا وأعطوه ورقة وقالوا له: اكتب تقرير خطي، فكتب تقريراً شجاعاً قال لهم فيه: أنا عبد القادر الجنيد، فحصت الضحية المختطف، ووجدت على جسمه آثار التعذيب وتأكد لي من خلال الفحص السريري أن المريض يعاني من شلل طرفي ارتخائي.

عندها قالوا له: اكتب وعلى مسؤوليتي التامة.

فكتب لهم: وأنا أتحمل مليون دولار إذا كان التقرير مغايرا للواقع، بعدها استمر الجنيد 11 شهراً في الاختطاف، وأخشى أنه طالت مدة سجنه بسببي. خلال سنة وثلاثة أشهر هناك.



* ما الذي كنت تفعله داخل السجن، ما الذي يفعله السجين؟

- ما الذي أفعله! مرمي هناك، جثة هامدة.



* هل رأيت أحداً تعرفه داخل السجن؟

- تعرفت على الكثير من بينهم شخص في السفارة الأمريكية يدعى الدكتور «معتز السوري» درس في اليمن واشتغل مع منظمة أمن السفارات، والأمريكي مارك الذي خرج في جنيف 2، والعديد من اليمنيين غيرهم الكثير.



* هل يوجد هناك مختطفين غير يمنيين؟

- هناك الكثير، من بينهم حتى يهود.



* هل عانى أحد مثلما عانيت؟

- هناك الكثير ممن تعرضوا للتعذيب حتى الموت، منهم الأمريكي «جون» وهناك يمنيون تعرضوا للتعذيب حتى الموت، أتحفظ على ذكر أسمائهم لأن أقارب لهم لا يزالون في المختطف.

بعد سنة وثلاثة أشهر نقلونا إلى مبنى آخر في صرف بالقرب من المبنى السابق، مبنى جديد فيه شاشات تبث قنواتهم فقط، ومن يدخل فيه لا يرى الشمس نهائيا، رأيت فيها أناس لهم من سنة وأكثر لم يتعرضوا للشمس.



* كم كان عدد السجناء؟

- في السجن الجديد أكثر من 100، وفي القديم 28 زنزانة تضم نحو 160 سجيناً. أو أكثر.

مما حدث في المبنى الجديد أنهم استخدمونا كدروع بشرية، وكانوا يجندون ويدربون في مبان بالجوار، جندوا كتائب، ولم يتنبه لها الطيران الا بعد شهرين الى ثلاثة أشهر، فقام بضرب المباني كلها الا السجن، فقام الحوثيون بتلغيم السجن وحاولوا تفجيره ليتهموا الطيران، لكن شخصاً من محافظة ذمار كان يعمل محامياً، وكان معنا بالسجن.

وكان بعض السجناء قد كسروا باب المخزن فوجدوا هناك في المخزن هاتفاً أرضياً واتصلوا بأصدقاء لهم، والأخيرين اتصلوا بمنظمات من بينها الصليب الأحمر وقنوات فضائية، الأمر الذي منع الحوثيين من تفجير السجن. لكنهم استهدفونا بطريقة أخرى.



* كيف؟

- قاموا بنزع الألغام وأمروا كل الناس بالخروج للصالة، وأغلقوا الأبواب، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع في مكان لا نافذة فيه، عانينا الاختناق كثيرا، وفي ضحايا كثر سقطوا.



* تقصد أنهم سقطوا في حالة إغماء؟

- حالات إغماء كثيرة وحالات وفاة، حيث أنهم بعد ذلك أمروا من لم يغمى عليه من المختطفين بنزع الملابس والجلوس في الصالة، وقام المسلحون بإطلاق النار الى داخل السجن من جميع الاتجاهات.

ضربونا ضرب لو أقول لك 20 ألف طلقة أكون قللت. استشهد أناس كثير بمن فيهم شريك فارس مناع شيخ من صعدة يدعى «الحسوي» كان بالقرب مني وطلب مني أن أربط له مكان الإصابة، ولم أستطع لكوني مشلول.



* كم عدد القتلى؟

- ما أعرفه أنا ما بين الثلاثة إلى السبعة، غير المصابين الذين أخرجوهم من عندنا ولم نعرف عن مصيرهم شيئا.



* ثم ما الذي حدث بعد ذلك؟

- جاؤوا الينا وقاموا بإخراجنا من السجن على أساس أنهم من الصليب الأحمر، ونقلونا إلى مبنى الأمن السياسي، وصلنا هناك استقبلونا بالركل والإهانات بمجرد دخولنا المبنى، وشاهدت بعيني شخصاً جريحاً اسمه «سالم» كان مصاباً بطلق ناري في فخذيه، كان يصيح من الألم، وطلب منهم معالجة الجرح، فقالوا له: تعال نعالجك، فقاموا بضربه في مكان الإصابة الجرح ب«الهراوة» أربع أو خمس ضربات، والله رأيت الدماء تطير منه الى مسافة. بوحشية لا يفعلها اليهود.



* كم مكثت في سجن الأمن السياسي؟

- حوالي سنة وسبعة أشهر.



* وهل كان التعذيب مستمراً خلال هذه الفترة؟

- نعم مستمر، خصوصا الدور الأسفل منا الدور الأول، هناك كنا نسمع أصوات السلخ والتعذيب بشكل دائم. كانت الأصوات تؤلمنا.



* هل عرفتم من الذي كان مسجوناً هناك؟

- نعم، الدكتور يوسف البواب ومن معه، ال36 الذين يحاكمونهم. حدثني أشخاص انتقلوا الى عندنا أن الدكتور البواب كسر ضلعه، وتلقى ضرباً في كليته حتى إنه بال دما، تلقوا التعذيب ليعترفوا زورا أن 36 شخصا اشتركوا في عبوة ناسفة واحدة انفجرت فقتلت حوثيا واحدا!



* أنتم هل تعرضتم للتعذيب مجددا؟

- نعم، أنا تعرضت للتعذيب أربع مرات، منها مرة طلبت السماح لأهلي بزيارتي لأني كنت ممنوعاً دون الكثيرين، فقاموا بضربي أكثر من 80 ضربة، حتى أشرفت على الهلاك، وكنت أنزف الدماء من كل جسمي، من أخمص قدمي حتى رأسي، وكان الصحفي يحيى الجبيحي حاضراً وشاهداً على هذا، وكثيرين آخرين. في الليل جاؤوا إلي وأعطوني علاجاً استمريت عليه 3 أيام حتى خفت حالتي.



* هل يمكن أن تذكر لنا أبرز الحالات التي تعرضت للتعذيب هناك؟

- أعتذر عن ذكر الأسماء.



* أنت أضربت عن الطعام، كم استمر هذا الإضراب؟

- استمر ألف وسبعة وستون يوما. من فترة ألف ومائة وأربعة عشر يوم اختطاف، منها نحو 8 أشهر قضيتها داخل الأمن السياسي على الأكسجين «تنفس صناعي» وانخفض وزني إلى نحو 40 كجم. يعني أصبحت هيكل عظمي.



* متى رفعت الاضراب؟

- بعد أن سمح لي بالزيارة، قبل عام من الآن، ودخلت الأغراض من أهلي الذين يأتون لزيارتي.



* ماذا عن الطعام في السجون؟

- كلها سيئة، ليس هناك تغذية بمعناها، لا تحصل على اللحوم ولا النشويات البروتينات، فقط قليلا من «مرقة البطاطا» والفول الذي لا تميزه هل هو مرقا أم فول. سيئة للغاية. حتى الأكسجين كان على حسابي الشخصي، من فلوس يرسلها أهلي.



* كيف عاشت أسرتك خلال فترة بقائك في السجن؟

- عاشت أوضاعاً صعبة، ولم أكن أريد إعلامهم بحالتي، حتى إن إحدى زوجاتي لم تر حالتي حتى الآن، لكن كانت تصلهم بعض الأخبار من مختطفين يفرج عنهم.



* استمريت في سجن الأمن السياسي حتى الإفراج عنك؟

- نعم.



* كيف تم الإفراج عنك؟

- قبائلي وأصحابي من أبناء نهم، تمكنوا من أسر «قنديل» حوثي من السلالة، فلاحظت أن طريقة التعامل معي تغيرت، وجاء يحيى الحوثي لزيارتي، وكان يقول لي: أنت انسان غالي ونحن لسنا من فعل بك هذا، هناك من اختطفك وفعل بك هذا قبل أن تنتقل إلينا بعد «العدوان» وقال: هل قصرنا معك في شيء منذ انتقلت الينا؟ أنا لم أتحمل أي جدل، قلت له: لا، أعتقد أنهم بعد المؤتمر الصحفي ستبث المسيرة هذا التسجيل.



* من كانوا يتهمون باختطافك؟

- لا أحد، هي فقط واحدة من ألاعيبهم الإعلامية، هم يعرفون أني كنت داخل الزنزانة أنشط من محقق، وان لدي الكثير من التفاصيل لما حدث ويحدث داخل سجونهم، ويعلمون أني سأقول للعالم ما يدور فيها، لذلك قاموا بعمل هذا.



* ما الذي تريد إضافته؟

- طبعاً، تم نهب سيارتين ومبالغ مالية وجنبيتين إحداهما غالية الثمن ثمنها ما بين 200 الى 300 الف سعودي، وصورها لا تزال معي، وحوالي 13 آلي بعضها لمحافظ صنعاء طرحها في قضايا قتل كنت محكماً فيها، وذخائر وأثاث، وجاؤوا بصموني بالقوة اني استلمتهن.



* وهل بالفعل استلمتهن؟

- لا.. بالأمس اتصلوا بي يساوموني على ألا أتكلم وهم سيعطونني حقي، قالوا إنهم لا زالوا يجمعون هذه الأشياء وسيرسلونها لي بشرط ألا أتكلم. فقلت لهم: الموعد مغرب شمس غد مالم فلا أريدها.



* رسالة أخيرة؟

- نحن على الطريق، لن نميل ولن نتراجع عن مواجهة هذه الجماعة السلالية الظلامية كل بما يستطيع، والنصر حليفنا ولا شك بإذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.