يوم غضب في تعز.. توافد جماهيري استعدادا للتظاهر للمطالبة بضبط قتلة المشهري    ينطلق من إيطاليا.. أسطول بحري جديد لكسر حصار غزة    متلازمة الفشل عند الإخوان!!    من حق أنصارالله أن يحتفلون.. وعلى لابسي العبايات أن يتحسرون    مقتل امرأة برصاص مليشيا الحوثي الإرهابية في إب    إصابة 8 جنود صهاينة بانقلاب آلية عسكرية    بطولة إسبانيا: ريال مدريد يواصل صدارته بانتصار على إسبانيول    مدرب الاتحاد يفكر بالوحدة وليس النصر    مانشستر يونايتد يتنفس الصعداء بانتصار شاق على تشيلسي    إصلاح حضرموت ينظم مهرجاناً خطابياً وفنياً حاشداً بذكرى التأسيس وأعياد الثورة    عودة الوزراء المصابين الى اعمالهم    أحزاب المشترك: ثورة 21 سبتمبر محطة فارقة في استعادة القرار وإسقاط الوصاية    الدكتور عبدالله العليمي يشيد بالجهد الدولي الداعم لتعزيز الأمن البحري في بلادنا    من سيتحدث في الأمم المتحدة وما جدول الأعمال؟    الترب يهنئ القيادة الثورية والسياسية بالعيد ال 11 لثورة 21 سبتمبر    السعودية تعلن تقديم دعم مالي للحكومة اليمنية ب مليار و380 مليون ريال سعودي    وفاة طالب متأثراً بإصابته أثناء اغتيال مدير صندوق النظافة بتعز    شباب المعافر يُسقط اتحاد إب ويبلغ نهائي بطولة بيسان    لقاء أمريكي قطري وسط أنباء عن مقترح أميركي حول غزة    المنتصر يبارك تتويج شعب حضرموت بكأس الجمهورية لكرة السلة    منتخب اليمن للناشئين يفتتح مشواره الخليجي أمام قطر في الدوحة    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويل أموال وكيانين مصرفيين    مساء الغد.. المنتخب الوطني للناشئين يواجه قطر في كأس الخليج    السعودية تعلن عن دعم اقتصادي تنموي لليمن    مستشفى الثورة في الحديدة يدشن مخيماً طبياً مجانياً للأطفال    توزيع 25 ألف وجبة غذائية للفقراء في مديرية الوحدة    تعز بين الدم والقمامة.. غضب شعبي يتصاعد ضد "العليمي"    انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة عمل عن مهارات الخدمة الاجتماعية والصحية بالمدارس    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية على أجزاء من 6 محافظات    الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    وزير الخدمة يرأس اجتماعا للجان دمج وتحديث الهياكل التنظيمية لوحدات الخدمة العامة    تعز.. خسائر فادحة يتسبب بها حريق الحوبان    هولوكست القرن 21    وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف    بورصة مسقط تستأنف صعودها    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون    بسبب الفوضى: تهريب نفط حضرموت إلى المهرة    الرشيد يصل نهائي بيسان ، بعد الفوز على الاهلي بهدف نظيف، وسط زخم جماهيري وحضور شعبي الاول من نوعة منذ انطلاق البطولة    بن حبريش: نصف أمّي يحصل على بكلاريوس شريعة وقانون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع " التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون"    أين ذهبت السيولة إذا لم تصل الى الشعب    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خرج مشلولا بسبب التعذيب.. مختطف سابق يروى قصته مع التعذيب في سجون الحوثيين
نشر في الصحوة نت يوم 05 - 04 - 2018

روى الشيخ القبلي جمال المعمري تفاصيل مرعبة، وقصص تعذيب وحشية، تمارسها مليشيات الحوثي الانقلابية ضد المختطفين في سجون بالعاصمة صنعاء.
وكشف في حوار مع موقع المصدر أونلاين، عن قصص مأساوية وممارسات وحشية تقوم بها المليشيات الانقلابية ضد المختطفين، في صورة تكشف عن الوجه الارهابي للمليشيات التي تجاوزت بأفعالها كل القيم الدينة والاخلاقية.
وقضى الشيخ المعمري أكثر من ثلاث سنوات قضاها في سجون جماعة الحوثيين بصنعاء ذاق خلالها صنوفاً من التعذيب انتهت بتحويله إلى كتلة لحم فاقد القدرة على الحركة.
نص الحور..

* كيف بدأت قصة اختطافك؟

- اختطفت من فندق في صنعاء وكنت مع إحدى زوجاتي، وكنت متوجهاً في اليوم التالي الى نهم للمشاركة في عزاء، بتاريخ 13/ 3/ 2015 الساعة 12 ليلا.



* إلى أين نقلت بعدها؟

- أخذوني الى خلف المستشفى اليمني الألماني (شارع حدة)، كان نحو 50 حوثي متجمعين في انتظاري وكان شخص يدعى «المرتضى» يقول: «أهلا بنصرة المظلومين، وأهلا بنصرة المستضعفين، أهلاااا بقول الحق ولو كان مراً.. ».



* هذه عبارات مدونة في صفحتك بالفيس بوك؟

- نعم، كان قد حفظها، وزاد قال: «أخيرا، الشيخ جمال المعمري في قبضة أنصار الله». بعدها أخذوني الى بيت علي محسن (سيطروا عليه عقب اجتياحهم صنعاء)، بمجرد وصولي، بدأوا بسحلي في الدرج، والضرب المباشر بأعقاب البنادق واستمريت على هذا الحال حتى أغمي علي، ولم أشعر إلا وأنا في مستشفى الشرطة في اليوم التالي الساعة الثامنة صباحا، كانت الدماء تملأ ملابسي، وقد أصابوا فقرات العنق وأصبت بجروح خطيرة.

أسعفوني الى المستشفى لأنه كان قد أغمي علي ويظنون أني مت، ولما تأكدوا أني لم أمت أعادوني الى منزل «علي محسن»، وأنا لا أستطيع الحركة.

واستمروا في تعذيبي ثمانية أيام متتالية، وأنا بلا نوم، ولا شيء سوى التعذيب، التعذيب بوحشية لا مثيل لها لا ما شاهده العالم في سوريا ولا في أي مكان آخر.



* ما طبيعة التعذيب الذي كنت تتعرض له؟

- في الثمان الساعات الأولى ضرب وركل ولا أدري بالكثير مما حدث، لأني دخلت في حالة إغماء نتيجة الضرب على مؤخرة الرأس وعلى العمود الفقري، وبعدها استمر الضرب بأسلاك الكهرباء «الكيبلات» وإحراق لبعض الأعضاء منها.

هذه القدم (قده اليسرى التي يشير لها) أحرقوها حتى تناثر لحمها، عندما كان يحرقها قلت له: «تعشى ويهنأ»، قال: ماذا قلت؟ قلت له رأيتك تحرق رجلي حسبتك جائع تريد أن تأكل، هذا الفعل ما سمعنا عنه الا في بورما.. فغضب مني وجاء ب «الدريل» وثقب في فخذي ثقبين، سيبينها الطب الشرعي.

وبعدها بدأوا بتعذيبي ب«المدكى».



* كيف؟

- يربطك على كرسي ويضع «المدكى» في حضنك، ويشد يديك للنهاية، ويربط رجلك للخلف، ويضعك بوضعية تشبه الحلزون، وضعية تصيب العمود الفقري، وبعدها خذ نصيبك من الركل والضرب، ومعظم الضرب على مؤخرة الرأس.

أنا قاموا بشدي بشكل عنيف حتى فصلوا لي عصب اليد والرجل اليسرى، من شدة التعذيب كنت أفقد الوعي كثيراً، وكنت غالباً أصحو فأجد الدماء تتدفق مني.

من طرق التعذيب أنه يحرمك من النوم، ويتعاقب عليك مسلحون ليسوا بمحققين يطلب منك كل فرد أن تعطيه سيرتك الذاتية، ولو لأربعين مرة، لا زم تكررها.

من التعذيب أنهم لا يسمحون لك بدخول الحمام إلا ومعك مرافق يشاهدك وأنت تقضي حاجتك، وهذا واحد من أسباب ميلي الى الإضراب عن الطعام.



*متى حدثت الإصابة؟

- أصبت في اليوم الأول في ساعات التعذيب الثمان الأولى، بسبب الضربات المتتالية في مؤخرة الرأس والعمود الفقري، والتي أدت الى الإغماء والى الإصابة بشلل طرفي ارتخائي، الشلل النصفي الذي تراه.

وكنت أعيش الى ما قبل 5 أشهر حالات غيبوبة بشكل يومي تستمر ل5 أو 6 ساعات، نتيجة للتعذيب. وشاهد ذلك أطباء كثر كانوا مختطفين منهم الدكتور الجنيد، والدكتور معتز السوري. وغيرهم كثير.



* من هم الأشخاص الذين يقومون بالتعذيب.. من أين هم؟

- من قاموا بتعذيبي والتحقيق معي معظمهم من صعدة (معقل الجماعة الحوثية).



* لم كل هذه الوحشية ضدك تحديدا؟

- الوحشية ضد الجميع، معي شخصيا كانت أسئلتهم متخبطة جداً، وتنوعت تهمهم، منها تهمة أني ناشط وأدير مواقع إخبارية وأنشر مواد ضد ثورتهم، ومنها أنني قيادي في الثورة الشبابية، ومنها أنني عندما أصبت وسافرت للعلاج في القاهرة كانت تجرى معي لقاءات تلفزيونية وأتحدث عنهم.

اتهموني أيضا بأن لي علاقة في الإبلاغ عن السفينتين الإيرانيتين «جيهان 1/ جيهان2» وأنني مخبر وأعمل في جهاز عسكري، والتقيت بالسفيرة البريطانية، وأعمل لصالح علي محسن وفي القصر الجمهوري وأعمل لصالح أولاد الأحمر وخاصة حمير، وأني أرعى مجموعات قتالية لمواجهتهم، وأني في مارب حرضت المواطنين في خطبة جمعة أن يخرجوا إلى مخيم السحيل لقتال الحوثيين، وهلم جرا من هذه التهم، حتى انهم اتهموني أن لي دور في الثورة المصرية ضد مبارك، وسألوني لم سافرت لبنان والتقيت خالد مشعل.



* وكيف كنت ترد عليهم؟

- قلت لهم إنه بعد ما رأينا التهجير الذي حصل والذي يشبه ما حدث في فلسطين عام 1948، رأينا نفس الوضع ورأيناكم أسوأ منهم، لم تتركوا لأحد مجالا للعيش بكرامة، وبعدها بدأتم باجتياح القرى والمدن وتريدونا أن نسكت! ما تركتم لنا مجال.

لذلك تحدثنا وقلنا الحقيقة. حتى النساء داخل عمران أهنتوهن، بلا قيم ولا أخلاق ولا أعراف ولا دين، لم تتركوا مساجد ولا شجر ولا حجر الا وآذيتموه ثم أتيتم الينا وقلتم نحن المذنبون نحن المجرمون، أصبحنا نحن المجرمون وأنتم الضحية!



* كم استمر هذا الوضع؟

- استمر 13 يوماً إلى أن جاءت عاصفة الحزم.



* بعدها ما الذي حدث؟

- بدأت عاصفة الحزم، تركوني مقيداً وهربوا، ولم أكن أدري ما الذي يحدث خارجاً، كنت أسمع مضادات الطيران عرفت أن هناك طيران يقصف.



* ولكن، من الذي يقصف؟ كيف عرفت خبر العاصفة؟

- وقت الفجر رجع أحد المحققين، وسألته: ما الذي حدث؟ قال أمريكا و«إصرائيل» يقصفون اليمن، قلت له: ما موقف القوى السياسية بما فيهم الاصلاح؟ قال: كلهم يدينوا ويستنكروا، وهذا لتعرف ان احنا على ثقافة قرآنية لذلك هم ضدنا.

بعدها تركوني في غرفة بالبدروم، لا تصلها الشمس رائحتها معفنة وكريهة، ثم جاؤوا بمضاد الطيران ليضرب من جوار النافذة، ما جعلني اعيش أسوأ أيامي، أصواتها لا تتوقف وبسببها لا زالت أذني اليمنى تؤلمني ولا زلت أستخدم العلاج حتى اليوم. كانت أياماً أسوأ من أيام التعذيب.

في اليوم التالي جاؤوا وحققوا معي، ثم جاؤوا بأوراق يريدوني أن «أبصم» عليها، فرفضت إلا بعد أن أقرأها، فقالوا سنبصمك رغماً عن أنفك.

وفعلاً بصموا من خلفي بعض الأوراق، فقطعتهن، فأتوا ب«هراوة» وضربوني. ثم جاء آخرون وقالوا: الليلة سننهي معك، طمنوني أن أهلي بخير وأطفالي، وأن زوجتي التي حرموني من وداعها ليلة خطفي - تم نقلها الى بيت الأهل، سألوني تلك الليلة أيضا، عن جيهان1 وجيهان2، وعن مصير الإيرانيين الذين كانوا على متنهما، واتهموني أني كنت مصدر للرئاسة وووو، الكلام يطول في هذا الباب.



* ما هي قصتك مع جيهان 1 وجيهان2؟ ولماذا كانوا يسألونك عنهما؟

- لا علاقة لي بهما، هم اتهموني ببلاغات، لا أدري من أين جاؤوا بها. لم يدلوا بأي أدلة، فقط كل يوم تهمة. في اليوم الخامس عشر، جاؤوا بأوراق وفيها أيضاً أني عميل للشيخ حمير الأحمر، وعلي محسن، والشهيد القشيبي.. قلت لهم هؤلاء أبناء بلدي وأنا شيخ ولي علاقات، كنت أذهب والتقي بهم مثل كل المشايخ.

قال: ضروري تبصم.. فبصمت لهم، وقلت: بلوها واشربوا ماها. والله هذا ما قلته لهم.



* بعد ذلك، الى أين تم نقلك؟

- نقلوني بعدها إلى مبنى الأمن القومي في صرف (منطقة تتبع مديرية بني حشيش شمال شرق العاصمة صنعاء).



* كم مكثت هناك؟

- حوالي سنة وثلاثة أشهر، في زنزانة شبه انفرادية، لا هواء ولا كهرباء إلا 4 ساعات في اليوم، ولا شمس، كان ممنوع علي الخروج ورؤية الشمس أنا واثنين أو ثلاثة من بين بقية السجناء.



* متى التقيت بالدكتور الجنيد؟

- التقيت به هناك في سجن الأمن القومي في «صرف»، بعد 5 أشهر من انتقالي إلى السجن، وكانوا يتعمدون ألا يراني أحد خصوصاً جلال الشرعبي (صحفي مختطف) الذي كان في زنزانة بجواري ولا يعلم عني شيئا، لكن أثناء غياب المناوبين الرسميين قام بعض الجنود المبتدئين بنقل «الجنيد» الى زنزانتي. وكان له الفضل بعد الله في أني خرجت من الزنزانة للشمسي، بعد أن قال لهم أن بقائي سيسبب لي الكساح وتستاء حالتي، وقال لهم ان إصابتي بسبب التعذيب وليست بسبب جلطة، هم خافوا وأعطوه ورقة وقالوا له: اكتب تقرير خطي، فكتب تقريراً شجاعاً قال لهم فيه: أنا عبد القادر الجنيد، فحصت الضحية المختطف، ووجدت على جسمه آثار التعذيب وتأكد لي من خلال الفحص السريري أن المريض يعاني من شلل طرفي ارتخائي.

عندها قالوا له: اكتب وعلى مسؤوليتي التامة.

فكتب لهم: وأنا أتحمل مليون دولار إذا كان التقرير مغايرا للواقع، بعدها استمر الجنيد 11 شهراً في الاختطاف، وأخشى أنه طالت مدة سجنه بسببي. خلال سنة وثلاثة أشهر هناك.



* ما الذي كنت تفعله داخل السجن، ما الذي يفعله السجين؟

- ما الذي أفعله! مرمي هناك، جثة هامدة.



* هل رأيت أحداً تعرفه داخل السجن؟

- تعرفت على الكثير من بينهم شخص في السفارة الأمريكية يدعى الدكتور «معتز السوري» درس في اليمن واشتغل مع منظمة أمن السفارات، والأمريكي مارك الذي خرج في جنيف 2، والعديد من اليمنيين غيرهم الكثير.



* هل يوجد هناك مختطفين غير يمنيين؟

- هناك الكثير، من بينهم حتى يهود.



* هل عانى أحد مثلما عانيت؟

- هناك الكثير ممن تعرضوا للتعذيب حتى الموت، منهم الأمريكي «جون» وهناك يمنيون تعرضوا للتعذيب حتى الموت، أتحفظ على ذكر أسمائهم لأن أقارب لهم لا يزالون في المختطف.

بعد سنة وثلاثة أشهر نقلونا إلى مبنى آخر في صرف بالقرب من المبنى السابق، مبنى جديد فيه شاشات تبث قنواتهم فقط، ومن يدخل فيه لا يرى الشمس نهائيا، رأيت فيها أناس لهم من سنة وأكثر لم يتعرضوا للشمس.



* كم كان عدد السجناء؟

- في السجن الجديد أكثر من 100، وفي القديم 28 زنزانة تضم نحو 160 سجيناً. أو أكثر.

مما حدث في المبنى الجديد أنهم استخدمونا كدروع بشرية، وكانوا يجندون ويدربون في مبان بالجوار، جندوا كتائب، ولم يتنبه لها الطيران الا بعد شهرين الى ثلاثة أشهر، فقام بضرب المباني كلها الا السجن، فقام الحوثيون بتلغيم السجن وحاولوا تفجيره ليتهموا الطيران، لكن شخصاً من محافظة ذمار كان يعمل محامياً، وكان معنا بالسجن.

وكان بعض السجناء قد كسروا باب المخزن فوجدوا هناك في المخزن هاتفاً أرضياً واتصلوا بأصدقاء لهم، والأخيرين اتصلوا بمنظمات من بينها الصليب الأحمر وقنوات فضائية، الأمر الذي منع الحوثيين من تفجير السجن. لكنهم استهدفونا بطريقة أخرى.



* كيف؟

- قاموا بنزع الألغام وأمروا كل الناس بالخروج للصالة، وأغلقوا الأبواب، وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع في مكان لا نافذة فيه، عانينا الاختناق كثيرا، وفي ضحايا كثر سقطوا.



* تقصد أنهم سقطوا في حالة إغماء؟

- حالات إغماء كثيرة وحالات وفاة، حيث أنهم بعد ذلك أمروا من لم يغمى عليه من المختطفين بنزع الملابس والجلوس في الصالة، وقام المسلحون بإطلاق النار الى داخل السجن من جميع الاتجاهات.

ضربونا ضرب لو أقول لك 20 ألف طلقة أكون قللت. استشهد أناس كثير بمن فيهم شريك فارس مناع شيخ من صعدة يدعى «الحسوي» كان بالقرب مني وطلب مني أن أربط له مكان الإصابة، ولم أستطع لكوني مشلول.



* كم عدد القتلى؟

- ما أعرفه أنا ما بين الثلاثة إلى السبعة، غير المصابين الذين أخرجوهم من عندنا ولم نعرف عن مصيرهم شيئا.



* ثم ما الذي حدث بعد ذلك؟

- جاؤوا الينا وقاموا بإخراجنا من السجن على أساس أنهم من الصليب الأحمر، ونقلونا إلى مبنى الأمن السياسي، وصلنا هناك استقبلونا بالركل والإهانات بمجرد دخولنا المبنى، وشاهدت بعيني شخصاً جريحاً اسمه «سالم» كان مصاباً بطلق ناري في فخذيه، كان يصيح من الألم، وطلب منهم معالجة الجرح، فقالوا له: تعال نعالجك، فقاموا بضربه في مكان الإصابة الجرح ب«الهراوة» أربع أو خمس ضربات، والله رأيت الدماء تطير منه الى مسافة. بوحشية لا يفعلها اليهود.



* كم مكثت في سجن الأمن السياسي؟

- حوالي سنة وسبعة أشهر.



* وهل كان التعذيب مستمراً خلال هذه الفترة؟

- نعم مستمر، خصوصا الدور الأسفل منا الدور الأول، هناك كنا نسمع أصوات السلخ والتعذيب بشكل دائم. كانت الأصوات تؤلمنا.



* هل عرفتم من الذي كان مسجوناً هناك؟

- نعم، الدكتور يوسف البواب ومن معه، ال36 الذين يحاكمونهم. حدثني أشخاص انتقلوا الى عندنا أن الدكتور البواب كسر ضلعه، وتلقى ضرباً في كليته حتى إنه بال دما، تلقوا التعذيب ليعترفوا زورا أن 36 شخصا اشتركوا في عبوة ناسفة واحدة انفجرت فقتلت حوثيا واحدا!



* أنتم هل تعرضتم للتعذيب مجددا؟

- نعم، أنا تعرضت للتعذيب أربع مرات، منها مرة طلبت السماح لأهلي بزيارتي لأني كنت ممنوعاً دون الكثيرين، فقاموا بضربي أكثر من 80 ضربة، حتى أشرفت على الهلاك، وكنت أنزف الدماء من كل جسمي، من أخمص قدمي حتى رأسي، وكان الصحفي يحيى الجبيحي حاضراً وشاهداً على هذا، وكثيرين آخرين. في الليل جاؤوا إلي وأعطوني علاجاً استمريت عليه 3 أيام حتى خفت حالتي.



* هل يمكن أن تذكر لنا أبرز الحالات التي تعرضت للتعذيب هناك؟

- أعتذر عن ذكر الأسماء.



* أنت أضربت عن الطعام، كم استمر هذا الإضراب؟

- استمر ألف وسبعة وستون يوما. من فترة ألف ومائة وأربعة عشر يوم اختطاف، منها نحو 8 أشهر قضيتها داخل الأمن السياسي على الأكسجين «تنفس صناعي» وانخفض وزني إلى نحو 40 كجم. يعني أصبحت هيكل عظمي.



* متى رفعت الاضراب؟

- بعد أن سمح لي بالزيارة، قبل عام من الآن، ودخلت الأغراض من أهلي الذين يأتون لزيارتي.



* ماذا عن الطعام في السجون؟

- كلها سيئة، ليس هناك تغذية بمعناها، لا تحصل على اللحوم ولا النشويات البروتينات، فقط قليلا من «مرقة البطاطا» والفول الذي لا تميزه هل هو مرقا أم فول. سيئة للغاية. حتى الأكسجين كان على حسابي الشخصي، من فلوس يرسلها أهلي.



* كيف عاشت أسرتك خلال فترة بقائك في السجن؟

- عاشت أوضاعاً صعبة، ولم أكن أريد إعلامهم بحالتي، حتى إن إحدى زوجاتي لم تر حالتي حتى الآن، لكن كانت تصلهم بعض الأخبار من مختطفين يفرج عنهم.



* استمريت في سجن الأمن السياسي حتى الإفراج عنك؟

- نعم.



* كيف تم الإفراج عنك؟

- قبائلي وأصحابي من أبناء نهم، تمكنوا من أسر «قنديل» حوثي من السلالة، فلاحظت أن طريقة التعامل معي تغيرت، وجاء يحيى الحوثي لزيارتي، وكان يقول لي: أنت انسان غالي ونحن لسنا من فعل بك هذا، هناك من اختطفك وفعل بك هذا قبل أن تنتقل إلينا بعد «العدوان» وقال: هل قصرنا معك في شيء منذ انتقلت الينا؟ أنا لم أتحمل أي جدل، قلت له: لا، أعتقد أنهم بعد المؤتمر الصحفي ستبث المسيرة هذا التسجيل.



* من كانوا يتهمون باختطافك؟

- لا أحد، هي فقط واحدة من ألاعيبهم الإعلامية، هم يعرفون أني كنت داخل الزنزانة أنشط من محقق، وان لدي الكثير من التفاصيل لما حدث ويحدث داخل سجونهم، ويعلمون أني سأقول للعالم ما يدور فيها، لذلك قاموا بعمل هذا.



* ما الذي تريد إضافته؟

- طبعاً، تم نهب سيارتين ومبالغ مالية وجنبيتين إحداهما غالية الثمن ثمنها ما بين 200 الى 300 الف سعودي، وصورها لا تزال معي، وحوالي 13 آلي بعضها لمحافظ صنعاء طرحها في قضايا قتل كنت محكماً فيها، وذخائر وأثاث، وجاؤوا بصموني بالقوة اني استلمتهن.



* وهل بالفعل استلمتهن؟

- لا.. بالأمس اتصلوا بي يساوموني على ألا أتكلم وهم سيعطونني حقي، قالوا إنهم لا زالوا يجمعون هذه الأشياء وسيرسلونها لي بشرط ألا أتكلم. فقلت لهم: الموعد مغرب شمس غد مالم فلا أريدها.



* رسالة أخيرة؟

- نحن على الطريق، لن نميل ولن نتراجع عن مواجهة هذه الجماعة السلالية الظلامية كل بما يستطيع، والنصر حليفنا ولا شك بإذن الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.