تمثل ذكرى تأسيس الإصلاح فرصة لاستقراء وجهات نظر المتابعين للشأن السياسي والعام في اليمن. وحول هذه المناسبة والرسائل التي يمكن أن توجه للتجمع اليمني للإصلاح، يقول رئيس تحرير موقع اليمن الجمهوري "كمال السلامي" إن ذكرى تأسيس الإصلاح تكتسب هذا العام طابعاً مختلفاً، كونها تأتي في ظل استمرار مقاومة الانقلاب ومناخ النضال العام الذي يعيشه اليمن واليمنيون، وفي مقدمتهم الإصلاح والإصلاحيون. ويضيف السلامي" لقد كان الإصلاح في مقدمة المنافحين عن الحرية، والداعين إلى المساواة، ومنذ تأسيسه نجح في قطع شوط كبير في طريق الحرية، إلى جانب القوى الخيرة، إلى أن انقلب الحوثيون على السلطة، وهنا أخذ نضال الإصلاح مساراً آخر عمده بدماء الكثير من أعضائه وقياداته دفاعاً عن الجمهورية". ويشير إلى أن "الإصلاح شأنه شأن المؤسسات السياسية والحزبية في البلاد، يحتاج لمراجعة شاملة للتأسيس لمرحلة جديدة من البناء والنضال، مرحلة يقودها الشباب، وتغلب عليها الشفافية والتخصص، وتتضاءل الإجراءات ذات الطابع الروتيني، لصالح الكفاءة والتأهيل". ومن وجهة نظر الصحفي السلامي فقد "آن الآوان، ليتصدر المشهد جيل جديد يقود مؤسسات الحزب، بالإضافة إلى ضرورة أن يشغلوا حيزاً من العمل السياسي، والفكري". مضيفاً "نحن في زمن لا يجب أن يتم التغاضي عن الأخطاء والمخطئين، ويتعين أن تفعل آلية جديدة للرقابة، وأن يسود البناء المؤسسي على البناء التقليدي، القائم على الهرمية والتسلسل التنظيمي القديم". ويقول السلامي في حديثه مع الصحوة نت "يجب أن أكون صريحاً – صراحة المحب – نريد أن نرى تطوراً لافتاً في إدارة التغيير داخل الحزب، وفي مؤسساته، وأن يتقلص النفس القديم في أروقة هذا الحزب الكبير". من جانبه يقول عماد صلاح "مهندس برمجيات" أن" الجميع بما فيهم خصوم الإصلاح من الأحزاب الأخرى أدركوا أن الإصلاح بعد الانقلاب على الدولة أصبح الرافعة الأساسية للقضايا الوطنية، وبات الطرف السياسي الأقوى الذي يعلق عليه اليمنيون آمالاً كبيرة للإسهام في إخراج اليمن من براثن الانقلاب والشرذمة الإمامية". ويضيف للصحوة نت "لقد قيل سابقاً الكثير ضد الإصلاح، واتهم في وطنيته وجمهوريته ويمنيته وسلامة مساره السياسي والفكري، لكن الأحداث أثبتت أنه حزب وطني حتى النخاع، وسبتمبري الهوى والهوية، إذ لم يفرط باليمن والنظام الجمهوري ولا بالدولة والشرعية، في حين فعل آخرون هذا ممن كانوا يزايدون عليه ويكيلون له التهم". وأشاد صلاح بموقف الإصلاح الذي "تناسى كل خصوماته ومد يده للجميع في سبيل الاصطفاف ضد الإماميين ومليشياتهم الحوثية ومساندة الشرعية والجيش في دحر الانقلاب". وطالب الإصلاح ببذل المزيد من الجهود لتقوية الصف الوطني المناهض للانقلاب، وإدارة مراجعة وطنية شاملة مع كل القوى اليمنية تجنب البلد أخطاء الصراعات السابقة التي لم يستفد منها سوى الإماميين ومليشياتهم الحوثية. ودعا المكونات السياسية ليشكلوا مع الإصلاح صوتاً واحداً لقضايا اليمن تختفي معه الجدالات والقضايا الجانبية، ليكمل بعضهم بعضاً في كل ما يجمعهم فيه قواسم مشتركة، ويصطفوا تحت قيادة الشرعية ويتحالفوا للوطن وللمصير المشترك وللقضايا التي تدفع اليمن ثمن عدم منحها الأولوية والاهتمام الأبرز.