في اليوم العالمي لحرية الصحافة حيث يقبع عشرات الصحفيين اليمنيين خلف القضبان، وحيث لا حرية لكلمة او لقلم منذ انقلاب الحوثي على الشرعية، واقع مرير يعيشه الصحفيون وباتوا فريسة للميلشيات التي ترتكب فصولا من التعذيب بحقهم لا يتخيلها بشر. الصحفية التي تحفظت على ذكر اسمها لأسباب امنية قالت "للصحوة نت" إن جنود الكلمة خلف القضبان بسبب عدم وجود توازن للقوى، فسلطة الأمر الواقع المتمثلة بالمليشيات، صادرت حق الكلمة والحياة لصحفيي اليمن. وأضافت: "لدينا صحفيين لا نعرف مصيرهم، فضلا عن عشرات حالات الطرد التعسفي والملاحقات، ووجود عشرات الصحفيين بلا مورد رزق، وبلا صوت، كما قتل عدد من الصحفيين تحت التعذيب واخرون اقتنصتهم رصاص الموت، فهنا باليمن وحيث المليشيات لا وجود لا لحرية ولا لصحافة". الصحفية "نبيلة سعيد" اشارت إلى أن الصحافة عاشت ميلادا جديدا بعد ثورة 2011، حيث أتيح للصحفي حرية أكبر في ممارسة عمله، الانفتاح على الإعلام، وافتتاح العديد من القنوات والمؤسسات الإعلامية ولكن بعد الانقلاب على الثورة، ومخرجاتها تعيش حرية الصحافة الآن حالة موات وإعدام لكل الحقوق والحريات في مناطق سيطرة الحوثي التي تنحصر فيها حياة الصحفي بين معتقل وملاحق ومقتول". أعوام من الظلام .. الإعلامي "احمد،س" ذكر للصحوة نت إنَّ عام 2016 -2019، يعد من أسوأ الأعوام على حرية الرأي والصحافة في اليمن، حيث يقبع عشرات الصحفيين في السجون دون تهم، ويتم تعذيبهم، إضافة للظروف الصحية السيئة التي يعاني منها أغلبهم، وهناك العديد من الصحفيين المختطفين في اليمن ولا يعلم أحد عن مصيرهم شيء. مضيفا للصحوة نت: "إن هذه الأعوام هي أعوام ظلامية على الصحافة باليمن". موكدا بانه رغم مرور المناسبات لحرية الصحافة والصحفيين الا ان هذه المناسبات تمر مرور الكرام على معاناة الصحفيين باليمن. وتابع: "في اليمن أصبحت الصحافة مهنة الموت المجاني في أتُون جحيم الحوثي . صحافة بلا قانون او حقوق احتلت اليمن المرتبة ال 70 بعد المائة في البلدان الأكثر انتهاكا بحسب التقرير السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود، وكان التقرير السنوي الصادر عن المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين «صدى» صادمًا وكاشفًا لحقائق عدة؛ حيث أكد التقرير الذي تناول حالة الصحافة في اليمن، ارتكاب ميليشيا الحوثي الانقلابية أكثر من 4 آلاف انتهاك بحق الصحفيين والمؤسسات والوسائل الإعلامية خلال العام الماضي. وبحسب التقرير الذي جاء بعنوان «الإجهاز على الشهود»، فإن الميليشيا الحوثية ارتكبت 4288 حالة انتهاك بحق الصحافة في اليمن، جاءت العاصمة صنعاء في مقدمتها ب 4248 حالة، ومحافظة ذمار ب7 حالات انتهاك. وأشار بيان صحفي صادر عن المنظمة إلى أن 18 صحفيًّا وعاملًا في مجال الإعلام قضوا خلال عام 2018، وأن 14 آخرون نجوا من الموت، والبعض منهم عاش معاقًا، فيما يقضي 27 صحفيًّا حياتهم في المعتقلات والسجون، معظمهم مضى عليهم 4 سنوات. ويأسف الصحفي "عبد الرحمن.د" ان يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة وعشرات الصحفيين اليمنيين في المعتقلات او مصيرهم مجهول، كما تعيش الحريات أسوأ مراحلها. من جانبها تقول الإعلامية "سميه القواس" "إنَّ الصحفي اليمني يمكن وصفه بعبارة واحدة إن لم تكُن مبالغة بحقه هو الصحفي الوحيد في العالم الذي يعيش بلا حقوق وحماية". وأضافت ل "للصحوة نت": "إن وضع الصحفي اليمني في ظل الظروف الراهنة حدث ولا حرج من سيَّء إلى أسوأ، ومع هذا تَجِد الصحفي اليمني مناضل رغم ما آلت إليه أوضاع البلد، فبالرغم من تدهور الأوضاع يحتفل باليوم العالمي مناضلا وعاشقا لوظيفته المميتة".. مستقبل مجهول.. ومع تزايد عدد الانتهاكات ضد صحفيي اليمن، وفقًا لتقارير دولية ومحلية، يئن الصحافيون تحت وطأة الضغوط بجميع أنواعها وشتى أشكالها، ويوضح الناشط الحقوقي سليم علاو أنَّ هذه المناسبة تأتي في ظل قيام جماعة الحوثي بوأد وإجهاض حرية الرأي والتعبير وهذه الحقوق الأساسية التي نصت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية. وتؤكد عائلات الصحفيين المختطفين أن المليشيات عاملت أبنائها كأنهم "إرهابيون" وليسوا صحفيين وحرمتهم من حقوقهم الأساسية كموقوفين حيث لم تسمح لذويهم بزيارتهم أو توكيل محامين للدفاع عنهم أو حتى معرفة التهمة الموجهة إليهم، اضافة الى إخفائهم قسريا في أماكن احتجاز غير معروفة وتعرضهم لأشكال وأصناف التعذيب من قبل الجماعة. تقول اخت أحد الصحفيين: "يعيشوا في زنازين انفرادية وتم تقييد أيديهم وأرجلهم وتعليقهم إلى أعلى وضربهم بالعصي والسلاسل وأعقاب البنادق حتى سالت الدماء من أجسادهم، وصعقهم بالكهرباء والتهديد بالحرق بالنار أو الطعن بأدوات حادة"، وتختم بسؤال "اين هي حريه الصحافة او حقوقها". وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة لا ترال ابنة الصحفي عبد الخالق عمران ترسم الوان الشمس وظلال قوس قزح وترسم يدها ويد ابيها المعتقل وهم ينطلقون الى الحرية.. ويأتي هذا اليوم يأتي وقد ذهب بعض نور بصر والدة الصحفي صلاح القاعدي من شدة البكاءً على ولدها، ووالده الذي هزل جسمه ودفع أموالا طائلة لإنقاذ ولده دون فائدة. توكل توفيق المنصوري كبرت بقدر أيام ومناسبات حريه الصحافة ولا زالت اعينها الحالمتين ملتصقة ببوابة السجن تنتظر عودة والدها من خلف قضبان كانت تصرخ داخلها يوما "اتركوني مع ابي". اسر وأطفال الصحفيين ينظرون لهذا اليوم كأسوأ مناسبة تذكرهم بوجع لا ينتهي ومعاناة تتعدى حدود الحريات .